الرمان اليمني

بعد رفع السعودية الحظر عن استيراده.. هل يعيد القرار الازدهار لزراعة الرمان اليمني؟

أعلنت السعودية، يوم الخميس، أنها تراجعت عن قرار حظر استيراد فاكهة الرمان اليمني، وجاء في إعلان للهيئة العامة للغذاء والدواء في السعودية، رفع حظر استيراد ثمار الرمان من الجمهورية اليمنية.

 

ووفق الخبر الذي اوردته وكالة الأنباء السعودية واس، فإن القرار جاء "بعد استيفاء المصدرين من التجار والمزارعين لاشتراطات الهيئة".




وكانت الحكومة السعودية ممثلة بوزارة البيئة والمياه والزراعة قررت أواخر ديسمبر من العام الماضي، حظر استيراد ثمار الرمان من اليمن.

 

وبررت السلطات السعودية قرار الحظر حينها بأنه "جاء بعد ثبوت تجاوز متبقيات المبيدات في الرمان بنسبة أعلى من الحد المسموح عالمياً" وفق ما نشرته وكالة واس الحكومية في ذلك الحين.

 

كان لقرار الحظر، تأثير كبير على حياة المزارعين والتجار على حدً سوأ، حيث لم يعد المردود المادي من زراعة وتجارة الرمان كبيراً، ولم يعد يغطي تكاليف الانتاج في احيان أخرى كما هو موسم الرمان هذا العام وفق تجار للرمان في مأرب.

 

بالنسبة للمستهلكين اليمنيين فأن القرار كان له تأثيراً ايجابياً لهم، حيث انخفضت قيمة ثمار الرمان ووصل سعر الكيلو الواحد إلى أقل من 500 ريال في حين كان سعره في الاعوام السابقة فوق ال800 ريال.



وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء في السعودية الدكتور هشام الجضعي أنه تم الاتفاق مع وزارة الزراعة اليمنية على تسهيل آلية استقبال الشحنات والمنتجات الغذائية من الجمهورية اليمنية، وتعزيز فرص التعاون بين البلدين في مجال الغذاء.

 

وقال المشرف العام على البرنامج السعودي للإعمار وتنمية اليمن، سفير المملكة في اليمن، محمد آل جابر، إن القرار جاء تنفيذا لتوجيهات العاهل السعودية.

 

وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر "تنفيذاً للتوجيهات الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين أيده الله وولي عهد حفظه الله بدعم اليمن في جميع المجالات، فقد تم رفع الحظر المؤقت عن منتج الرمان بسبب ثبوت تجاوز متبقيات المبيدات العام الماضي نسبة أعلى من الحد المسموح عالمياً".


وقبل تفجر الحرب التي بدأت باجتياح الحوثيين لصنعاء في سبتمبر 2014م، كان مزارعو الرمان في صعدة يصدرون نحو 30 ألف طن منه سنويا.

 

وتراجعت تلك الصادرات، بفعل الازمات التي رافقت الحرب كنقص الوقود والماء، إضافة إلى تحول المزارع إلى ساحات مفتوحة للحرب الدائرة في الحدود اليمنية السعودية، حيث اتخذ الحوثيون من اشجار الرمان غطاء لهجماتهم والمزارع منصات لإطلاق المقذوفات، مما أنهى الكثير من المزارع إما بسبب احتلال الحوثيين لها بشكل مباشر أو بسبب استهداف طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لتحركاتهم وتجمعاتهم فيها.

 

لكن قلة قليلة من مزارع صعدة صمدت وظلت أشجارها توتي ثمارها، رغم ما عاناه المزارعون من صعوبات في الاعتناء بها.

 

وتعد السعودية السوق الأكبر لصادرات الرمان اليمني، ولم يأثر القتال بشكل كبير على دخول منتجات الرمان إليها، لكن تكاليفه زادت بالنسبة على تجار الذين اضطروا إلى نقله وتريده عبر منفذ الوديعة الذي ظل شريان اليمن الوحيد مع السعودية.


ومن المتوقع أن يكون للقرار السعودي أثر إيجابي على زراعة وإنتاج الرمان وأوضاع المزارعين في عدد من مناظق زراعة الرمان وأبرزها محافظة صعدة، لكن تعافي الزراعة إجمالاً يحتاج إلى وقت ومساندة نظراً للظروف التي خلقتها الحرب وانعكست سلباً على الزراعة في اليمن وفي صعدة تحديداً.