نشرت السعودية مزيداً من القوات في جنوب اليمن، في محاولة لاحتواء اشتباكات بين طرفين يفترض أنها حليفان في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض لقتال الحوثيين، مما يهدد البلاد بمزيد من التمزق.
وفتح القتال للسيطرة على الجنوب جبهة جديدة، تتركز حول مدينة عدن الساحلية، في حرب متعددة الأطراف وأودت بحياة عشرات الآلاف، كما أنها دفعت اليمن إلى شفا مجاعة.
وقف تقدم «الانفصاليين»
وقال مسؤولان محليان لوكالة رويترز -لم تذكر اسميهما- اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول 2019، إن «قوات سعودية ومركبات عسكرية وصلت في مطلع الأسبوع إلى عاصمة محافظة شبوة المنتجة للنفط، حيث يقاتل انفصاليون مدعومون من الإمارات قوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية».
وقال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف، أمس الإثنين، إن القوات السعودية وصلت إلى شبوة «للعمل على خفض التصعيد ووقف النار».
والطرفان منخرطان ضمن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات والذي تدخّل في اليمن في مارس/آذار 2015، من أجل مواجهة الحوثيين الذين أخرجوا حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء في 2014.
لكن الانفصاليين الذين يسعون لإعادة جمهورية اليمن الجنوبي السابقة، انقلبوا على الحكومة في أوائل أغسطس/آب الماضي، وسيطروا على عدن المقر المؤقت لحكومة هادي.
ويحاولون منذ ذلك الحين مد نطاق سيطرتهم إلى محافظتي أبين وشبوة القريبتين، واشتبكوا مراراً مع قوات الحكومة.
السيطرة على عدن وأبين
وعززت القوات السعودية مواقعها في شبوة وعدن، فيما دعت الرياض لمحادثات لحل الأزمة، وتحاول أن تعيد تركيز التحالف المدعوم من الغرب على قتال الحوثيين الذين كثفوا الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن السعودية.
وكان الانفصاليون قد سيطروا على محافظتي عدن وأبين، بدعم من طيران إماراتي استهدف مواقع للجيش اليمني؛ ما أسفر عن سقوط نحو 300 بين قتيل وجريح، حسب بيان لوزارة الدفاع اليمنية.
وأقرت الإمارات يوم الخميس الفائت بشن تلك الغارات، لكنها بررت ذلك بأنها استهدفت «مجموعات إرهابية مسلحة» ردًا على مهاجمتها قوات التحالف في مطار عدن.
بينما قالت الحكومة اليمنية، يوم الجمعة الماضي إنها «ترفض التبريرات الزائفة التي ساقتها الإمارات للتغطية على استهدافها السافر لقوات الجيش الوطني»، واعتبرت محاولة الإمارات إلصاق تهمة الإرهاب بقوات الجيش اليمني، «مجرد محاولة بائسة للتغطية على استهدافها السافر وغير القانوني».