أرامكو

الهجوم على مقرات أرامكو كشف 5 أمور مهمة لم تكن محل انتباه من قبل

عندما قُصفت مراكز معالجة النفط السعودية يوم السبت 14 سبتمبر/أيلول 2019، بما يعتقد المحققون الآن أنها صواريخ كروز محمولة جواً، ارتفع سعر النفط الخام وتعرّض سوق الطاقة العالمي لهزة عنيفة.

USA Today الأمريكية استنتجت في تقريرٍ 5 نقاط مهمة متعلقة بهذا الهجوم، لمعرفة أين تقف كل من واشنطن والرياض من هذا الفعل. 

1. دونالد ترامب في فخ تضارب المصالح: من ناحية، يواجه ترامب انتخابات جديدةً العام القادم، بعد وعوده بتجنب الاشتباكات العسكرية الأجنبية، لذا يكره الرئيس أن يبدأ حرباً جديدة. قال ترامب يوم الإثنين 16 سبتمبر/أيلول 2019: «نود بكل تأكيد أن نتجنب ذلك«، مشيراً إلى احتمال نشوب صراع عسكري مع إيران. ولكنه أراد أيضاً أن يبدو صارماً، فكتب يوم الأحد 15 سبتمبر/أيلول 2019 على تويتر: «إننا في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات». في حين سارع مستشاروه، وضمنهم وزير الخارجية مايك بومبيو، بلا تردد، في اتهام إيران بالهجومعلى مرافق النفط السعودية، وترامب يراوغ. في شهر يونيو/حزيران الماضي، أعد ترامب رداً عسكرياً على إيران عندما أسقطت طائرة أمريكية من دون طيار ثم ألغاه في اللحظات الأخيرة. إذا كان التفكير مرتين يجنّب الولايات المتحدة خوض حرب جديدة، فهذا أمر. إما إذا كان يُشجّع إيران على مواصلة المقامرة بمزيد من العدوان، فهذا أمر مختلف تماماً.

2. السعوديون قادرون على القتال بأنفسهم لكنهم يرفضون ذلك. وبحسب الصحيفة الأمريكية، إذا «كانت إيران قوة خبيثة في الشرق الأوسط، فإن السعودية تقل عنها في السوء بمقدار هامشي ضئيل، مما يمكن القول إنها لا تستحق الدماء أو الثروات الأمريكية».

ومن الرياض، صدرت الأوامر الوحشية منذ عام بقتل وتقطيع أوصال الصحفي جمال خاشقجي، ولمدة أربع سنوات، شنّ السعوديون حرباً عدوانية في اليمن. ووفقاً لمراقبي الأمم المتحدة، قتلوا بوحشيةٍ آلاف الأبرياء، وشردوا الملايين واشتركوا في تعذيب واغتصاب واستغلال الأطفال في القتال. غالباً ما يدافع ترامب عن دعمه للسعودية من منطلق الوظائف التي تخلقها الدولارات السعودية التي تنفقها على الأسلحة الأمريكية، كما لو أن الجيش الأمريكي يعمل لصالح أعلى مُزايد. ولكن ذلك ليس مبرراً كافياً لانغماس الولايات المتحدة في الانقسام السُّني-الشيعي القديم في المنطقة.

3. جيل جديد من الأسلحة رخيص ومرعب.  لدى السعودية كبرى الميزانيات العسكرية في العالم وأنظمة دفاعية مجهزةبصواريخ باتريوت الأمريكية. لم يعمل أي منها خلال هجوم السبت 14 سبتمبر/أيلول. تمكن أحدهم من الهرب من الدفاعات السعودية وقصف مرافق معالجة الطاقة في المملكة، لتخسر الرياض نصف إنتاجها من النفط. وأشار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، خلال العام الماضي، إلى تعقيد تلك الأسلحة الآلية وقدرتها على إحداث الفوضى، حتى في الولايات المتحدة. وقال: «التهديد يتصاعد باطراد».

4. أزمة النفط لم تعد كما كانت عليه. معظم الأمريكيين لم يشهدوا حظر «منظمة أوبك» إمدادات النفط في سبعينيات القرن الماضي، وهو ما خلق ندرة في جميع أنحاء العالم، وصفوفاً طويلة أمام محطات الوقود وتقنين بيع الوقود في أمريكا بناء على آخر الأرقام على لوحات ترخيص السيارات. ومع طفرة الإنتاج المحلي من الطاقة في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، يرجع ذلك بشكل كبير إلى التصديع المائي، أصبحت أمريكا الآن أكبر منتِج للنفط (تظل السعوديةأكبر مُصدّر للنفط). وأصبحت الولايات المتحدة أقل اعتماداً على النفط الخام السعودي، تستورد نحو ربع ما كانت تستورده في 2003، ولن تتأثر كثيراً بالاضطراب في مرافق معالجة النفط السعودية، التي تقدم أكثر من 10% من إنتاج النفط العالمي، بحسب الصحيفة الأمريكية.

5. الاتفاقات الدولية السيئة تأتي بمقابل. سبب حرص ترامب على التراجع عن كل ما فعله أوباما، أخرج ترامب، العام الماضي، الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي يمنع إيران من صناعة أسلحة نووية، متعللاً بأنه لم يكن راسخاً وفعالاً بدرجة كافية. وكان للعقوبات الاقتصادية التي فرضها بعد ذلك (وهدد الأربعاء، 18 سبتمبر/أيلول، بتصعيدها أكثر) تأثير مذهل؛ إذ  استنزفت عائدات النفط الإيرانية، وخنقت اقتصادها وجعلت بعض المؤسسات السياسية بطهران تفكر في التفاوض. ولكن هذه العقوبات دفعت أيضاً القادة المتشددين، اليائسين، إلى «حافة الهاوية»، مما يكون قد أدّى إلى هجوم السبت. قرار ترامب تجاهُل الحلفاء والانسحاب بمفرده من الاتفاق النووي يجعل من الصعب الآن بناء تحالف جديد لمواجهة إيران.

ترجمة: عربي بوست