الأمم المتحدة

يحضرها ملف الحرب اليمنية ويغيب عنها هادي.. انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في نيويورك

تنطلق اليوم الثلاثاء، في مدينة نيويورك الأمريكية، الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ74 بمشاركة رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء من 193 دولة عضو بالمنظمة الدولية.

وتناقش الدورة الحالية الكثير من الملفات الشائكة، والتحديات التي تواجه العالم، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع المناخ والاحتباس الحراري.

ومن أبرز الملفات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع رفيع المستوى، الحرب المستمرة في اليمن منذ خمس سنوات والأزمة الإنسانية التي تسبب بها الصراع، والتطور الاخير الذي تمثل باستهداف معملي ارامكوا النفطيين السعوديين، والذي ما زالجدل ساريا حول هوية منفذ الهجوم، رغم اعلان الحوثيين في اليمن مسؤوليتهم، لكن اتهامات تشير إلى إيران أو حلفاء أخرين لها في المنطقة.

وتحظى ملفات أخرى كالخلاف بين الهند وباكستان على إقليم كشمير والعقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا وكوبا والملف النووي لكوريا الشمالية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بنصيبها في جدول الأعمال.

كما تناقش الجمعية القضايا المركزية الأخرى كالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأزمات سوريا وليبيا، علاوة علي قضايا التجارة العالمية والتنمية المستدامة ومكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.

وتتميز اجتماعات هذه الدورة أيضا بغياب وجوه تقليدية حرصت في السنوات الأخيرة علي الحضور لكن الأوضاع التي تمر بها بلدانها والضغوط التي تمارس عليها تحول دول مشاركتها هذه المرة.

 

 

هادي أبرز الغائبين وروحاني أبرز الحضور

لعل أبرز الوجوه الغائبة الرئيس عبدربه منصور هادي والذي تعرضت حكومته قبل اسابيع قليلة، لانقلاب ثانٍ في العاصمة المؤقتة عدن، لم يكن هذه المرة مدعوما من أيران كما هو الحال في انقلاب الحوثيين في صنعاء قبل خكس سنوات، والذي ادخل اليمن في حروب وازمات عدة.

فالإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيسي للسعودية في تحالف دعم الشرعية تقف وراء التمرد تخطيطاً وتنفيذا وتسليحاً إضافة إلى الدعم المالي والإعلامي وفق اتهامات الحكومة، والتي وصفت أخر دعم لانقلاب الانتقالي الجنوبي بالعدوان السافر والاعتداء الذي تمثل في قصف قوات الجيش الوطني في ضواحي عدن وأبين أواخر اغسطس الماضي.

وقبل اسبوع، أكد مصدر حكومي رفيع لـ"المصدر أونلاين" أن الرئيس هادي لن يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأت أعمالها في 17 من سبتمبر، وذلك أثر تصاعد الخلافات والتوتر بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات العربية المتحدة بسبب احداث عدن.

وذكرت مصادر دبلوماسية لـ"المصدر أونلاين" أن دول التحالف ضغطت على الحكومة اليمنية والرئاسة، للمشاركة في الحوار الذي دعت له الرياض لإنهاء الأزمة التي شهدتها عدن بين الشرعية والانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

ووفق المصادر زادت الضغوط على الحكومة مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تتخوف السعودية التي يقيم الرئيس هادي في اراضيها، من أن يعلن الأخير من على منبر الأمم المتحدة إنهاء مشاركة الإمارات في التحالف الذي تقوده الأولى، وهو ما يرجح أن اسباب غياب هادي الضغوط السعودية.

وقالت وكالة سبأ الحكومية، إن وزير الخارجية (معين حديثا) وصل نيويورك لتمثيل اليمن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي يمثل فيها وزير الخارجية اليمن في مثل هذه الاجتماعات منذ انقلاب الحوثيين واجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014م.

ومقابل الزعماء المتغيبين -ومنهم الرئيس الروسي بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو، وآخرين لأسباب مختلفة- سيحضر رؤساء كلاً من فرنسا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية ومصر والسودان، والرئيس الفلسطيني، وأمير قطر وملك البحرين ورئيس لبنان، كما أن عددا من ملوك الدول ورؤساء الوزراء سيمثلون بلدانهم في اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى.

لكن من أبرز الحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي طالب العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي واشنطن برفض منحه تأشيرة دخول الى نيويورك، خاصة بعد الهجوم على مجمع أرامكو للنفط بالسعودية، والذي ألقى كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي باللوم فيه على إيران.

وسبق أن وصل عدد من زعماء العالم اليوم الاثنين للمشاركة في قمة المناخ التي انطلقت اعمالها مساء اليوم.

وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" الاسبوع الماضي، إن البند الرئيسي المطروح بقوة هذا العام هو تغير مناخ الأرض حيث وصلت الانبعاثات الغازية إلى معدلات قياسية لا تبدي أي علامة توقف.

وكانت السنوات الأربع الأخيرة أكثر حرارة كما أن درجات الحرارة في فصل الشتاء في القطب الشمالي ارتفعت 3°س منذ سنة 1990، وتسعى الأمم المتحدة لمتابعة تعهدات الدول، بالالتزامات الدولية، التي قطعوها علي أنفسهم ، بخفض الاحتباس الحراري، بـ 45 بالمائة في العقد القادم، والوصول بها الي صفر انبعاثات 2060.