نصر من الله

قدم بعض التفسيرات.. باحث بريطاني: العملية التي أعلن عنها الحوثيون مؤخراً "مبالغة جديدة"

أبوبكر الفقيه- يمن شباب نت

قلل خبير بريطاني، متخصص بشئون الشرق الأوسط، من التهويل الكبير للحوثيين لعمليتهم العسكرية، خلال إعلانهم عن تفاصيلها، أمس الأحد (29 سبتمبر/ أيلول)، واصفا ذلك بأنه لا يعدو عن كونها "مبالغة حوثية جديدة"
 
وأعلن الحوثيون الأحد عن تمكنهم من أسر قرابة ألفين مقـاتل، بينهم سعوديون، في عملية عسكرية أواخر أغسطس/ أب المنصرم، قرب مدينة نـجران السعودية على الحدود الشمالية لليمن، والجنوبية للمملكة.
 
وفي سبيل تعزيز تلك الادعاءات، عرضت الجماعة تسجيل فيديو مصور يظهر بعض اللقطات كجزء من تفاصيل العملية المزعومة.
 
 
مبالغة حوثية جديدة

وتعليقاً على ذلك، أعتبر الخبير البريطاني البارز صامويل راماني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة اكسفورد والمتخصص في شؤون الشرق الاوسط، أن الحوثيين "يبالغون مجدداً في إنجازاتهم العسكرية".
 
 
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"يمن شباب نت"، إن هذا التهويل الحوثي قد يكون مرده احتمالين؛ "الأول يأتي بهدف محاولة التخفيف من حدة الخلاف الداخلي في صفوفهم، والثاني لإقناع السعودية بالبحث عن السلام وفقاً لشروطهم الخاصة".
 
 
وأوضح الباحث البريطاني، وهو أحد المهتمين بالشأن اليمني، ويكتب في صحف أمريكية مثل الواشنطن بوست والمونيتور إلى جانب مجلة "ذا دبلومات"، أن الحوثيين "وبالرغم من محاولاتهم الدؤوبة لتجنب حدوث انقسام كبير في صفوفهم، بالنظر الى الحرب المستمــرة منذ أربع سنوات ونصف مع المملكة العربية السعودية، إلا أن هناك تاريخاً حافلاً بالانشقاقات داخل جماعتهم حول ضرورة انتهاج الدبلوماسية".
 
 
وفي هذا السياق، استشهد راماني بقيادات عليا في المكتب السياسي للحوثيين، مثل: محمد عبد السلام ومحمد البخيتي، كشخصيات "بدت أكثر استعدادًا للتواصل مع الرياض، في حين أن هناك قياديون متشددون في رأس الجماعة، ومعظمهم ممن يلتفون حول محمد علي الحوثي- رئيس اللجان الثورية- يرفضون الطرق الدبلوماسية"
 
وبالعودة إلى الحديث عن أسباب انتهاج هذا الأسلوب التهويلي والمبالغ فيه، والاعلان عن العملية في مثل هذا التوقيت، بعد مرور قرابة شهرين عليها، يعتقد الخبير البريطاني أن هناك سببين محتملين: "أولاً، قد يمثل ذلك ردة فعل من قبـل المتشددين المعارضين للدبلوماسية ضد تعليق الحوثي المعلن لهجمات الطائرات بدون طيار، وبالتالي يمكن اعتباره محاولة لتخريب جهود السلام".
 
 
وأما ثانياً، يتابع: فربـما يكون ذلك نتيجة لجهد منسق من كل من الجناحين السياسي والعسكري للحركة الحوثية.. وذلك بهدف كسب نفوذ أكبر على السعوديين في مفاوضات السلام، في إطار محاولاتهم المتكررة لإقناعهم بالكلفة المتزايدة والفــوائد المتناقصة للحرب المستمرة في اليمن".
 
 
ومع أنه يعتقد "بصعوبة تحديد ما هو الصحيح بالفعل؟"، إلا أنه يختم تصريحاته لـ"يمن شباب نت"، بترجيح "مبرر وجود انقسام داخل الفصائل الحــوثية، كون ذلك يبدوا أكثر إقناعًا في هذا الوقت، بالنظر إلى ميل التحالف بقيادة السعودية إلى تصعيد غاراته الجوية، بدلاً من خفض التصعيد عقب الاستفزازات الـحوثية." كما يقول.