اتهم رئيس لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن كمال الجندوبي، السعودية والإمارات ومصر بمنع وصولهم إلى اليمن، بعد نشره أول تقرير حول هذا البلد في أغسطس/آب 2018.
جاء ذلك خلال استعراضه أمام الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف السويسرية، الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول 2019، التقرير الثاني للجنة بشأن وضع حقوق الإنسان والانتهاكات في اليمن.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب فوري من الدول التي وردت أسماؤها على لسان الجندوبي.
«ترهيب» التحالف لليمنيين لمنعهم من تقديم شهاداتهم
وأضاف الجندوبي أنه قدم للمفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، قائمة الأشخاص الذين ارتكبوا «جرائم حرب» في اليمن، وخصوصاً من السعودية والإمارات العربية المتحدة، «بشكل سري»، إلى أن ينشئ المجتمع الدولي «آلية للمساءلة» عن جرائم الحرب هناك.
وأشار الجندوبي أن الحوثيين سمحوا لأعضاء اللجنة بدخول المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بعد نشر التقرير في أغسطس/آب، إلا أن السعودية والإمارات ومصر «منعت أعضاء اللجنة من الوصول إلى اليمن وكذلك مقابلة بعض اليمنيين في مصر».
كما اتهم الجندوبي في تقريره دول التحالف في اليمن، بإحداث تأثير سلبي على الضحايا وشهود العيان الذين خططوا للتعاون مع اللجنة أثناء التحقيق، من خلال إشاعة أجواء الخوف.
ولفت إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية، والحكومة اليمنية، لم يجب على الأسئلة التفصيلية لأعضاء اللجنة، وقال إنه تم منع اللجنة أيضاً من معرفة وجهة نظر التحالف حيال الأحداث في اليمن والخطوات المفترض اتخاذها للمساءلة عن الانتهاكات.
في ظل استمرار التعذيب والاختطاف في كامل اليمن
وتابع الجندوبي: رغم كل العقبات، تمكن الخبراء ومسؤولو حقوق الإنسان من إجراء لقاءات مع 600 من شهود العيان والنازحين والضحايا وأسر الضحايا من اليمنيين المقيمين في دول أخرى ومصادر أخرى.
وشدد الجندوبي على أن التحقيقات التي أجرتها اللجنة، أكدت مرة أخرى، استمرار «تعرض اليمنيين للعنف الجنسي والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، وكذلك الاعتقالات والاختطاف التعسفي، في بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية والإمارات» والحوثيين.
من جهتها، شكرت باشيليت، وفد الأمم المتحدة في اليمن على تقريرهم خلال كلمتها أمام المشاركين في الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان. وأشارت باشيليت إلى أن الشعب اليمني يعاني من «أزمة إنسانية فظيعة».
وأكدت أن الشعب «يعاني جميع أنواع البؤس والألم، بما في ذلك الحرب والمرض والمجاعة والانهيار الاقتصادي والإرهاب الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق وجرائم الحرب».
بعد أن كشفت اللجنة عن تعرض نساء للاغتصاب على يد «التحالف»
وكشف تقرير أممي عن تورط الإمارات والقوات المدعومة منها في تعذيب المعتقلين واغتصاب النساء من قول قوات الانفصاليين الجنوبيين، في مراكز اعتقال سرية باليمن.
وقدَّرت ميليسا باركي، عضوة الفريق الأممي المعنيّ برصد انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، حصيلة القتلى من المدنيين جراء الحرب المستمرة باليمن منذ 2015، بعشرات الآلاف، أي أكثر بكثير مما تُظهره الأرقام الرسمية.
التقرير الأممي الصادر الثلاثاء 3 سبتمبر/أيلول 2019، ذكر أنه تم توثيق وقائع اغتصاب باليمن نفذتها القوات المدعومة إماراتياً في «مراكز اعتقال سرية»، مشيراً إلى احتمال ضلوع أطراف الصراع، بما في ذلك التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، «في جرائم حرب»، و«انتهاكات للقانون الدولي».
وكشف التقرير بالتفاصيل الجرائم الدولية التي ارتكبها التحالف العربي باليمن، كما سلَّط الضوء بشكل موسع على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الإمارات بالبلد نفسه، بعكس نسخته الأولى الصادرة العام الماضي.