كشفت جماعة الحوثي الثلاثاء عن سقوط مئتي قتيل وجريح من قوات التحالف الذي تقوده السعودية خلال عملية كبرى الشهر الماضي، فضلا عن تدمير نحو 120 مدرعة، وطلبت الجماعة من السعودية أثناء زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث لصنعاء القبول بمبادرة وقف الهجمات وإطلاق الأسرى.
وعقد الناطق العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع مؤتمرا صحفيا للحديث عن تفاصيل المرحلة الثانية من عملية "نصر من الله" التي انطلقت في 3 سبتمبر/أيلول الماضي، وقال إنه تم فيها تنفيذ ست عمليات صاروخية، أبرزها عملية دك مطار نجران، و16 عملية بالطائرات المسيرة.
وأضاف سريع أن الدفاع الجوي تمكن من التصدي لأربعين هجمة بمروحيات الأباتشي، وأن طائرات سعودية شنت أكثر من 600 غارة خلال تنفيذ المرحلة الثانية.
وقال أيضا إن المرحلة الثانية أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن مئتي جندي من قوات التحالف، موضحا أنهم سمحوا "للمتورطين في الخيانة من أبناء البلد بالفرار باتجاه مدينة نجران".
وذكر الناطق العسكري باسم الحوثيين أن "مجموعة كبيرة من قوات العدو في الأسر، بينهم سعوديون"، دون أن يوضح عددهم.
وأكد سريع أن قوات الحوثيين سيطرت على 3 معسكرات بما فيها مخازن أسلحة وعتاد، ودمرت أو استحوذت على أكثر من 120 مدرعة وآلية سعودية.
وقال إن المرحلة التي انطلقت قبل نحو شهر أسفرت عن تأمين أكثر من 150 كيلومترا مربعا، حيث تمت السيطرة على منطقتي الفرع والصوح وصولا إلى المرتفعات المطلة على مدينة نجران السعودية.
كما أكد سريع أنهم حصلوا على وثائق وأدلة تثبت دور تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في القتال إلى جانب التحالف.
يشار أن الحوثيين أعلنوا السبت الماضي أن الجماعة حررت 350 كيلومترا مربعا في المرحلة الأولى من عمليتهم "نصر من الله" بما فيها مواقع ومعسكرات، فضلا عن سقوط 3 ألوية في محور نجران السعودية وأسر آلاف الجنود، بينهم سعوديون.
لكن التحالف السعودي الإماراتي أعلن أمس الاثنين على لسان المتحدث باسمه تركي المالكي أن حديث الحوثيين عن "العملية مسرحية مزعومة وادعاءات من إعلام مضلل".
تسوية محتملة
على الصعيد السياسي، أعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي التقى بالمبعوث الأممي في صنعاء لبحث "تسوية سياسية شاملة محتملة"، وأن الحوثي طالب دول التحالف بقيادة السعودية بالاستفادة من مبادرة الجماعة التي أطلقتها مؤخرا بوقف القصف الجوي والصاروخي نحو الأراضي السعودية.
واعتبر عبد السلام أن الخطوات التي قدمتها الجماعة في صنعاء والإفراج عن عشرات الأسرى يثبت عمليا أنها تسعى إلى إنهاء "المعاناة التي نتجت بسبب العدوان"، مطالبا السعودية بخطوات مماثلة، وصولا إلى التبادل الكامل لكل الأسرى والمعتقلين.
وقبل أقل من أسبوعين، عرض الحوثيون وقف هجماتهم على السعودية، وطالبوا الرياض برد مماثل، في حين ردت الأخيرة على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير بأنها ستراقب مدى جدية الحوثيين في تطبيق مبادرتهم.
المصدر : الجزيرة + وكالات