قلل مستشار رئيس الجمهورية اليمنية، عبدالملك المخلافي، من أهمية التفاهمات الأخيرة بين المملكة العربية السعودية ومليشيات الحوثي الانقلابية للتهدئة ووقف إطلاق النار.
وقال المخلافي في تغريدة على موقع التدوين "تويتر"، إن "الزمن لا يحل المشكلات وإنما يفاقمها والمبادرة والحركة والإقدام أبرز عوامل النصر".
وأضاف: "السياسة أن يكون لديك القدرة على إيجاد الحلول للمشكلات والمقدرة على التحرك من أجل تنفيذها والإقناع بها، والتعامل الواثق مع ما يطرح من مبادرات من الآخرين من خلال ما تملك من بدائل وحلول ومنطق".
وأمس الجمعة، قالت وكالة رويترز الدولية للإنباء إن السعودية فتحت خطاً للتواصل مع الحوثيين في اليمن عبر "طرف ثالث"، في وقت تدرس اقتراحا للجماعة المسلحة لوقف إطلاق النار.
وفي 20 سبتمبر/أيلول الماضي عرض الحوثيون التوقف عن شن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية إذا فعل التحالف بقيادة الرياض والمدعوم من الغرب الشيء نفسه كخطوة نحو ما وصفه زعيم الحوثيين "بالمصالحة الوطنية الشاملة".
ولم تقبل السعودية عرض الحوثيين أو ترفضه. لكن الرياض رحبت هذا الأسبوع بالخطوة وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران مطلعان آخران لرويترز إن المملكة تدرس بجدية شكلا من أشكال وقف إطلاق النار في محاولة لوقف تصعيد الصراع.
ونقلت الوكالة عن مصدران قولهم إن الضربات الجوية السعودية على مناطق الحوثيين تراجعت بشكل كبير وإن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن التوصل لحل قريبا.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان يوم الخميس على تويتر إن المملكة تنظر إلى هدنة الحوثيين بإيجابية مكررا تعليقات سابقة هذا الأسبوع لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية إن اقتراح الحوثيين يمثل خطوة إيجابية نحو حوار سياسي أكثر جدية مضيفا أن السعودية منفتحة على كل المبادرات من أجل حل سياسي في اليمن. وأضاف أن المملكة تأمل أن يحدث ذلك اليوم بدلا من الغد.
وقال مسؤول إقليمي مطلع لوكالة "رويترز" إن السعوديين يدرسون عرض الحوثيين الذي يستخدمه دبلوماسيون غربيون لإقناع الرياض بتغيير المسار.
وأردف المصدر قائلا "يبدو أنهم منفتحون عليه".
وقال مصدر عسكري كبير في اليمن مقرب من الحوثيين إن السعودية "فتحت اتصالا" مع مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين عبر طرف ثالث لكن لم يتم التوصل لاتفاق.
وأضاف المصدر أن هذا العرض تضمن وقفا جزئيا لإطلاق النار في مناطق محددة. وقال مصدران دبلوماسيان والمصدر المطلع أيضا إن وقف إطلاق النار الجزئي مطروح على الطاولة.
لكن مسؤولين من الحوثيين قالوا إن الاتفاق الجزئي غير مقبول. وقال وزير الإعلام في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دولياً) إن المطلوب هو الوقف الكامل للغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن ووضع حد لحصار الشعب اليمني.
وقال دبلوماسي أوروبي "يريد الأمير محمد بن سلمان الخروج من اليمن لذا علينا أن نجد سبيلا له للخروج مع حفظ ماء الوجه".
وقال دبلوماسي آخر إن موافقة السعودية على وقف الغارات الجوية سيعني فعليا نهاية الحرب لأن السعودية لا تملك قدرات كبيرة على الأرض.
وثمة مؤشرات أيضا على أن المجتمع الدولي يتحد لتشجيع الرياض على الحوار مع الحوثيين.
وتدخل الحرب في اليمن عامها الخامس، بين القوات الحكومية المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية من جهة، وبين المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى، وسط اتهامات واسعة للتحالف بحرف مسار المعركة وتنفيذ اجندة خاصة خدمة لأطماع قادته الأساسيين، وهما الإمارات والسعودية، قوضت الشرعية وأنشأت مليشيات مسلحة موالية لها على حساب الجيش واستعادة الدولة.
وأوقعت الحرب الدائرة في اليمن منذ بدء عمليات التحالف في 26 آذار/مارس 2015، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى بحسب منظمة الصحة العالمية وتسببت في انهيار اقتصادي تام، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية، وصناعة ما توصف بأنها أكبر أزمة انسانية في العالم.