البحسني يتصدر مانشيت صحيفة حكومية

حضرموت الهادئة والبعيدة عن الصراع.. هل قررت الإمارات الزج بها في حربها ضد الحكومة الشرعية!

بعد أن ظلت هادئة وحرصت نخبها على إبقائها بعيداً عن الصراع طوال الفترة الماضية.. يبدو أن حضرموت التي تعد الأكبر مساحة ومصدراً مهماً للنفط أمام مرحلة جديدة وحساسة تدفع بها إلى واجهة الأحداث وتحولها إلى ميدان إضافي للصراع بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات التي تنفذ عمليات عسكرية في اليمن ضمن "التحالف العربي" الذي تدخل في اليمن تحت عنوان مساندة الحكومة الشرعية وإنهاء الإنقلاب.


خلال الثلاثة أيام الماضية، اتجهت أنظار اليمنيين إلى محافظة حضرموت بعد مقتل قائد قوات التحالف (سعودي الجنسية)، الخميس الماضي، وثلاثة من مرافقيه بتفجير عبوة ناسفة بمدينة شبام.


قبل الحادثة بيومين، حذرت صحيفة عكاظ السعودية من تحركات لمايسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتيا لتفجير الأوضاع بحضرموت.


وفيما تتخذ القوات الإماراتية من مدينة المكلا مقراً لها وتنتشر قوات موالية لها في مناطق ساحل حضرموت، تتواجد القوات السعودية إلى جانب قوات الحكومة الشرعية المدعومة منها في مناطق وادي وصحراء حضرموت الواقعة على تماس مع الحدود الجنوبي للمملكة.


أعقب هذا التطور الخطير، إعلان محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية عن إصداره قراراً بإيقاف تصدير النفط عبر الباخرة المستأجرة من قبل الحكومة الشرعية عقب وصولها إلى ميناء ضبة النفطي.


أثارت هذه التطورات السياسية والعسكرية تساؤلات عن الهدف من هذه التحركات في الوقت الحالي خاصة أنها جاءت في ظل دخول العلاقة بين الشرعية اليمنية والإمارات مرحلة حرجة حد الصدام المباشر.


هل أقحمت حضرموت في الصراع؟


منذ بدء أحداث التمرد المسلح في عدن، أكدت قيادة السلطة بحضرموت عن التزامها سياسة النأي بالمحافظة عن الصراع غير أن سماحها بتنظيم فعاليات للمجلس الانتقالي ضد الحكومة الشرعية أظهر تناقضاً وفقاً لناشطين.


حيث سمحت السلطة بحضرموت للمجلس الإنتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً بتنفيذ فعالية شعبية ضد الحكومة الشرعية عقب التمرد المسلح الذي قادته الإمارات في عدن.


تسيطر قوات النخبة الحضرمية التي شكلتها ودعمتها الإمارات على ساحل حضرموت منذ العام 2016م، والتي جرى ضمها لاحقاً لقوات المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني بساحل حضرموت.


يضم ساحل حضرموت وتحديداً مدينة المكلا مقر قيادة القوات الإماراتية التي حولت مطار الريان الدولي، الشريان الجوي الوحيد لساحل حضرموت، إلى قاعدة عسكرية واتخذته مركزاً لها، وعقب المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية وقوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً عملت القوات الإماراتية على نقل قيادة النخبة الشبوانية وعناصر تابعة لها إلى ساحل حضرموت.


كل تلك المعطيات تشير لمساع تقودها الإمارات التي تسيطر على ساحل حضرموت لجر المحافظة للوقوف إلى جانبها في حربها ضد الحكومة الشرعية.


الحكومة توضح


مطلع الأسبوع الجاري شهدت مدينة المكلا مظاهرة حاشدة مساندة لقرار المحافظ وقف تصدير النفط حتى استجابة الحكومة لمطالب قال إنها تماطل في تنفيذها، ورغم الحضور الكثيف لأعلام دولة الإمارات وعلم الإنفصال في المظاهرة فقد تعاطت الحكومة مع المطالب التي تضمنها بيان الفعالية الإحتجاجية، وبعد ساعات من الفعالية الإحتجاجية خرجت وزارة المالية بتصريح أكدت فيه التزام الحكومة واستمرارها في صرف حصة التنمية المخصصة لمحافظة حضرموت من عائدات النفط المصدرة من القطاعات النفطية بالمحافظة.


وأكد مصدر مسؤول في الوزارة لوكالة سبأ الحكومية، أن الحكومة أودعت منذ استئناف عمليات التصدير من القطاعات النفطية في حضرموت 194 مليون دولار في حساب السلطة المحلية.


أيد هذا التأكيد الحكومي، كشف الوكيل المساعد لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت عبدالهادي التميمي استلام سلطة حضرموت 194مليون دولار من حصة المحافظة من عائدات النفط.


وأشار في منشور بصفحته على فيسبوك أن الدفعة الأخيرة فقط هي التي تأخرت مضيفاً أن وادي حضرموت استلم من إجمالي المبلغ 20 مليون دولار فقط. دفعت هذه المعطيات ناشطين لإطلاق حملة تطالب بكشف مصير هذه المبالغ المخصصة لمشاريع تنموية وخدمية بالمحافظة. 


تحذير من التسلق


أثار رفع المشاركين بفعالية لجنة التصعيد المطالبة بحقوق حضرموت،الأحد، أعلام التشطير والإمارات انتقادات من قبل ناشطين حضارم محذرين من التسلق على هذه المطالب.


وانبثقت لجنة التصعيد عن لقاء دعا له رئيس مؤتمر حضرموت الجامع ووكيل أول محافظة حضرموت عمرو بن حبريش، الشهر الماضي، وتضم شخصيات موالية للمجلس الانتقالي.


سفير اليمن لدى ماليزيا الدكتور عادل باحميد ومحافظ حضرموت الأسبق، دعا الشرعية اليمنية إلى التعامل الجاد والصادق والفوري مع مطالب أبناء حضرموت كونها السبيل الوحيد والآمن لقطع الطريق أمام من يريدون الاصطياد في الماء العكر وركوب الموجة لأغراضٍ أخرى.


وقال باحميد في تغريدات على تويتر إن التحدي اليوم أمام حضرموت يكمن في "الإلتفاف الواعي حول محافظها وسلطتها المحليّة والضغط بعقلانية وحكمة وسلميّة، وعدم السماح لمن تعودوا على ركوب الموجة باختطاف هذا الحراك الشعبي السلمي الواعي كما اختطفوا الهبّة الحضرمية من قبل وأفشلوها".