العاهل السعودي- الملك سلمان

الملك غاضب.. العاهل السعودي يُبدي «انزعاجه الشديد» من الإمارات في خطوة غير مألوفة منه

قالت وكالة رويترز، الأربعاء 28 أغسطس/آب 2019، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز غاضبٌ من الإمارات بسبب التطورات الجارية في اليمن.

 

وأضافت الوكالة في تقرير لها إن مصادر مطلعة قالت إن الملك سلمان خطا هذا الشهر في قصره بمكة خطوة غير مألوفة فأبدى «انزعاجه الشديد» من الإمارات أقرب الشركاء العرب للمملكة.

الملك أعرب عن انزعاجه من الإمارات للرئيس اليمني

وترى رويترز أن هذا التعليق دليل على وجود شرخ في التحالف الذي يقوده عملياً نجل الملك الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقال مصدران يمنيان ومصدر آخر تم إطلاعه على ما دار في الاجتماع، إن الإعراب عن انزعاج الملك جاء في محادثة دارت وقائعها يوم 11 أغسطس/آب مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يحظى بدعم المملكة.

تأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يشهد فيه اليمن تطورات ميدانية، أعادت فيها القوات الحكومية التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة على مدن شبوة وأبين وعدن، وانسحاب قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً. 

ورداً على طلب للتعليق، وصف مسؤول سعودي تلك الرواية لما حدث بأنها زائفة، وقال: «السعودية والإمارات لا تزالان متوافقتين استراتيجياً فيما يتعلق بمصادر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتتعاونان تعاوناً وثيقاً جداً للتصدي لمجموعة واسعة من التهديدات الأمنية في المنطقة وخارجها. العلاقات الثنائية بين البلدين وطيدة».

لكن السلطات في الإمارات لم ترد على أسئلة عن هذا التعليق.

أسباب الشرخ الحاصل بين الحليفين

وحول أسباب الشرخ الحاصل بين الطرفين، قالت رويترز إن السبب المباشر للتوتر هو الحرب الطاحنة في اليمن، وهو ما أغضب الملك سلمان من حليفته. 

فمنذ أشهر تتزايد الاحتكاكات بسبب هذا الصراع الذي كان من المنتظر في بدايته أن يستمر بضعة أسابيع، لكنه طال لسنوات وسقط فيه عشرات الآلاف ولا تبدو له نهاية في الأفق.

أما السبب الأشمل فهو القرار الذي يبدو أن الإمارات اتخذته بالتحول لخدمة مصالح وطنية أضيق وإظهار نفسها في صورة الشريك الأكثر نضجاً الذي بمقدوره تحقيق استقرار المنطقة، حتى إذا كان المغزى من وراء ذلك تقليص الخسائر والمضي قدماً من دون الرياض.

ويبدو أن الإمارات حريصة أيضاً على إنقاذ صورتها في واشنطن، حيث أدى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى تعميق المخاوف من تحول السياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة إلى الاندفاع والنزوع للتدخل.

وقال مصدر مطلع على ما يدور في الحكومة الإماراتية إن «أبوظبي تريد أن تظهر بمظهر الدولة الصغيرة التي تيسر تحقيق السلام والاستقرار، لا التابع لطرف سعودي يبدو منتصراً وينزع للتوسع».

وأضاف المصدر: «الأمر بشكل من الأشكال تقديم مصالحهم، لأنهم يعتقدون أنه إذا كانت السعودية تنزع للتوسع فستبتلعهم».