ترجمة: عربي بوست
رغم الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي خلَّفها الهجوم على مقراتٍ لعملاق النفط السعودي أرامكو في المنطقة الشرقية، فإن هناك خسارة بيئية كبيرة صاحبت هذا الهجوم، وهي تسرب كميات كبيرة من المواد الكيميائية في المنطقة، بحسب تقرير لموقع Salon الأمريكي.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإنه في أعقاب الغارات الجوية بالطائرات بدون طيار على عدد من أكبر مرافق تكرير النفط في السعودية صباح يوم السبت، 14 سبتمبر/أيلول، تراجع إنتاج النفط السعودي إلى أكثر من النصف، مسبباً حالة من الصدمة في الأسواق العالمية. وتعد الضربة التي تعرّضت لها إمدادات النفط العالمية من ذلك الهجوم أكبر مما تعرضت له خلال الثورة الإيرانية، وارتفعت أسعار النفط الخام ارتفاعاً قياسياً قُدر بـ 12 دولاراً للبرميل.
ومنذ الهجمات، سلّطت معظم وسائل الإعلام الإخبارية اهتمامها على أسواق النفط، وعلى تصريح الرئيس ترامب الاستفزازي الذي يقول فيه إن الولايات المتحدة «جاهزة للتحرك» ضد المعتدين. (وقد أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران، مسؤوليتهم عن الهجوم).
صحة المئات في خطر
ولكن لم تركز الكثير من العناوين على الآثار البيئية للهجوم. بطبيعة الحال، على الصعيد العالمي، أبرزت الصدمات الاقتصادية الناتجة عن هجوم بقيق كيف لا يزال الكوكب يعتمد بكثافة على النفط، وهو مصدر رئيسي من مصادر الغازات الدفيئة. ولكن تبقى بقيق قصة بيئية محلية أيضاً. بالرغم من عدم الكشف عن تفاصيل انفجار بقيق بعد، فإننا نعلم أن انفجارات محطات التكرير تمثّل تهديداً بيئياً، وتنشر المواد الكيميائية السامة في الهواء وتهدد صحة أي شخص في محيطها القريب.
على سبيل المثال، عندما اشتعلت النيران في منشأة تخزين منتجات بتروكيماوية في ضاحية هيوستن شهر مارس/آذار الماضي، أطلقت نحو 9 ملايين رطلاً من الملوثات في الهواء خلال يوم واحد. وكان ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، والتولوين والنفثا من بين المواد الكيميائية السامة التي رُصدت في محيط المنشأة.
وفي شهر يونيو/حزيران، اشتعلت النيران أيضاً في محطة تكرير Philadelphia Energy Solutions، أكبر مجمع لتكرير النفط في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وبالرغم من تصريح المسؤولين في المدينة بأن الانفجارات لم تؤثر على جودة الهواء حول المنشأة، رأى الخبراء والمقيمون بالمناطق السكنية المحيطة بالمنشأة خلاف ذلك.
جسيمات دقيقة تتطاير في الهواء
ونظراً إلى أن مجمع تكرير بقيق هو أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، من المتوقع أن تكون التداعيات الصحية للمقيمين والعمال في محيط المنشأة أسوأ مما كانت عليه في هيوستن وفيلادلفيا. أفادت صحيفة The Wall Street Journal بأن شهود عيان محليين شاهدوا أعمدة دخان أسود تنبعث من المنشأة، وهي علامة أكيدة على وجود جسيمات دقيقة، قد تتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية. ووفقاً لمؤشر جودة الهواء، الذي يُقاس بواسطة الأقمار الصناعية وبيانات عشرات الآلاف من محطات مراقبة جودة الهواء حول العالم، ارتفعت مستويات تلوث الهواء حول بقيق من منخفضة-متوسطة إلى مستويات عالية-متوسطة بعد الهجوم. وتوقعت الأرصاد الجوية أيضاً وصول جودة الهواء إلى مستويات «غير صحية» خلال الأيام التالية للهجوم.
وتعد منطقة الخليج بالفعل من أسوأ المناطق من حيث تلوث الهواء في العالم، ليس فقط بسبب صناعة الوقود الأحفوري، ولكن أيضاً بسبب وجود الرمال والغبار الصحراوي. وسوف تزيد الغارات الجوية على بقيق الأمر سوءاً، وتجعل التنفس أصعب بالنسبة للسعوديين المقيمين بالقرب من منشأة تكرير النفط في بقيق.