شافية محمدي- عربي21
نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا استعرضت من خلاله مجموعة من الثمار التي عادة ما نلقي قشورها في سلة المهملات، ولكنها صالحة للأكل وتحتوي على الكثير من الفوائد الغذائية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن السرّ الأساسي في التمتّع بصحة سليمة يكمن في اتباع نظام غذائي متوازن وصحي تكون فيه الأسماك والفواكه والخضروات ذات أولوية، ولكننا لا نستفيد في الكثير من المناسبات من القيمة الغذائية لهذه الأطعمة ونرمي جزءا منها، على الرغم من أنها تحتوي على أجزاء غنيّة جدا ومفيدة مثل القشور.
وتجدر الإشارة إلى أننا تعودنا على هذا الأمر لأننا لا نعي الفوائد الصحيّة لهذه القشور، أو بسبب التخّوف من المواد السامة التي تفرزها الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في البيئة، بالإضافة إلى استخدام المبيدات لحماية الثمار وتعزيز الإنتاج، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه ليس هناك ما يدعو للقلق، حيث أكّدت وزارة الصحة والاستهلاك والرعاية الاجتماعية أن "مسألة استهلاك فواكه مقشّرة أو غير مقشرة لا يمكن أن تتعلق بالأمن الغذائي، لأنه في كلتا الحالتين، التعامل الصحيح مع المنتج يمكن أن يُصنّف على أنه ممارسة آمنة ومناسبة للمستهلك". وينبغي على المستهلك غسل الثمار جيّدا في حال قرر أن يستهلكها غير مقشّرة، للتخلص من بقايا المبيدات والأوساخ والأتربة، التي يمكن أن تنقل البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
وأشارت الصحيفة إلى أن المستهلك يستطيع أن يطهّر الثمار بغسلها جيّدا تحت ماء الحنفية المنهمر أو غمرها في المياه، مع إضافة قطرات من بعض المواد المطهّرة مثل المبيض، وقد أصبح من المؤكد أن تناول الثمار غير المقشرة لا يشكّل أي نوع من الخطر على سلامتنا، كما أن تناول الثمار بهذه الطريقة يعد اختيارا صائبا بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن مكوّنات تثري النظام الغذائي الخاص بهم.
وأوردت الصحيفة أن قشرة الباذنجان تحتوي على الأنثوسيان العضوي، وتُعرف هذه المادة بأنها من مضادات الأكسدة لأنها تحارب الأضرار التي تسببها الجذور الحرة وتمنع ظهور أمراض مختلفة مثل الأمراض التنكسية، وقد أوضحت دراسة معّمقة نُشرت في موقع المكتبة الوطنية للولايات المتحدة أن الأنثوسيان يتميّز بقدرة كبيرة على حماية الجسم من بيروكسيد الدهون.
وذكرت الصحيفة أن البطاطا تعتبر من بين المكونات الأساسية في العديد من الأطباق، وتعد البطاطا تراثا غذائيا استثنائيا حيث أنها غنية بالفيتامين سي وتزود الجسم بنسبة 46 بالمئة من هذا الفيتامين. ولكن فوائد البطاطا تتركز بنسبة 20 بالمئة في القشرة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالفيتامين سي والألياف، وفي الحقيقة، إن القشرة الخارجية للبطاطا صالحة للأكل ويمكن إدراجها في الكثير من الأطباق خاصة عندما تكون محمّرة أو مغلية.
ونوّهت الصحيفة بأن قشور الفول السوداني التي عادة ما نلقيها دون تفكير في القمامة غنية بالمركبات الفينولية وخاصة العفص، وتبرز أهمية المركبات الفينولية في قوتها المضادة للأكسدة والتي تحيد عمل الجذور الحرة وتمنع الشيخوخة والعديد من الأمراض المختلفة، وقد استخلصت إحدى الدراسات أن قدرة مضادات الأكسدة ارتفعت من 52 بالمئة إلى 63 بالمئة عند إضافة خمسة بالمئة من القشور إلى زبدة الفول السوداني.
بالإضافة إلى ذلك، تجعل هذه العملية الطعام أقل قابلية للتلف دون إضافة مواد حافظة أخرى. كما يحتوي قشر الفول السوداني على كميات هامّة من البروتين والأحماض الدهنية الأساسية وخاصة حمض اللينوليك، وهو نوع من الأوميغا 6 اللازمة لنمو وتطور الجسم.
وذكرت الصحيفة أن الخيار والكوسى من الثمار التي نتلف عادة قشرتها على الرغم من أهميتها الغذائية. وينتمي الخيار إلى نفس عائلة اليقطين أو البطيخ ويتميّز بمحتواه المتواضع من السعرات الحرارية وهو مثالي لاتباع حمية لفقدان الوزن، كما أنه ثري بالفيتامين سي والفولات والبوتاسيوم. وتوجد أعلى نسبة من هذه المواد الغذائية في القشور.
وأوضحت الصحيفة أن الكوسى تزخر بكميات جيدة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة والمعادن والألياف، التي تعزز الوظيفة المعوية وتساعد على فقدان الوزن وعلاج بعض الأمراض المعوية المعدية. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم قشرة الكوسى في صناعة الخل.
وأوردت الصحيفة أن المذاق الحمضي والملمس الخشن لفاكهة البرتقال يدفع الكثير من المستهلكين للتخلص من قشرته دون تفكير، وتعتبر هذه العادة خاطئة جدا لأن القشور تمثّل كنزا غذائيا حقيقيا. وتتمتع قشور البرتقال بكميات كبيرة من مضادات الأكسدة والألياف والفيتامين سي، أما فيما يتعلق بكيفية استخدام هذه القشور، نستطيع برش القشرة ورشّها على بعض الأطباق.
وأفادت الصحيفة بأن قشرة الأناناس صالحة للأكل رغم صلابتها. وتعتبر الألياف من أبرز المكونات التي تحتوي عليها قشرة الأناناس، وهي مفيدة للصحة المعوية وتساعد على فقدان الوزن. ولابد من طبخ قشرة الأناناس قبل تناولها حتى تصبح ليّنة. كما يوجد الكثير من الأغذية الأخرى التي تحتوي قشرتها على عناصر غذائية مهمة لا ينبغي إهدارها على غرار اللوز والموز والرمان والبطيخ والعنب والتوت والفلفل والجزر.