طرق تعز البديلة

العبور المُميت.. تعرف على الطرق البديلة للدخول إلى مدينة تعز المحاصرة (فيديو)

محمد الحيدري- المشاهد

لليوم الثاني على التوالي، يصعب على المسافرين الوصول إلى مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، نتيجة الأمطار وتدفق السيول على طريق الدمنة الأقروض الضباب جنوباً، ما اضطرهم للبقاء في منطقة الحوبان (شرق المدينة) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ومنهم يحيى سهيل، الذي سافر من العاصمة صنعاء، مطلع هذا الأسبوع، واضطر للبقاء في الحوبان، لذلك السبب، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أنه لن يتمكن من السفر إلى وسط مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة، إلا بعد أن يشعر سائقو سيارات نقل المسافرين بالاطمئنان إلى عدم وجود عائق قد يهدد حياتهم وحياة المسافرين.
وتعد تلك الطريق هي البديلة للمسافرين من وسط مدينة تعز إلى خارجها شرقاً، بعد أن أطبق مسلحو جماعة الحوثي، الحصار على المدينة، الأمر الذي يجبر المسافرين على عبور طريق جبلية غير معبدة، لمدة 5 ساعات، في حال كانت مهيأة لعبورهم، دون عقبات، كما هو حاصل مع سهيل، منذ يومين.
وأغلق مسلحو جماعة الحوثي، الطريق الرابطة بين الحوبان ووسط مدينة تعز، منذ مطلع العام 2015، رغم أن المسافة لم تكن تستغرق 15 دقيقة، في هذه الطريق، لكنها باتت غير ممكنة منذ ذلك الحين.

مخاطر السيول على المسافرين

تداهم السيول طريق الدمنة، الأقروض، وسط مدينة تعز، ما يودي بحياة الكثيرين، فضلاً عن جرف ممتلكاتهم.


ويروي علي سعيد لـ”المشاهد” قائلاً: “كنت أسير فوق مرتفعات جبلية شاهقة بمنطقة الأقروض جنوب مدينة تعز، وأنا في طريقي إلى وسط المدينة، مع أسرتي المكونة من 4 أشخاص، فهطل المطر فجأة، وبدأت أحس بالخطورة. كنت أتمنى أن أقف إلى أن ينتهي المطر، لا سبيل لذلك، لأن الطريق لا تسمح بعبور أكثر من مركبة واحدة، فتوقفي يعني وقوف جميع المركبات خلفي. اضطررت للمواصلة والخوف ينتابني”.
ويضيف: “السوائل المتكونة بفعل الأمطار، تأتي فجأة وبدون سابق إنذار، ولا يوجد لها تصريفات أو مصدات، أو على الأقل أجهزة إنذار أو مكبرات صوت لتنبيه المسافرين”.
ويدفع المسافر الواحد 5 آلاف ريال يمني، لسائق سيارة الأجرة التي تقله من الحوبان مروراً بطريق الأقروض، حتى وسط مدينة تعز، وهو مبلغ كبير يعجز الكثير من المسافرين عن دفعه، ولاسيما الأشخاص الذين يسافرون مع عائلاتهم عبر تلك الطريق.

يدفع المسافر الواحد 5 آلاف ريال يمني، لسائق سيارة الأجرة التي تقله من الحوبان مروراً بطريق الأقروض، حتى وسط مدينة تعز، وهو مبلغ كبير يعجز الكثير من المسافرين عن دفعه.

تهديدات أمنية

وإلى جانب مخاطر سيول الأمطار، تشهد تلك المناطق اندلاع اشتباكات بشكل مفاجئ، بين القوات الحكومية التابعة لمحور تعز، وجماعة الحوثي المتمركزة في أسفل سائلة الأقروض، مما يتسبب في تعطل حركة السير، ناهيك عن عمليات الابتزاز التي يواجهها المسافرون، من قبل أفراد النقاط الحوثية، وتلك التابعة للقوات الحكومية.
ويتحدث غلاب، أحد المسافرين عبر تلك الطريق، لـ”المشاهد”: “تندلع أحياناً مواجهات بشكل متقطع بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي، ما يتسبب بقطع الطريق ليوم أو أكثر، وتتوقف معها الكثير من الاحتياجات الطارئة والمصالح العامة، بخاصة إذا ما كانت هناك حالات إسعاف طارئ، فيما قد نضطر أحياناً للوقوف لساعات قليلة، ريثما تهدأ المواجهات، ثم نواصل العبور”


ويضيف غلاب: “سائقو المركبات يتعرضون للابتزاز من قبل النقاط الحوثية، ويضطر سائقو الشاحنات لدفع مبالغ كبيرة من أجل عبور بضائعهم، ما لم، فإنه يتم حجزهم ومصادرة بضائعهم، فيما يتعرض المسافرون للإهانة والابتزاز والكلمات الجارحة، والتحقيق معهم من قبل القائمين على النقاط الأمنية التابعة للطرفين”.
ونتيجة لتلك المخاطر التي يتعرض لها المسافرون، يفضل الكثيرون من سكان تعز الذين يعيشون في صنعاء، عدم السفر إلى مدينتهم في الأعياد الدينية، كما كانوا يفعلون في السابق، تجنباً لتلك المخاطر.

انفوجرافيك نشره المشاهد فى 4/يونيو الماضي عن طريق “هيجة العبد ” المنفذ الوحيد جنوب غرب محافظة تعز

محاولات فاشلة لفك الحصار

وعلى الرغم من المحاولات المستمرة والمناشدات لفك الحصار عن مدينة تعز، إلا أن جماعة الحوثي ترفض ذلك، تحت مبرر أن الطرف الثاني هو من يمنع المسافرين من الخروج من وسط المدينة، وهو ما تنفيه القوات الحكومية المتمركزة أسفل منطقة حوض الأشراف من الجهة الشرقية لمدينة تعز.
وأطلق ناشطون، بعد 9 أشهر من الحصار المفروض على المدينة، حملة إلكترونية عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب برفع الحصار عن مدينة تعز، لكنها لم تؤدِّ إلى فك الحصار، رغم إبراز الكارثة الإنسانية التي تسبب بها حصار الحوثيين للمدينة.
ونفذت القوات الحكومية أكثر من عملية عسكرية لفك الحصار على شرق المدينة، لكنها تفشل في كل مرة، فيما نجحت في فك جزئي للحصار الذي كان مفروضاً على غرب المدينة، في منتصف أغسطس 2016.