أثارت المقابلة التلفزيونية، التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الكثير من ردود الأفعال والتحليلات السياسية نظرا لما جاء بها من مواقف سياسية، ربما لم يكن يعلمها البعض مثل مبادرة الحوثيين للسلام وموقف المملكة من تلك الدعوة، وغيرها من القضايا المثيرة للجدل.
قال اللواء الدكتور شامي محمد الظاهري، الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، "تطرق ولي العهد خلال المقابلة إلى عدة قضايا، من بينها إيران واليمن وهما مرتبطين ببعضهما، والبعض يشبه إيران برأس الأفعى ويجب ضرب رأس الأفعى".
وأضاف، الظاهري، الذي شغل منصب قائد كلية القادة والأركان للقوات المسلحة السعودية السابق، في اتصال هاتقي مع "سبوتنيك" اليوم الاثنين، "لكنني أرى أن "إيران طير الغراب" ويجب على المملكة والمتحالفين معها أن يضربوا جناح هذا الغراب، الذي يطير بجناحه وينعق ليل نهار، وذلك من خلال "الحوثيين" لأنهم جناح ايران في الوقت الحاضر".
وأضاف الخبير الاستراتيجي "ليس لدى إيران اليوم جناح إلا "الحوثيين"، وهم الآن في مأزق كبير وفِي الرمق الأخير، نتيجة ضربات التحالف في ثلاث مناطق، التي تمثل مصدر قلق للملكة ومصدر لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وهم "صعدة وصنعاء".
وتابع "يوجد في صنعاء مخازن الأسلحة الكبيرة تحت الجبال والمنطقة الثالثة، التي يجب أن تضرب بها المملكة، وفي الحديدة، التي تمثل نافذة لتأمين الأسلحة والرئة، التي تتنفس منها العصابات الحوثية".
وحول توجهات المملكة نحو السلام، وفق ما صرح به ولي العهد محمد بن سلمان في المقابلة، قال الظاهري: "ولي العهد قال إن المملكة منذ بداية الأزمة، وهى تنادي بالعملية السلمية أو ما يسمى بالعملية السياسية، وتمثل ذلك في الحوارات التي دارت في الكويت وفي جنيف واستكهولم والسويد مؤخرا، وأشار إلى أن المتضرر الأكبر من الحرب ليس الحوثيين أو المملكة وإنما المتضرر هو الشعب الذي قتل منه 19 ألف من الأخوة اليمنيين المدنيين العزل، إلى جانب 10 ملايين يعانون من الجوع ولولا مساعدات المملكة لكانت هناك كارثة".
وأكد الظاهري أن الحل السلمي والسياسي هو لصالح الشعب اليمني الذي يطحن الآن وليس من أجل الحوثيين الذين يعيشون حياة الرفاهية بما يحصلون عليه من معونات لا تصل للشعب اليمني.
وتابع: "حين سألت مذيعة القناة الأمريكيه (CBS ببرنامجها 60 دقيقه) هل ترغب التفاوض لإنهاء الحرب في اليمن؟، أجاب: المملكة ترحب بالسلام دائما ومستعدة للوصول إلى حلول سياسية إذا أثبت الحوثيون جديتهم وتوقفوا عن الدوران في فلك إيران وخدمة أجنداتها".
Crown Prince Mohammed bin Salman speaking to CBS "60 Minutes" on attacking Aramco oil facilities: "This attack didn't hit the heart of the Saudi energy industry, but rather the heart of the global energy industry." #SaudiArabia pic.twitter.com/ChEsB9XGEF
— CIC Saudi Arabia (@CICSaudi) September 30, 2019
وتقود السعودية، منذ مارس / آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر عام 2014.
وتنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات متكررة بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وعلى أراضي المملكة.
وتسببت غارات التحالف، وكذلك القصف المتبادل، بسقوط مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين، بين قتلى وجرحى، فضلا عن تدمير البنية التحتية لليمن، وانتشار الأوبئة والأمراض، والمجاعة في بعض المناطق.
ووفقا للأمم المتحدة، يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج ما يقرب من 80 في المئة من إجمالي عدد السكان أي 24.1 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية.