إيران

من "الكحول" إلى "رياضة النساء".. كيف غيّرت الثورة الإسلامية إيران؟

شرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الدور الذي أدّته الثورة الإسلامية في التغييرات التي طرأت على إيران، خاصة على المستوى الاجتماعي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من العوامل ساهمت في إشعال فتيل الثورة الإيرانية منذ 41 سنة، وتحديدا في الثامن من أيلول/ سبتمبر 1978. ومن أبرز هذه العوامل اندلاع الاحتجاجات الطلابيّة والمحاولات الفاشلة للشاه محمد رضا بهلوي في إضفاء الطابع الديمقراطي على نظام شمولي ليس من المتوقع أن يتغير. وقد فرض الشاه الأحكام العرفية وانتهى المطاف بالجيش بإطلاق النار على المتظاهرين، مخلفين بذلك حوالي مئة قتيل.

وقد أطلق على الثامن من أيلول/ سبتمبر "الجمعة السوداء" على الرغم من أن الأحداث بين سنتي 1978 و1979 خلّفت عددا أكبر من القتلى بلغ حوالي 2800 قتيل نتيجة الاشتباكات بين جيش الشاه وقوات الأمن والمتظاهرين. وقد أدّت الثورة الإسلامية الإيرانية دورا مهما في تغيير المجتمع الإيراني، خاصة فيما يتعلق بوضعية المرأة.

وذكرت الصحيفة أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في إيران تزايد بشكل ملحوظ خلال العقود الأربعة الماضية. وقد أكّدت البيانات التي جمعتها منظمة الأمم المتحدة أن 98 بالمئة من الإيرانيين رجالا ونساء يعرفون القراءة والكتابة، في حين أن نسبة الأمية بين النساء الإيرانيات كانت 60 بالمئة قبل اندلاع الثورة الإسلامية. لكن رغم المستوى التعليمي الذي أصبحت تنعم به النساء في إيران، إلا أنهن لا يحظين بفرص في سوق الشغل.

وتجدر الإشارة إلى أن النساء حرمن من التخصص في الكثير من المجالات، حيث نشرت وكالة "مهر" للأنباء الإيرانية سنة 2012 تقريرا يوضح أن 36 جامعة في البلاد استبعدت النساء في 77 تخصصا دراسيا، ومن بينها الأدب الإنجليزي وعلم الآثار والأعمال التجاري،ة ومختلف تخصصات الهندسة والفيزياء النووية. وقد صرّح سعيد ميدفار، وهو أستاذ متقاعد في علم الاجتماع، لشبكة "بي بي سي" أن "الساسة التقليديين يرون النساء المتعلمات والقويات تهديدا".

وأضافت الصحيفة أن السلطات الإيرانية حظرت استهلاك المشروبات الكحولية بالتزامن مع بداية الثورة الإسلامية سنة 1979. وقد سُنّت قوانين صارمة تعاقب الشخص الذي يشرب الكحوليات بـ 80 جلدة في المرتين الأوليين، ثم يُعدم في المرة الثالثة. وقبل بضعة أيام فقط، اعتقلت السلطات الإيرانية العديد من الشباب في حفل مختلط، بتهمة حيازة زجاجة مشروبات كحولية، علما بأن السلطات تحظر أيضا اختلاط النساء والرجال في فضاء خاص واحد إذا لم تجمع بينهم علاقة قرابة. ومع ذلك، تُسجّل إيران معدلات مهمة في إدمان الكحول.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الإيرانيين أكدوا أنهم لا يخشون العقاب، مع العلم أن المسائل التي يُعاقب عليها بالجلد عديدة من بينها عدم ارتداء الحجاب والإفطار خلال شهر رمضان. كما يُعتبر البوب والميتال من الألوان الموسيقية غير المرحّب بها في إيران. وفي شهر تموز/ يوليو الماضي، حكمت السلطات على عضوين من جماعة "كونفيس" الإيرانية، وهي مجموعة إيرانية متخصصة في موسيقى الميتال، بالسجن و74 جلدة بسبب عزف الموسيقى. ويطالب السياسيون والزعماء الدينيون الشباب باستمرار بعدم الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى أو حتى الموسيقى البديلة، لأنهم يعتبرونها "مخزية".

ونوهت الصحيفة إلى أن إلزامية ارتداء النساء للحجاب، تعد من أكثر المسائل التي عرفت بها إيران بعد الثورة الإسلامية؛ فقبل وصول الخميني إلى السلطة، لم تكن المرأة مجبرة على ارتداء الملابس التقليدية، بما في ذلك الحجاب، لكنها لم تكن في عهد الشاه متحررة بشكل مبالغ فيه فيما يتعلق باللباس. وخلال السنوات الأخيرة، شكلت الآلاف من النساء حركة احتجاج حقيقية فيما يتعلق بقانون الحجاب الإلزامي، وقد اعتُقلت الكثيرات وحُكم عليهن بالسجن.

وأوردت الصحيفة أن الرياضة النسوية من بين المجالات التي ضيقت عليها الثورة الإسلامية. ويعتبر تاريخ الرياضة النسوية في إيران متواضعا للغاية، حيث بدأت النساء الاهتمام بالمجال الرياضي في بداية السبعينيات إلى حدود انتصار الثورة الإسلامية. ومنذ ذلك الحين، أصبح من الصعب على المرأة حتى حضور مختلف الفعاليات الرياضية الرجالية.

وأفادت الصحيفة بأن السلطات الإيرانية ضيّقت الخناق على حرية التعبير بشكل ملحوظ بعد الثورة الإسلامية. وقد انتقدت المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان الانتهاكات المستمرة من قبل الحكومة الإيرانية ضد حرية التعبير، حيث اعتقلت تعسفيا حوالي خمسة آلاف شخص من بينهم 150 طالبا جامعيا في شهرين فقط، في الاحتجاجات التي اندلعت في شهر كانون الأول/ ديسمبر سنة 2017.