أرامكو

«أبوظبي بين أهدافنا القادمة».. إيران تهدد الإمارات بهجمات مشابهة لأرامكو السعودية

ترجمة: عربي بوست

وجّهت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2019، تهديداً لدولة الإمارات العربية المتحدة بشن هجمات مماثلة لتلك التي شهدتها منشأة سعودية رئيسية لمعالجة النفط، وقد أثارت ضجّة هائلة في أنحاء العالم نقلاً عن مجلّة US News الأمريكية.

وذكر التقرير الصادر عن وكالة أنباء فارس الإيرانية أن مسؤولاً عسكرياً يمنياً لم يُذكر اسمه، قال إن المنشآت النفطية في الإمارات العربية المتحدة «من بين أهدافنا المستقبلية»، مضيفاً أن الهجمات على منشآت النفط السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع قد بعثت أيضاً برسالة إلى أبوظبي.

ويأتي ذلك التهديد غير المباشر من طهران في أعقاب تأكيداتها على أن المتمردين الحوثيين في اليمن -الذين تدعمهم إيران- هم وحدهم المسؤولون عن بعض أشكال الهجمات بطائرات بدون طيار أو الهجمات الصاروخية على المنشآت السعودية، والتي كبّدت المملكة نصف إنتاجها اليومي من النفط، أي 5٪ من الإنتاج العالمي، وتسببت كذلك بدورها في حالة من الذعر بجميع أنحاء العالم، إذ ارتفعت أسعار النفط بنسبة تزيد على 10٪.

إدارة ترامب تتهم إيران بتنفيذ الهجوم 

ومع ذلك، تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل قاطع أن إيران دبرت الهجوم، وأنها شنّته من الأراضي الإيرانية، وليس عن طريق وكلائها في اليمن مثلما تزعم، أو عن طريق الميليشيات المتحالفة معها في العراق مثلما اعتقد بعض المحللين في بداية الأمر.

ووضع الانقسام الحاد بشأن مَن يُلقى عليه باللوم بعض أقوى حلفاء الولايات المتحدة في موقف محفوف بالمخاطر تتمثل تحديد كيفية الاستجابة لمثل هذا العمل الاستفزازي. 

واتفقت الحكومة السعودية حتى صباح الثلاثاء مع التقييمات الاستخبارية التي أفادت بأن إيران قد أمدّت منفذي الهجوم بالأسلحة المستخدمة في شنّه، لكنها ظلت مترددة في التسليم الكامل بتأكيدات إدارة ترامب بأن طهران هي الجاني.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي سبّب أزمةً

يُنذر تهديد الثلاثاء بتصعيد أكبر للصراع في المنطقة، وربما الحرب، إذ يأتي ذلك في أعقاب أسابيع من العنف المتصاعد على خلفية انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمتها إدارة سابقه باراك أوباما في عام 2015 مع إيران، فضلاً عن «حملة الضغط الأقصى» التي فُرِضت لاحقاً على الجمهورية الإسلامية.

وخلال الصيف، استولت إيران على ناقلات نفط أجنبية بالقرب من مضيق هرمز، وأسقطت إحدى الطائرات الأمريكية بدون طيار على الأقل -وهو ما لم يتبعه رد فعل عسكري من ترامب- وبدأت أيضاً في تخصيب مواد نووية بمستويات جديدة خطيرة.

ومارست إدارة ترامب ضغطاً، من نوعٍ ما، دون جدوى من أجل استمرار احتجاز ناقلة نفط إيرانية احتجزتها قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية بالقرب من مضيق جبل طارق، بسبب خرقها للعقوبات الدولية، إلا أن المملكة المُتحدة لم تلبّ المطالبات الأمريكية بعدم إطلاق سراح الناقلة في النهاية.

واشنطن تضغط على طهران 

وأسقط الجيش الأمريكي طائرة إيرانية بدون طيار في يوليو/تموز، في هجوم وصفه بأنه دفاعٌ عن النفس. وجاءت تلك الإجراءات بعد زيادة الضغوط الاقتصادية التي فرضتها الإدارة على إيران، والتي تضمّنت فرض عقوبات جديدة على مجموعات مثل فيلق الحرس الثوري الإسلامي ومسؤولين بارزين في البلاد، من بينهم وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف.

وتواصل إيران ترديد مزاعمها بأن ميليشيات الحوثيين اليمنية، التي تشارك حالياً في حرب أهلية وحشية ضد الحكومة التي تدعمها السعودية والولايات المتحدة، قد نفذت الهجمات التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي باستخدام طائرات بدون طيار. وقد أثار تورُّط أمريكا في هذا الصراع -من خلال تزويدها السلطات السعودية بالدعم الاستخباراتي والأسلحة، وإعادة تزويد طائراتها الحربية بالوقود في وقت سابق، إدانات دولية واسعة وسط مخاوف من نهج السعودية الباطش.

وفي خطاب ألقاه خلال اجتماع مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2019، وصف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الهجمات على  المنشآت النفطية في نهاية الأسبوع بأنها «اعتداءات جبانة لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب، إنما تستهدف إمدادات النفط العالمية، وتهدد استقرار الاقتصاد العالمي» بحسب تصريحات أعلنتها المملكة.