أوردت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب أحمد أبو دوح قال فيه إن استهداف
الحوثيين منشأة نفط تابعة لشركة أرامكو بعشر طائرات مسيرة السبت؛ يعد مؤشرا على فشل السياسة السعودية في اليمن، مقابل تنامي مصالح الإمارات.
وأشار الكاتب -في مقاله الذي حمل عنوان "هجوم الطائرات المسيرة يسلط الضوء على المعارك الخاصة التي تخوضها السعودية والإمارات في اليمن"- إلى أن السعودية والإمارات توصلتا منذ مدة طويلة إلى قناعة بأن الحرب في اليمن لا يُمكن حسمها، وتبحثان عن مخرج.
وأضاف أن تحالف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في اليمن يواجه مشاكل جمة؛ نظرا لاختلاف أجندة البلدين منذ انطلاق حربهما في اليمن، التي بدأت بحجة دعم الحكومة الشرعية اليمنية في مواجهة جماعة أنصار الله الحوثية.
السعوديون يرون في الوجود الإماراتي دعما لهم في الحرب ضد الحوثيين، لكن الإماراتيين لا يشاطرونهم هذا الرأي؛ إذ يعتبرون وجودهم العسكري في اليمن لأهداف تخصهم |
ففي حين تسعى السعودية من خلال حربها في اليمن إلى إحباط محاولات إيران زرع المليشيات الحوثية التابعة لها على الحدود الجنوبية للمملكة، والتحكم في اليمن من خلال أذرعها، كما فعلت في لبنان من خلال حزب الله -يقول الكاتب- تسعى الإمارات للسيطرة على جنوب اليمن وتحريره من الحوثيين والقاعدة لتستخدمه لاحقًا كنقطة انطلاق لبسط نفوذها الإستراتيجي في القرن الأفريقي.
فشل السعودية
وقال الكاتب إن مسار الحرب في اليمن الآن، والهجمات التي طالت منشآت النفط في المملكة؛ تشير إلى أن السعودية مُنيت بفشل ذريع في اليمن، في حين تنامت مصالح الإمارات.
فبدل تحقيق الهدف الذي شنت لأجله حربها في اليمن، والمتمثل في تقويض إستراتيجية إيران الرامية إلى تحويل اليمن إلى لبنان آخر تتحكم فيه من خلال أذرعها؛ أدت الحرب إلى تقسيم اليمن، فأصبح هناك "يمنان": أحدهما في صنعاء يسيطر عليه الحوثيون، والثاني تدعمه الإمارات في عدن، حسب الكاتب. وبات على السعودية التعامل مع أذرع إيران على حدودها الشمالية مع العراق، والجنوبية مع شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وأشار إلى أنه رغم إدراك الرياض وأبو ظبي عدم إمكانية حسم الحرب في اليمن لصالحهما، فإن الإمارات كانت أسرع وأكثر حسما في التعامل مع هذه الحقيقة؛ فبادرت إلى سحب جزئي لقواتها من بعض المناطق في اليمن؛ في رسالة إلى إيران بعدم رغبتها في التصعيد. كما تجنبت أبو ظبي تحميل إيران مسؤولية الحوادث التي تعرضت لها بعض السفن في مياه الخليج.
حفظ ماء الوجه
وقال الكاتب إن المساعي الأميركية الآن للتفاوض مع الحوثيين تعكس نجاح الإماراتيين في إقناع المملكة بالتوصل إلى مخرج يحفظ لها ماء وجهها وينهي الحرب التي استنزفتها في اليمن.
وأشار إلى عجز المملكة عن إنهاء سيطرة القوات المدعومة من قبل الإمارات على جنوب اليمن رغم تقويضها سلطة الحكومة الشرعية، موضحا أنه رغم أن السعوديين يرون في الوجود الإماراتي دعما لهم في الحرب ضد الحوثيين، فإن الإماراتيين لا يشاطرونهم هذا الرأي؛ إذ يعتبرون وجودهم العسكري في اليمن لأهداف تخصهم.
وخلص الكاتب إلى أن صبر المملكة على السيطرة الإماراتية على الجنوب لن يطول، ونقل عن مصادر في الخليج -لم يكشف عنها- أن السعودية تسعى لفتح حوار مع قطر لإنهاء الأزمة الخليجية وحصار قطر، وهي خطوة من شأنها إثارة استياء أبو ظبي.
المصدر : إندبندنت