ما هي قصة مبنى "كلية المجتمع" في ذمار الذي تعرّض للقصف من قبل التحالف أكثر من مرة؟
هل هو بالفعل "هدف عسكري مشروع" يستخدمه الحوثيون كمخازن أسلحة من بينها طائرات بدون طيار، كما يقول التحالف؟
أم أنه مجرد "سجن" يقبع فيه عشرات المعتقلين، كما يقول الحوثيون؟
حكاية الكُلِّيّة السِّجن
تقع كلية المجتمع في منطقة "الدرب"، والتي تبعد عن مدينة ذمار قرابة 3 كيلو من جهة الشمال باتجاه جامعة ذمار.
وتتموضع على الخط الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة ذمار وباقي المحافظات كتعز وعدن.
وهي مُنشأة تابعة لوزارة التعليم الفني وتتكون من حوالي سبعة مبانٍ داخل مساحة واحدة.
مطلع العام 2015؛ طَرَدَ الحوثيون الطلاب منها بعد سيطرتهم على المحافظة، وحولوها إلى مُنشأة متعددة الأغراض، واستخدموا أجزاء منها في البداية كمخزن للأسلحة ومؤخرة لدعم المعارك التي تخوضها قواتهم في وسط وجنوب البلاد.
وفي منتصف 2015 استهدف التحالف بعض مبانيها بعدد من الغارات الجوية.
بعد أشهر قليلة من هذا الاستهداف، حوَّلتها الميليشيا إلى سجون سرية تحتجز فيها نشطاء تختطفهم على خلفية مواقفهم المناوئة لها، ومن بينهم من اعتقل من النقاط الحوثية المنتشرة على الطرقات، كما تحتجز فيه أسرى من المقاتلين في صفوف قوات الحكومة الشرعية.
ومع استخدامها كسجن؛ استمر الحوثيون في استخدام فناءها الكبير المحاط بسور، مؤخرة إمداد عسكري لدعم مقاتليهم في جبهتي تعز والضالع.
حسب تقارير حقوقية لأكثر من منظمة؛ فإن المبنى يضمّ قرابة 200 معتقل من مختلف محافظات الجمهورية، الغالبية منهم مضى على احتجازهم من عامين إلى ثلاثة أعوام.
بحسب إحصاءات تقديرية كان يتواجد داخل هذا المعتقل:
(110) من محافظة تعز
(25) من وصاب
(15) من البيضاء
(4) من أبين
(3) من شبوه
وقرابة 23 معتقل من ذمار
وتتوزع بقية الأرقام على محافظات أخرى.
في 11 مارس 2019، نشر "المصدر أونلاين" تحقيقاً يتتبع خارطة السجون الحوثية في ذمار تحت عنوان: منطقة عبور المسافرين التي تحولت إلى مثلث برمودا.
للاطلاع على التحقيق..
https://www.almasdaronline.com...
أشار التحقيق إلى تخصيص قاعات الدراسة في الأدوار السفلى و"البدرومات" للمعتقلات بعد أن أغلقوا نوافذها بالأسمنت والطوب والأخشاب، فيما خصصت الأدوار العليا لعمليات التحقيق والتعذيب.
ومن المشرفين على هذا السجن:
ابو عبد الرحمن الموشكي من مغرب عنس.
ابو حسان مثنى من مديرية جهران - رصابة.
في شهر يناير من هذا العام انتشر مرض السل داخل السجن ما تسبب في وفاة معتقل يُدعى "هلال الجرف"، وحسب رابطة أمهات المختطفين كان قد توفي قبله بسبب التنكيل والمرض وانعدام الرعاية الصحية، الصحفي أنور الرّكن، ومحمد ثابت المزارع.
في منتصف ليل أمس السبت، 1 سبتمبر 2109 تعرضت مباني الكلية لعدة غارات شنتها مقاتلات التحالف، وسارع التحالف إلى القول انه قام بتدمير موقع عسكري للميليشيا يتضمن مخازن لطائرات بدون طيار وصواريخ دفاع جوي؛ لكن الحوثيون يقولون انه مجرد سجن ليس فيه أي أسلحة.
ما هو مؤكد أن مأساة كبيرة وقعت وأن مجزرة كبيرة ارتكبت بحق العشرات من المعتقلين.
وحسب مصادر طبية وتقارير فقط استشهد ما لا يقل عن 52، وأصيب العشرات، في حين لا يزال البعض تحت الأنقاض.
وتمكن عدد قليل من الهروب اثناء القصف.
وفي حين يقول الحوثيون أنهم أسرى، تؤكد مصادر أن الغالبية العظمى منهم مدنيون تعرضوا للاختطاف من منازلهم ومن النقاط والطرقات.
وبعد أعوام من اعتقالهم والتنكيل بهم، دعا الحوثيون أهاليهم للحضور إلى مستشفى ذمار للتعرف على جثث أبنائهم .. أبناؤهم الذين كانوا يتمنون استلامهم وهم أحياء.