الحزام الأمني

تعثر المفاوضات في السعودية والطرفان يحشدان القوات لاستئناف القتال في عدن

قال مسؤولون إن المحادثات التي تهدف لإنهاء صراع عنيف على السلطة في جنوب اليمن تعثرت إذ يستعد الجانبان على ما يبدو لاستئناف القتال مما ينذر بمزيد من الاضطراب في جبهة جديدة للقتال تهدد بمزيد من الانقسامات في اليمن.

وتستضيف السعودية، التي تقود تحالفا عربيا لقتال جماعة "الحوثي" في اليمن، محادثات غير مباشرة لحل الأزمة بين قوات المجلس الانتقالي والقوات الحكومية.

وناشدت السعودية قوات المجلس الانتقالي، الذي يسعى لإحياء جمهورية اليمن الجنوبي، التخلي عن السيطرة على عدن وعبرت عن دعمها لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الخميس وهددت بأنها "ستتعامل بكل حزم" كما رفضت أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة.

وقال مسؤولان يمنيان إن بيان السعودية جاء بعد أن بلغت المحادثات التي أجريت في مدينة جدة طريقا مسدودا وبدأ الجانبان في حشد القوات استعدادا لمزيد من القتال.

ورفض زعماء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه أبوظبي دمج قواته تحت سلطة الحكومة التي تدعمها السعودية.

ولدى هذا المجلس عشرات الآلاف من المقاتلين سلحتهم ودربتهم القوات المسلحة الإماراتية.

وقالت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس في تغريدة على تويتر اليوم الجمعة "الوضع يتجه نحو الحرب لذلك استعدوا يا شعب الجنوب إعلان النفير العام والتعبئة العامة... فشل الحوار وإعلان الحرب".

وتعثرت المحادثات أيضا بسبب خلاف على دور المجلس الانتقالي في الحكومة بعد أن طلبوا منصب نائب الرئيس إلى جانب حقيبتين وزاريتين مهمتين. ونائب الرئيس الحالي لليمن هو علي محسن الأحمر القائد العسكري المخضرم سياسيا وحليف هادي.

أحجم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن تقديم تفاصيل بشأن المحادثات لكنه قال إن مطالب المجلس الانتقالي تعني "شرعنة حمل السلاح ضد الدولة".

وقال "لا نستطيع قبول وجود جماعات مسلحة خارج سلطة الحكومة. هذا مخالف للدستور والقانون".

ولم ترد أبوظبي والمتحدث باسم المجلس الانتقالي بعد على طلبات رويترز للتعقيب.

والمجلس الانتقالي جزء من التحالف الذي تقوده السعودية الذي تدخل في اليمن في مارس/آذار 2015 لإعادة حكومة هادي للسلطة بعدما أطاحت بها "جماعة الحوثي" من العاصمة صنعاء في أواخر 2014.

واشتبكت قوات جنوبية مع قوات الحكومة في مناطق أخرى بالجنوب مع سعيها لتمديد رقعة نفوذها.

ونظم المجلس الانتقالي أمس الخميس مسيرة في عدن شارك فيها آلاف اليمنيين دعما للإمارات. وتدخلت الدولة الخليجية علنا الأسبوع الماضي لدعم قواته بشن ضربات جوية على قوات الحكومة في الوقت الذي كانت تحاول فيه استعادة السيطرة على عدن، الأمر الذي أجبرها على الانسحاب.

ودعت السعودية الجانبين لإعادة التركيز على محاربة "الحوثيين"، الذين يسيطرون على صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى. وحث السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر الجانبين اليوم الجمعة على الالتزام بالحوار وتجنب إراقة الدماء.

لكن الطرفين يحشدان القوات ويعدان العدة للمعركة حسبما أفاد مسؤولون محليون. وفي محافظة شبوة المنتجة للنفط، تعد قوات الحكومة لاستعادة محافظة أبين ومدينة عدن.