أرامكو

نبأ صادم دفع ابن سلمان لمغادرة مكانه في منتصف الليل

كشف تقرير لوكالة "رويترز"، خلفيات المساعي التي بذلها المسؤولون السعوديون في الأيام الأخيرة بغية احتواء الأضرار التي ألحقها بالقطاع النفطي في المملكة الهجوم على شركة "أرامكو".

وأشار التقرير، الذي نشرته الوكالة أمس الجمعه، إلى أن "وزير الطاقة السعودي المعين مؤخرا بهذا المنصب، الأمير عبد العزيز بن سلمان، كان في لندن لحظة وقوع الهجوم (في الـ03:30 بالتوقيت المحلي من ليل السبت الماضي)، وعلم بما حدث في منتصف الليل وعاد سريعا بطائرة خاصة إلى مقر "أرامكو" في الظهران لتقييم حجم الأضرار وقيادة جهود معالجتها"، حسب ثلاثة مصادر مطلعة.

وحسب "رويترز"، أنه بالتزامن مع ذلك، هرع الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" أمين الناصر إلى مقر الشركة أيضا، ليجتمع مع كبار المسؤولين فيها داخل ما يسمى "غرفة إدارة الطوارئ". ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين على الموضوع إن حالة من الصدمة سادت ذلك الاجتماع نظرا لحجم الأضرار جراء ما يعد أكبر هجوم على البنى التحتية النفطية في المملكة.

في غضون ذلك، كان فريق فني لـ"أرامكو" يعمل في إطفاء الحريق الذي اندلع في المعمل المستهدف بخريص، وكان هناك في ذلك الحين أكثر من 200 شخص عند قصف المعمل، وتم إجلاء أكثر من 100 متعاقد من الموقع بصورة عاجلة.

وحتى منتصف يوم السبت، توجه الناصر وغيره من كبار المسؤولين في "أرامكو" إلى المعملين المستهدفين، أولا في خريص ثم في بقيق، وانضم إليهم في بقيق وزير الطاقة ورئيس مجلس إدارة "أرامكو" الجديد ياسر الرميان.

وضمن إطار المساعي العاجلة لإعادة الإنتاج إلى مستواه الطبيعي، نشرت "أرامكو" أكثر من خمسة آلاف متعاقد، علاوة على موظفين من مشاريع أخرى تابعة لها، في المنشآت النفطية ليواصلوا العمل فيها 24 ساعة يوميا.

وأكدت "رويترز" أن متحدث باسم أرامكو رفض التعليق على أسئلتها حول الشركة وتعامل الرئيس التنفيذي مع الهجمات.

وخلصت الاستنتاجات الأولية إلى أن الأضرار جدية، وأن إعادة الإنتاج إلى مستواه الطبيعي ستستغرق أسابيع أو حتى أشهرا، وكان مهندسون سعوديون عاملون على إعداد التقرير عن حجم الأضرار يبذلون قصارى الجهد بغية إبلاغ قيادة البلاد، بمن فيهم الملك سلمان بن عبد العزيز، في أقرب وقت ممكن باستنتاجاتهم النهائية، غير أن هذا العمل تطلب 48 ساعة إضافية.

وكانت سلطات المملكة في ذلك الحين تحت ضغوط قوية وحاولت تطمين شركاءها الدوليين بأن إمدادات الذهب الأسود لم تتأثر بالهجوم.

وحتى الثلاثاء، تمكنت المملكة من استعادة الإمدادات النفطيةإلى زبائنها في الخارج بالكامل، على حساب احتياطياتها الهائلة، كما أعلنت "أرامكو" أن الإنتاج سيعود إلى مستواه الطبيعي بنهاية الشهر الجاري. ووصف الأمير عبد العزيز بن سلمان، الشركة، في تصريح صحفي، بالعنقاء التي تنهض من الرماد، ما خفف من المخاوف الدولية بشأن مدى تأثير الهجوم.

وفي المواقع المستهدفة لا تزال أعمال الترميم مستمرة، ونظمت "أرامكو" للصحفيين زيارة إلى معمل خريص، حيث تضرر جزء من الموقع بالحريق الذي أسفر عن ذوبان بعض الأنابيب.

وأعلن المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط في "أرامكو" فهد عبد الكريم أن الشركة تنقل معدات من الولايات المتحدة وأوروبا لمعالجة الأضرار.

وتبنت جماعة الحوثيين اليمنية، السبت الماضي، هجوما بطائرات مسيرة استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "أرامكو" في "بقيق" و"هجرة خريص" في المنطقة الشرقية للسعودية.

إلا أن السعودية عرضت بقايا من ما وصفته طائرات مسيرة إيرانية وصواريخ كروز استخدمت في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، قائلة إنها دليل "لا يمكن إنكاره" على العدوان الإيراني.