الفتاة الفلسطينية المتوفاة إسراء غريب - مواقع التواصل

القول الأخير في وفاة إسراء غريب.. النيابة الفلسطينية تكشف التفاصيل الكاملة لرحيلها

قالت النيابة العامة الفلسطينية، الخميس 12 سبتمبر/أيلول 2019، إن التحقيقات والأدلة التي توصلت لها الأجهزة المعنية فيما يتعلق بوفاة الشابة إسراء غريب أثبتت عدم صحة رواية أهلها. 

 

وكشفت النيابة العامة في رام الله أن سبب الوفاة جاء نتيجة الضرب المفرط المؤدي إلى الوفاة، وهو الأمر الذي يدحض رواية أهلها. 

 

وقال النائب العام أكرم الخطيب إن سبب وفاة إسراء هو «قصور حاد بالجهاز التنفسي والأنسجة تحت الجلد وفي الصدر، نتيجة لمضاعفات الإصابات المُتعددة التي تعرضت لها الشابة».

 

وأضاف النائب العام أن التحقيقات التي توصلت لها النيابة تفيد بأن «القتل لم يكن على خلفية الشرف إنما بسبب تعرض إسراء لسلسلة من العنف الجسدي والنفسي من عائلتها».

 

وما زاد من تدهور حالة إسراء بحسب النائب العام هو تعرضها لضغوطات تتعلق بالسحر والشعوذة من عائلتها. 

وأوضح النائب العام أن النيابة توصلت إلى أن إسراء تعرضت للضرب حتى الموت ووجهت تهمة القتل غير العمد لعائلتها.

وكشف الخطيب أن النيابة وجهت تهمة القتل لثلاثة أشخاص في قضية إسراء غريب. 

وأكد النائب العام أن المتهمين في التسبب بوفاة إسراء سيحاكمون وفقاً للقانون الفلسطيني.

ما قصة إسراء؟

 

واجتاحت قصة إسراء غريب مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر أغسطس الماضي، عندما أُعلن عن مفارقتها للحياة، لكن حادثة الوفاة سبقتها تفاصيل مأساوية شابها الغموض، أبرزها دخول إسراء المستشفى من جراء حدوث كسر في عمودها الفقري، وهنا تباينت الروايات حول ما حدث معها، فبينما تم اتهام الأهل بضربها بشكل شديد والتسبب بوفاتها، كانت للأسرة رواية أخرى. 

 

وإسراء شابة فلسطينية من بلدة بيت ساحور الواقعة قرب بيت لحم، تعمل في صالون تجميل، ووفقاً للرواية الأكثر تداولاً على مواقع التواصل، والتي استندت إلى تسجيلات صوتية منسوبة إلى إسراء، فإن قصة الفتاة بدأت عندما تقدم شاب لخطبتها قبل عدة أشهر، ثم خرجت برفقته وشقيقتها بعلم والدتها، للتعرف عليه في مكان عام.

حالة من الجدل انتشرت حول وفاة إسراء

في البداية خرجت عدة روايات حول وفاة إسراء، إلا أن ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي -التي لم يتسنَّ لـ «عربي بوست» التأكد منها- هو أن إسراء صوّرت مقطع فيديو قصيراً لها وللشاب ونشرته على حسابها في موقع «إنستغرام»، إلا أن «ابنة عمها التي شاهدت المقطع أبلغت والدها وأشقاءها وحرَّضت على الفتاة، بحجة خروجها مع شاب قبل عقد القران».

وانتشرت على مواقع التواصل تسجيلات صوتية قيل إنها لإسراء، تتحدث فيها عن الخروج مع الشاب، وكانت تقول في الرسالة إنها قابلت الشاب بعلم من أهلها، وفي إحدى الرسائل الصوتية الأخرى تقول إسراء إن والدتها «تعلم بموضوع مقابلتها للشاب»، وتسأل: «أليس كذلك يا أمي؟»، ويأتي الجواب من سيدة تقول: «نعم».

ويستند أصحاب الاتهام لعائلة الفتاة بأذية إسراء، إلى أنها دخلت إلى المستشفى في التاسع من أغسطس/آب 2019، وهي تعاني كسراً في عمودها الفقري وعلى جسدها عدة كدمات، وهو ما اعتُقد أنه «دليل على تعرضها لعنف شديد من قِبل أهلها».

وأثارت الشكوك أكثر حول احتمال تعرُّض إسراء للتعنيف، انتشار مقطع فيديو من داخل المستشفى الذي كانت الفتاة موجودة فيه، وكان يُسمع صراخها بشكل واضح، كما أن أحداً يتعرض للضرب والتعنيف. 

رواية العائلة 

وبعد تلقيها العلاج في المستشفى عادت إسراء إلى منزلها، ثم أُعلن بشكل مفاجئ عن وفاتها بجلطة، وبُعيد ذلك تحفظت النيابة العامة على جثمانها، وقررت تشريحها لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة. 

وبينما نفت العائلة الاتهامات بأنها وراء وفاة إسراء، لم تنفِ صحة مقطع الفيديو المصور الذي يُسمع فيه صراخ الفتاة في المستشفى، لكنها قدمت رواية لسبب الصراخ. 

وقال محمد الصافي زوج شقيقة إسراء، والذي وضعته العائلة متحدثاً باسمها، إن «الفتاة توفيت نتيجة إصابتها بجلطة دماغية مجهولة السبب». 

وانتقد «صافي» نشر مقطع الفيديو من المستشفى، وقال إنه يحمّل وزارة الصحة الفلسطينية، المسؤولية، وأكد أن التسجيل المنشور سُجل في أول يوم لإسراء بالمستشفى، بحسب تصريحات أدلى بها لموقع «إرم نيوز«. 

وأضاف صافي: «في مستشفى الحسين تُمنع مرافقة الرجال، حيث كانت والدتها برفقتها، وتم إعطاء إسراء إبرة مخدر، حتى تستطيع النوم عشر ساعات، وغادرنا إلى منازلنا بعد أن اطمأننا عليها».

وزعم أن سبب صراخ إسراء «أنها كانت تطالب بحضور الشرطة، لأنها كانت خائفة من الممرضات أمامها، فهذه الحالة مخيفة، حيث إن لديها حالة غير طبيعية، ومن ثم فإن المستشفى سمح بمرافقتها بعدد لا يقل عن أربعة أشخاص». 

ثم تحدث صافي عن أعراض «غير طبيعية» في تصرفات إسراء قبل وفاتها، أرجعها إلى أن «جنياً تلبس بها»، بحسب تعبيره، وقال في هذا السياق إنه بحسب «دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم، أصدرت كتاباً وجهته إلى النيابة العامة، يفيد بأن إسراء كانت تعاني لبس جان، وأنها استيقظت وشرعت في الصراخ، وكانت تقول إن هناك أشخاصاً يضربونها، وهذا من أعراض اللبس، ووالدتها أُغمي عليها في اللحظة التي صرخت فيها إسراء». 

غضب وتعاطف

وتحولت قصة إسراء إلى قضية رأي عام، وانتشر على مواقع التواصل بشكل كبير هاشتاغ «كلنا إسراء غريب»، وأعرب كثير من العرب والمشاهير عن غضبهم مما حلّ بالفتاة، وأبدوا تعاطفاً كبيراً معها، ودعوا إلى سن قوانين تحمي المرأة أكثر في المجتمع. 

وشاركت المغنية اللبنانية نانسي عجرم هاشتاغ «كلنا إسراء غريب»، وكتبت في تغريدة على حسابها بموقع تويتر: «الشرف مش بالقتل. الشرف مش بالضرب والتعذيب والتعنيف!!! #كلنا_اسراء_غريب واليوم وبأعلى صوت، العدالة لازم تتحقق والقاتل لازم يتعاقب ويتحساب.. هو وحده المجرم مش البنت اللي حبِّت وراحت تشوف خطيبها!».كذلك شاركت المغنية اللبنانية أليسا في الهاشتاغ، وقالت: «ما في شي بيبرر القتل. ما شي أبداً أبداً أبداً. والشرف منو معلق بالبنت وحياتها الخاصة، خلصنا رجعية. بس الأسوأ من القاتل هوي اللي بيبررلو أو بيقلو كنت ربّيها عا جنب بدل ما تبهدل العيلة بالسمعة. القاتل هوي السمعة السيئة، مش البنت اللي بتحب #كلنا_اسراء_غريب«.

المصدر: عربي بوست