يبحث اليمنيون دوماً عن أقرب فرصة للفرار من الحرب ومآسيها، وبالرغم من المعاناة والأوضاع الكارثية التي تعصف باليمن. ورغم ما يبدو للمتابعين من الخارج من بساطة ما أنجزه منتخب الناشئين لكرة القدم إلا أنه ق
يبحث اليمنيون دوماً عن أقرب فرصة للفرار من الحرب ومآسيها، وبالرغم من المعاناة والأوضاع الكارثية التي تعصف باليمن. ورغم ما يبدو للمتابعين من الخارج من بساطة ما أنجزه منتخب الناشئين لكرة القدم إلا أنه قد لقي احتفاءً واسعاً في أوساط اليمنيين وانعكس ذلك على صفحات التواصل الإجتماعي.
ورأي اليمنيون في أداء منتخب الصغار (دون 16 سنة) لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2020 مواساة لهم عن الجحيم الذي يعيشونه منذ أكثر من خمس سنوات.
ومع تعاظم شعورهم بحالة الخذلان وتعرضهم لانتكاسات متواصلة تعامل اليمنيون مع الإنجاز الذي حققه الفريق الرياضي بمثابة نصر لليمن وفسحة للهروب من أخبار الحروب والأزمات التي لا يكادون يسمعون غيرها منذ اشتعال النار في اليمن.
عقب فوز منتخب اليمن على بنغلاديش بثلاثية نظيفة، تداول المغردون على نطاق واسع مقطع مصور للاعب الصغير حمزة محروس يتكلم فيه بعاطفة جياشة وامتنان للجمهور الذي دعمهم وآزرهم في الملعب وعبر الشاشات، ويحضر في تصريحه الحس الوطني الذي يسبق سنه وهو يحاول تعرية خطاب الكبار الذين يسوقون لخطاب الكراهية والفرقة بين اليمنيين يقول محروس "نحن هنا نلعب ونمثل كيان واحد هو اليمن"، معربا عن شكره لأبناء الجالية اليمنية في قطر، الذين شاركوا الفريق هذه الفرحة، وشاركوه أيضا حب اليمن، ورددوا بأعلى صوتهم "بالروح بالدم نفديك يا يمن".
قد لا يكون الجمهور اليمني مسكوناً بالرياضة إلى هذه الدرجة لكن ظروف الحرب والشتات دفعت الجميع للالتفات إلى بقعة ضوء صنعها لاعبون صغار رغم كونهم يفتقدون للرعاية ويعيشون ظروفاً غاية في الصعوبة والقسوة، وتحولت صفحات التواصل الإجتماعي إلى مهرجان متواصل يحتفي بهذا الإنجاز، حيث اعتبر وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" النصر الذي حققه أبطال منتخب الناشئين، "صعودا إلى المستقبل"، في حين هرعت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام إلى الدوحة، للاحتفال مع المنتخب اليمني للناشئين وأقامت لهم حفل تكريم وقدمت مكافأة مالية لكل لاعب مقدراها 3 آلاف دولار، هدية منها للفريق الذي "رفع رأس اليمن عاليا"، حسب قولها.
سببا للوحدة في زمن الانقسام
لعل كرة القدم، هي الحدث الوحيد، الذي يتوحد فيه اليمنيون ويتجاوزوت حواجز المناطقية والجهوية والحزبية ويتجاوزون الأخاديد التي صنعتها الحرب، وحول هذا يقول الصحفي اليمني فاروق الكمالي، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "كرة القدم جميلة، توحدنا في زمن الانقسام"، لافتا إلى أن منتخب الناشئين يعد "بمثابة ضوء في العتمة ويمنحنا أملاً وسط الحرب".
واستطرد الكمالي "توحدنا كرة القدم في كل مرة يلعب فيها منتخبنا الوطني، نهتف له ونتوحد خلفه ونشعر بالفخر مع كل كرة تجري بين أقدام اللاعبين أو تسكن شباك المنافسين".
من جانبه قال الصحفي اليمني محمد سعيد الشرعبي، إن اليمنيين يفرحون بأبسط الإنجازات الرياضية أو الفنية، معتبراً ذلك دليلا على إصرار الناس على عيش مسراتهم الآنية، رغم كل المآسي التي تعصف بحياتهم منذ خمسة أعوام".
ولفت "الشرعبي" في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، إلى أن "المنتخبات الوطنية تذيب كل الاختلافات، وتجمع الشعب تحت اسم ورأية الجمهورية اليمنية".