باسل درويش- عربي21
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، أعده كل من مصطفى أبو سنينة وسايمون هوبر، يكشفان فيه عن أن السعودية أعطت الضوء الأخضر لفتح الحوار مع إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرياض أعطت الضوء الأخضر لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لترتيب لقاءات مع إيران، كخطوة أولى لتحفيف حدة التوتر في المنطقة.
وينقل الكاتبان عن المسؤول في مكتب رئيس الوزراء، عباس الحسناوي، قوله إن عبد المهدي يقوم بالتوسط بين القيادتين في الرياض وطهران، ونقل شروط كل طرف للحوار.
ويلفت الموقع إلى أن الحسناوي تحدث بعدما كشف مسؤول إيراني يوم الاثنين أن بلاده تلقت رسالة من السعودية، "عبر قادة بعض الدول"، مشيرا إلى أن الحسناوي أكد للموقع أن عبد المهدي كان يقوم بالتوسط بهدف تخفيف التوتر بعد الهجمات التي ضربت منشآت النفط السعودية، التي اتهمت إيران بالوقوف وراءها، والتي كادت أن تؤدي إلى مواجهة بين الدولتين المتنافستين في الخليج.
ويورد التقرير نقلا عن الحسناوي، قوله إن "القيادة العراقية لديها قنوات اتصال مع القيادتين، فإخواننا السنة (في الحكومة) يقومون بالتنسيق مع السعوديين، وإخواننا الشيعة ينسقون مع الإيرانيين"، إلا أن "السعوديين كانت لديهم شروط قبل بدء المفاوضات، وكذلك الإيرانيين، وقمنا بتنسيق شروط كل طرف، ليست مهمة سهلة أن نجمع بين طرفين متعارضين من حيث أيديولوجيتهم وطائفتهم وتحالفاتهم في المنطقة".
ويفيد الكاتبان بأن عبد المهدي دعا للقاء بين السعودية وإيران، الذي ستشرف عليه الحكومة العراقية، وتتوسط فيه، وستكون بغداد المكان المفضل لعقده.
وقال الحسناوي للموقع: "لقد أعطى السعوديون الضوء الأخضر للبدء في هذا الموضوع، ويعمل عبد المهدي عليه"، مشيرا إلى أن السعوديين خففوا من خطابهم المتشدد في الأيام الأخيرة، بما فيهم ولي العهد محمد بن سلمان.
ويذكر الموقع أن عبد المهدي كان في جدة الأسبوع الماضي للقاء ولي العهد، مشيرا إلى قول الحسناوي إن الحكومة الأمريكية وافقت على المفاوضات بين البلدين.
وينوه التقرير إلى أن الحسناوي أشار إلى أن مسؤول الأمن القومي فالح الفياض يقوم بزيارة الآن إلى واشنطن؛ لمناقشة الموعد الزمني للقاءات، وقال: "إذا كان هناك اتفاق محتمل في المنطقة يشمل اليمن وسوريا والعراق فلن تكون لدى الأمريكيين أي مشكلة في هذا الأمر".
وقال الحسناوي للموقع إن عبد المهدي يأمل باستضافة بغداد للمفاوضات، مستدركا بأنه لم يتم الاتفاق بعد على المكان، وأضاف: "بغداد هي المكان المناسب، لكنني لا أستطيع تأكيد أن اللقاءات ستكون فيها، ففي البداية ستكون لقاءات بين مسؤولي البلدين، وبعد ذلك سيتم التوصل لاتفاق يوقعه قادة البلدين".
وأضاف الحسناوي أن "شروط السعودية هي تخفيف إيران من دورها في اليمن وسوريا، والتوقف عن دعم الجماعات المسلحة، مثل جماعة الحوثيين، وطلبت من النظام السوري حل مشكلاته مع المعارضة السورية، وكتابة دستور للبلاد توافق عليه الأطراف كلها".
ويفيد الكاتبان بان اتصالات القنوات السرية بين الرياض وطهران تأتي بعد الهجوم المدمر الذي ضرب المنشآت النفطية السعودية، التي حملت واشنطن إيران المسؤولية عنه، فيها تنفي إيران أي علاقة لها به، وتقول إن من نفذه هم المتمردون الحوثيون.
ويستدرك الموقع بأن مصادر أمنية عراقية قالت للموقع في حينه إن الهجمات انطلقت من قواعد عسكرية في جنوب العراق، تسيطر عليها مليشيات تدعمها إيران.
وبحسب التقرير، فإن قادة البلدين عبروا عن بادرة لتخفيف التوتر بينهما، وقال محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة "سي بي أس" الأمريكية، بثت يوم الأحد، إن "الحل السياسي والسلمي هو أفضل من الحل العسكري"، ودعا إيران لوقف دعمها للحوثيين، وأشار إلى أن حربا بين السعودية وإيران ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
وينقل الكاتبان عن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، قوله في مقابلة مع قناة "الجزيرة" في يوم الثلاثاء، إن بلاده ترحب باستعداد ولي العهد للحوار، "نرحب بما نقل عن محمد بن سلمان قوله إنه يريد حل القضايا بالحوار مع طهران"، فيما قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إن بلاده منفتحة على محادثات متعددة تشمل الإمارات حليفة السعودية.
ويورد الموقع نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قوله: "نحن مستعدون لعقد لقاءات مع الدول، خاصة الإمارات، مع مجموعة أو بشكل منفرد، للقضاء على سوء التفاهم".
ويكشف التقرير عن أن عبد المهدي يعمل منذ شهور لمنع تحول بلاده إلى ساحة حرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه بحسب مصادر أمنية عراقية تحدث إليها موقع "ميدل إيست آي"، فإن القوات الأمريكية ألمحت إلى أنها قد تقوم بضرب مواقع لكتائب حزب الله بعد الهجمات على المنشآت النفطية في الخليج.
وينقل الكاتبان عن مصدر حضر الحديث المتبادل بين عبد المهدي والمسؤولين الأمريكيين، قوله إنه لا يستطيع منعهم من ضرب أي مليشيا في أي مكان، إلا أنه هذا لن يمنع عمليات انتقامية من الجماعات الموالية لإيران ضد القوات الأمريكية في العراق.
ويقول الموقع إن الهجوم على كتائب حزب الله لم يحدث، لكن الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل باستخدام طائرات دون طيار من قواعد تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، بحسب مصدر أمني عراقي، مشيرا إلى أن عبد المهدي تعرض في آب/ أغسطس لضغوط شديدة لاتهام إسرائيل بالهجوم.
ويشير التقرير إلى أن عبد المهدي أخبر أمريكا وإيران أن العراق مجهد من الحروب والحروب الأهلية، و"جره إلى مركز حرب بالوكالة مع إيران في جانب والولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط من جانب آخر سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لاستقراره ووحدته، وله تداعيات كبيرة على المنطقة".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول الحسناوي إن المنطقة لا يمكنها تحمل صراع آخر بين السعودية وإيران، وهي منطقة خطيرة ونفطها مهم للعالم كله.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)