الانتقالي الجنوبي

بعد فشل مؤتمر جدة.. ما هي سيناريوهات التمرد المدعوم إماراتيا جنوب اليمن؟

أشرف الفلاحي

يبدو المشهد في مدينة عدن، جنوب اليمن، أكثر قتامة من ذي قبل، وسط مؤشرات على أن الأوضاع ذاهبة نحو مزيد من التعقيد، وربما الانفجار، بين الانفصاليين المدعومين من الإمارات وقوات الجيش اليمني، وفقا لمحللين يمنيين.

المعطيات في الميدان تعزز من فرص انفجار الوضع عسكريا بين الانفصاليين الذين يسيطرون على مدينة عدن ولحج والضالع وزنجبار، المركز الإداري لمحافظة أبين، شرق عدن، وبين القوات الحكومية التي تتمركز في مديرية شقرة ومحيط زنجبار، مع تعثر المفاوضات التي تقودها السعودية في مدينة جدة.

يأتي ذلك في ظل معلومات عن وصول معدات وآليات حربية إماراتية عبر ميناء عدن، في اليومين الماضيين، دعما لحلفائها الانفصاليين.


فيما القوات الحكومية تقول إنها تنتظر توجيهات القيادة الشرعية للزحف نحو مدينة عدن، وفقا لما صرح به قادة عسكريون لـ"عربي21".

مقابل ذلك، تثار أسئلة عدة حول السيناريوهات المتوقعة لأزمة التمرد الذي يقوده انفصاليون تدعمهم أبوظبي في عدن، بعد إعلان السعودية عن موقفها من ذلك، وتشديدها على دعمها للحكومة الشرعية، حيث طالبت حلفاء الإمارات بالانسحاب من المقار الرسمية في عدن ولحج، والدخول في حوار فوري مع الحكومة.

"نفير عام"

وفي وقت سابق، السبت، أعلنت قبائل المنطقة الوسطى في محافظة أبين، حيث مسقط الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، النفير العام.

وهي المرة الثانية التي تعلن فيها القبائل النفير، حيث اتهم القبائل دولة الإمارات بارتكاب مجزرة بحق قوات الجيش.

وطالبت قبائل أبين أبوظبي بالاعتذار عن وصفها الجيش اليمني بـ"الإرهابيين"، داعية الأمم المتحدة لإجراء تحقيق بمجازر تسببت فيها أبو ظبي راح ضحيتها المئات.

كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية بإدانة القصف الإماراتي، والتحقيق ومقاضاة دولة الإمارات العربية، بحسب بيان القبائل.

"تصعيد يسبق القتال"

وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبدالعزيز المجيدي، إن الأنباء من أكثر من جهة تتحدث عن وجود توتر، وكل جهة تحشد من جانبها.

وتابع في تصريح لـ"عربي21": "التقارير الصحفية أكدت إرسال الإمارات المزيد من المدرعات لمليشيا الانتقالي خلال الأيام القليلة الماضية، وثمة أنباء عن حفر خنادق ومتاريس في مدخل عدن، وهناك مناوشات بالقرب من زنجبار بأبين".

وأضاف أنه في الوقت ذاته "تتحدث الأنباء عن تعزيزات سعودية وصلت إلى شبوة". موضحا أنه "ليس واضحا إن كانت التعزيزات السعودية دعما للجيش، أم أنها تأتي ضمن مهام اضطلاع بدور وسيط للتهدئة، لا سيما أنها تحدثت في بيانها الأخير عن رفضها لأي تصعيد أو اقتتال".

وبحسب المجيدي، فإن "تحركات الإمارات واضحة، وهي تسعى بكل قوة لتمكين مليشيا الانتقالي من عدن".

وأشار إلى أن السعودية "توجه ضغطا شديدا على الشرعية للقبول بحوار مع الانتقالي، وهو ما تريده الإمارات ضمن سيناريو لإعادة هيكلة الشرعية، والسيطرة على القرار فيها، وتمكين أذرعها من مفاصلها".

وأوضح السياسي اليمني أن المعطيات تشير إلى "أننا أمام سيناريو تصعيد لاستئناف المعارك، سيما مع إعلان قبائل المنطقة الوسطى في أبين النفير". منوها إلى أن المعارك الأخيرة في عدن وانتهاكات الانتقالي ومليشياته نكأت جراحات قديمة، وصنعت أسبابا إضافية لثأر وصراعات ربما يصعب التحكم بها".

وقال الكاتب اليمني إن "السعودية تتصرف ببطء شديد كما لو كان قرارها مكبلا أو مسلوبا، أو أن صاحب القرار فيها يتماهى بشكل كامل مع مخططات الإمارات، ويسعى لتخدير الشرعية اليمنية بمواقف غائمة لا تقول شيئا غير ما تردده المملكة منذ بداية الحرب".

"التصعيد سيستمر"

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، فهد سلطان، أن إعلان قبائل أبين النفير يأتي لتحسين شروط التفاوض فقط.

وقال في حديث لـ"عربي21": "لن يدخل الجيش اليمني في حرب مع الإمارات إذا استمر تواطؤ السعودية".

وحسب سلطان، فإن المعركة ستكون غير متكافئة، لكن التصعيد سيستمر أكثر. وتوقع أن يتطور الوضع إلى "صراع بين السعودية والشرعية".

وأشار الكاتب اليمني إلى أن السعودية لم تعد قادرة على كبح جماح الإمارات أو صدها، كما لا تستطيع عدم تلبية مطالبها.

وأكد المحلل السياسي أن "تدفق السلاح للانفصاليين متفق عليه بين الرياض وأبوظبي، وهو ورقة ضغط على الشرعية فقط للقبول بالحوار، وتسليم مناصب وحقائب ومؤسسات بالجيش لهم، وإعطاء الإمارات شرعية بما تفعل".