داعيات الأحداث الجارية والتمرد الحاصل في المحافظات الجنوبية على الشرعية من مليشيا "المجلس الانتقالي الإماراتي" ومحاولته بسط سيطرته بقوة السلاح، ما زال صداها يثير غضب في الشارع اليمن، غير أن هناك تساؤل عن موقف حضرموت المحافظة الشرقية الأكبر والتي تمثل ثلث مسلحة اليمن.
خلال الشهر الماضي خاض الانتقالي الإماراتي مسنود بمقاتلات "أبو ظبي" معارك في عدن وأبين سيطر لأسابيع ثم فشل في ذلك، وعادت قوات الجيش إلى السيطرة، قبل ان يتدخل الطيران الإماراتي بقصف مواقع الجيش ويقتل ويصيب نحو 300 جندي بحسب وزارة الدفاع، ويرجح الكفة للانتقالي في المحافظتين.
غير أن الانتقالي ومن وراءه الإمارات فشلوا كلياً في زحفهم العسكري نحو محافظة شبوة (شرق اليمن)، والمحاذية لمحافظة حضرموت، بسبب حالة الرفض الجماعي لتلك الميلشيات والتي خلقت مقاومة شرسة ضد محاولة سيطرتهم، حيث يخططون للاتجاه إلى ما بعد شبوة، وهي محافظة حضرموت، وتلك المحافظتين تتقارباً في سلوك المقاومة ورفض المشاريع الصغيرة التي تدعمها الإمارات.
حضرموت غير قابلة للتطويع
خلال السنوات الماضية حقق "الانتقالي الإماراتي" حضور في محافظة عدن بسبب الدعم المالي والعسكري الكبير الذي حصل عليه من "أبو ظبي" لكنه انحصر حول فئة جنوبية مصغرة من مناطق جغرافية محددة، وهذا ما جعله مرفوض كلياً في المحافظات الشرقية التي ما زالت متمسكة بالدولة.
وعقب أحداث محافظات عدن وأبين وشبوة وسارعت السلطة بمحافظة حضرموت والمكونات السياسية والتجمعات القبلية، إلى توضيح موقفها للرأي، وأعلنت منع عقد أي لقاءات أو اجتماعات تخوض في الشأن العام، إلاّ بموافقة رسمية مسبقة من الجهات الأمنية بالمحافظة، داعيةً الجميع "للالتفاف حول القيادة العسكرية لما فيه مصلحة المحافظة".
ووجه محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، الوحدات العسكرية والأمنية برفع الجاهزية القتالية استعداداً لأي طارئ، بينما جدد وكيل أول محافظة حضرموت، عمرو بن حبريش، تأكديه على موقف حضرموت الثابت، في دعم الرئيس هادي ودعا إلى "النأي بحضرموت بعيداً عن كل هذه الصراعات لتبقى آمنة مستقرة بأهلها".
وقال وكيل محافظة حضرموت لشؤون عصام الكثيري – معلقاً على الأحداث الجارية في المحافظات الجنوبية – "إن موقف سلطة الوادي لا يختلف عمّا قاله المحافظ فهو مؤيد للشرعية". وأضاف "إن اللجنة الأمنية أقرت بالتصدي لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة، ووضعت خطة متكاملة متزامنة مع أي طارئ ممكن أن يحدث".
رفض الانتقالي الاماراتي
خلق الواقع الذي فرضته مليشيا الانتقالي بدعم مباشر من دولة الامارات، إلى تكوين رؤى وتقارب لدى المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت، وحث "حلف قبائل حضرموت" – والذي يعد اكبر مكون قبلي في المحافظة - كل المكونات الحضرمية إلى الوقوف وقفة رجل واحد في وجه كل من يسعى للفتنه، وتحويل حضرموت إلى ساحة صراع، مشدداً على ضرورة "النأي بالمحافظة عن أي تصرفات من شأنها المساس بأمنها وسلامة أراضيها".
وأدان مؤتمر حضرموت الجامع مخطط "المجلس الانتقالي الانقلابية"، في اسقاط المدن وزعزعة استقرارها، ومؤكداً بأنه ضد كل هذه المخططات والصراعات، ومجدداً موقفه الداعم للحكومة الشرعية والرئيس هادي في كافة توجيهاته ومواقفه، ورافضا التمرد الذي تقوده الإمارات عبر ميلشيات الانتقالي.
من جانبها أكدت قيادة حزب الاصلاح بوادي حضرموت على تجنيب المحافظة كل أنواع الصراعات التي تستغلها أدوات خارجة عن القانون، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وأكدت "على تجنيب حضرموت الانزلاقات التي تضر بمصلحة أهلها".
وبدت مواقف التكتلات السياسية والمكونات الاجتماعية متسقة مع موقف السلطة المحلية في حضرموت، ويتطابق ذلك مع الموقف الشعبي الرافض لسلوك "الانتقالي الإماراتي" العدائي تجاه الحكومة الشرعية، والذي يسعى للسيطرة بقوة السلاح لتنفيذ أجندات "أبو ظبي" في المحافظات الجنوبية.
واقع مختلف
يرى الصحفي عبد المجيد باخريصة الواقع "أن حضرموت تحتل أهمية كبيرة لدى قوى إقليمية ودولية، نظراً لأهمية موقعها الإستراتيجي، بالإضافة إلى ان وادي حضرموت هو عمق استراتيجي للسعودية لامتلاكه حدود برية شاسعة مع المملكة".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" ان ساحل حضرموت يعتبر مهماً بالنسبة للملاحة البحرية، ويؤكد ذلك زيارة السفير السعودي والأمريكي للمكلا نهاية العام الماضي، وتسليم قوات خفر السواحل عشرات القوارب المتطورة، لذلك أعتقد أنه تم استبعاد حضرموت من دائرة الصراع الجارية لتبقى آمنة كما يريد الطرفين الإقليمي والدولي.
وتعد المحافظات الشرقية ذات طابق سياسي وقبلي مختلف بشكل كبير على المحافظات الجنوبية الأخرى، حيث صنعت شبوة تحول محوري في الصراع مع "الانتقالي الإماراتي" وقال صلاح باتيس عضو مجلس الشورى "إن بوابة الشرق (شبوة) شامخة برجالها وصلبة بتلاحم واصطفاف أبنائها، مع قيادتهم الشرعية وسلطتهم المحلية".
وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك "أن الشرعية لن تتقدم شبرا باتجاه صنعاء وهي تُطعن من الخلف، ولابد من تأمين الظهر أولاً، وبسط نفوذ الدولة وسيطرتها على المناطق المحررة" ولفت "يحاول حكام ابوظبي مد نفوذ دولتهم الطارئة مستغلين لحظة الضعف التي تمر بها الدولة اليمنية قد تخسرون كل شي هذه المرة".
إجماع شعبي ضد الفوضى
يتفق كثير من المواطنين في حضرموت مع توجه السلطة المحلية والمكونات القبلية والاجتماعية الرافضين للانتقالي الإماراتي، والحروب المفتعلة من قبل الميلشيات التي تسعى لإسقاط الحكومة الشرعية، وهناك توجه شعبي يرفض بشكل قاطع دخول حضرموت في دوامة الفوضى ومشاريع التفكيك. "يمن شباب نت" أجرى استطلاع لمعرفة أراء الشارع.
ويقول أمين بامؤمن – مواطن من حضرموت - "إن المجلس الانتقالي الانقلابية، ليس له أي وجود حقيقي لدى شعب الجنوب، معتبراً أن دليل ذلك ما حصل له من انهيار متسارع وانتصارات للشرعية، بعد أن رفع الغطاء من قبل الامارات، وأيضاً أن مشروع الانفصال غير مقبول لدى غالبية الجنوبيين".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" اثبتت حضرموت في هذه الأحداث أنها قد تحررت من التبعية، وأنها نداً قوياً في رسم مستقبل اليمن، وكذا مع مشروع اليمن الاتحادي الجديد.
من جانبه يمتدح المواطن "صالح بن قفله" محافظة شبوة كونها قاومت المشروع الانفصالي، وتمدد قواتها بغرض السيطرة على الجنوب، وقال "شبوه تدخل السرور على قلوب اليمنيين بعد انكسارات متعددة، شبوة رمز العزة لليمن الاتحادي، شبوة أوجدت تاريخ اليمن الناصع، واصفاً إياها بأنها "محرقة الناقصين".
خلال الشهر الماضي خاض الانتقالي الإماراتي مسنود بمقاتلات "أبو ظبي" معارك في عدن وأبين سيطر لأسابيع ثم فشل في ذلك، وعادت قوات الجيش إلى السيطرة، قبل ان يتدخل الطيران الإماراتي بقصف مواقع الجيش ويقتل ويصيب نحو 300 جندي بحسب وزارة الدفاع، ويرجح الكفة للانتقالي في المحافظتين.
غير أن الانتقالي ومن وراءه الإمارات فشلوا كلياً في زحفهم العسكري نحو محافظة شبوة (شرق اليمن)، والمحاذية لمحافظة حضرموت، بسبب حالة الرفض الجماعي لتلك الميلشيات والتي خلقت مقاومة شرسة ضد محاولة سيطرتهم، حيث يخططون للاتجاه إلى ما بعد شبوة، وهي محافظة حضرموت، وتلك المحافظتين تتقارباً في سلوك المقاومة ورفض المشاريع الصغيرة التي تدعمها الإمارات.
حضرموت غير قابلة للتطويع
خلال السنوات الماضية حقق "الانتقالي الإماراتي" حضور في محافظة عدن بسبب الدعم المالي والعسكري الكبير الذي حصل عليه من "أبو ظبي" لكنه انحصر حول فئة جنوبية مصغرة من مناطق جغرافية محددة، وهذا ما جعله مرفوض كلياً في المحافظات الشرقية التي ما زالت متمسكة بالدولة.
وعقب أحداث محافظات عدن وأبين وشبوة وسارعت السلطة بمحافظة حضرموت والمكونات السياسية والتجمعات القبلية، إلى توضيح موقفها للرأي، وأعلنت منع عقد أي لقاءات أو اجتماعات تخوض في الشأن العام، إلاّ بموافقة رسمية مسبقة من الجهات الأمنية بالمحافظة، داعيةً الجميع "للالتفاف حول القيادة العسكرية لما فيه مصلحة المحافظة".
ووجه محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، الوحدات العسكرية والأمنية برفع الجاهزية القتالية استعداداً لأي طارئ، بينما جدد وكيل أول محافظة حضرموت، عمرو بن حبريش، تأكديه على موقف حضرموت الثابت، في دعم الرئيس هادي ودعا إلى "النأي بحضرموت بعيداً عن كل هذه الصراعات لتبقى آمنة مستقرة بأهلها".
وقال وكيل محافظة حضرموت لشؤون عصام الكثيري – معلقاً على الأحداث الجارية في المحافظات الجنوبية – "إن موقف سلطة الوادي لا يختلف عمّا قاله المحافظ فهو مؤيد للشرعية". وأضاف "إن اللجنة الأمنية أقرت بالتصدي لكل من يحمل السلاح في وجه الدولة، ووضعت خطة متكاملة متزامنة مع أي طارئ ممكن أن يحدث".
رفض الانتقالي الاماراتي
خلق الواقع الذي فرضته مليشيا الانتقالي بدعم مباشر من دولة الامارات، إلى تكوين رؤى وتقارب لدى المكونات والأطياف السياسية والاجتماعية في محافظة حضرموت، وحث "حلف قبائل حضرموت" – والذي يعد اكبر مكون قبلي في المحافظة - كل المكونات الحضرمية إلى الوقوف وقفة رجل واحد في وجه كل من يسعى للفتنه، وتحويل حضرموت إلى ساحة صراع، مشدداً على ضرورة "النأي بالمحافظة عن أي تصرفات من شأنها المساس بأمنها وسلامة أراضيها".
وأدان مؤتمر حضرموت الجامع مخطط "المجلس الانتقالي الانقلابية"، في اسقاط المدن وزعزعة استقرارها، ومؤكداً بأنه ضد كل هذه المخططات والصراعات، ومجدداً موقفه الداعم للحكومة الشرعية والرئيس هادي في كافة توجيهاته ومواقفه، ورافضا التمرد الذي تقوده الإمارات عبر ميلشيات الانتقالي.
من جانبها أكدت قيادة حزب الاصلاح بوادي حضرموت على تجنيب المحافظة كل أنواع الصراعات التي تستغلها أدوات خارجة عن القانون، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وأكدت "على تجنيب حضرموت الانزلاقات التي تضر بمصلحة أهلها".
وبدت مواقف التكتلات السياسية والمكونات الاجتماعية متسقة مع موقف السلطة المحلية في حضرموت، ويتطابق ذلك مع الموقف الشعبي الرافض لسلوك "الانتقالي الإماراتي" العدائي تجاه الحكومة الشرعية، والذي يسعى للسيطرة بقوة السلاح لتنفيذ أجندات "أبو ظبي" في المحافظات الجنوبية.
واقع مختلف
يرى الصحفي عبد المجيد باخريصة الواقع "أن حضرموت تحتل أهمية كبيرة لدى قوى إقليمية ودولية، نظراً لأهمية موقعها الإستراتيجي، بالإضافة إلى ان وادي حضرموت هو عمق استراتيجي للسعودية لامتلاكه حدود برية شاسعة مع المملكة".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" ان ساحل حضرموت يعتبر مهماً بالنسبة للملاحة البحرية، ويؤكد ذلك زيارة السفير السعودي والأمريكي للمكلا نهاية العام الماضي، وتسليم قوات خفر السواحل عشرات القوارب المتطورة، لذلك أعتقد أنه تم استبعاد حضرموت من دائرة الصراع الجارية لتبقى آمنة كما يريد الطرفين الإقليمي والدولي.
وتعد المحافظات الشرقية ذات طابق سياسي وقبلي مختلف بشكل كبير على المحافظات الجنوبية الأخرى، حيث صنعت شبوة تحول محوري في الصراع مع "الانتقالي الإماراتي" وقال صلاح باتيس عضو مجلس الشورى "إن بوابة الشرق (شبوة) شامخة برجالها وصلبة بتلاحم واصطفاف أبنائها، مع قيادتهم الشرعية وسلطتهم المحلية".
وأضاف في منشور بصفحته على فيسبوك "أن الشرعية لن تتقدم شبرا باتجاه صنعاء وهي تُطعن من الخلف، ولابد من تأمين الظهر أولاً، وبسط نفوذ الدولة وسيطرتها على المناطق المحررة" ولفت "يحاول حكام ابوظبي مد نفوذ دولتهم الطارئة مستغلين لحظة الضعف التي تمر بها الدولة اليمنية قد تخسرون كل شي هذه المرة".
إجماع شعبي ضد الفوضى
يتفق كثير من المواطنين في حضرموت مع توجه السلطة المحلية والمكونات القبلية والاجتماعية الرافضين للانتقالي الإماراتي، والحروب المفتعلة من قبل الميلشيات التي تسعى لإسقاط الحكومة الشرعية، وهناك توجه شعبي يرفض بشكل قاطع دخول حضرموت في دوامة الفوضى ومشاريع التفكيك. "يمن شباب نت" أجرى استطلاع لمعرفة أراء الشارع.
ويقول أمين بامؤمن – مواطن من حضرموت - "إن المجلس الانتقالي الانقلابية، ليس له أي وجود حقيقي لدى شعب الجنوب، معتبراً أن دليل ذلك ما حصل له من انهيار متسارع وانتصارات للشرعية، بعد أن رفع الغطاء من قبل الامارات، وأيضاً أن مشروع الانفصال غير مقبول لدى غالبية الجنوبيين".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" اثبتت حضرموت في هذه الأحداث أنها قد تحررت من التبعية، وأنها نداً قوياً في رسم مستقبل اليمن، وكذا مع مشروع اليمن الاتحادي الجديد.
من جانبه يمتدح المواطن "صالح بن قفله" محافظة شبوة كونها قاومت المشروع الانفصالي، وتمدد قواتها بغرض السيطرة على الجنوب، وقال "شبوه تدخل السرور على قلوب اليمنيين بعد انكسارات متعددة، شبوة رمز العزة لليمن الاتحادي، شبوة أوجدت تاريخ اليمن الناصع، واصفاً إياها بأنها "محرقة الناقصين".