تتصدر المراهقة السويدية غريتا تونبرغ لائحة المرشحين الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2019، في حين يستبعد آخرون تتويجها في ظل ترشيح رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد ومنظمات دولية مهمة.
وتنشط غريتا تونبرغ في مكافحة التغير المناخي، وسبق أن نالت جائزة منظمة العفو الدولية وجائزة "رايت لايفليهود" وتعتبرها مواقع المراهنات الإلكترونية الأوفر حظا حاليا.
وقالت تونبرغ في مقابلة تلفزيونية إن "هذا الأمر في حال حصوله سيؤمن للحراك اعترافا أكبر وقوة أصلب وشمولية أوسع".
وتمكنت هذه المراهقة من هز الرأي العام العالمي بشأن مسألة المناخ، وذلك من خلال "إضراب المدرسة" الذي بدأته أمام البرلمان السويدي وصولا لتجمعات يشارك فيها حاليا ملايين الشباب في العالم.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي لفتت الأنظار حين توجهت خاطبت قادة العالم المجتمعين في الأمم المتحدة: "كيف تجرؤون؟ لقد سرقتم أحلامي وطفولتي"، وذلك بعدما عبرت الأطلسي على متن مركب شراعي.
ويقول مدير المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم دان سميث إن غريتا تونبرغ "مرشحة جدية".
ويوضح أن "ما قامت به خلال السنة الماضية استثنائي، التغير المناخي مشكلة مرتبطة بشكل وثيق بالأمن والسلام".
لكن مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو هنريك أوردال يرى أن هذه النشاطات لا تكفي لحصولها على جائزة نوبل للسلام.
ويعزو ذلك إلى سببين: أولا أن الرابط بين الاحترار والنزاعات المسلحة غير مثبت بعد، وثانيا صغر سنها حيث إن الجائزة قد تتحول سريعا إلى عبء عليها.
ويضيف أن "الطريقة الوحيدة لكي يحصل هذا الأمر ستكون تقاسم الجائزة مع شخصية أخرى مثل ملالا الشابة الباكستانية التي نالت الجائزة في 2014 وهي في سن 17 عاما مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي، وهو ناشط في مجال حقوق الأطفال".
من جهته، يقول الخبير في جوائز نوبل المؤرخ آسل سفين "بالطبع، إنها نجمة دولية، تواجه انتقادات دونالد ترامب، وسلطت الأضواء أفضل من أي شخص آخر على مسألة التغير المناخي، لكن ما يلعب ضدها هو سنها البالغ 16 عاما"، مضيفا "سأكون متفاجئا جدا" إذا حصل ذلك.
مهندس المصالحة
ومن الأسماء المطروحة أيضا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وهو مهندس المصالحة مع إريتريا، كما لعب دورا أساسيا في تسوية الأزمة بين المعارضة والمجلس العسكري في السودان.
ويقول المختص في الشؤون الدولية البروفيسور بيتر إن "آبي يعتبر مرشحا جيدا لأن ولايته عززت السلام وحدت من السلطوية في البلاد والمنطقة".
وهناك أسماء أخرى يجري تداولها، مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ورئيسها فيليبو غراندي أو حتى منظمة "أس أو أس المتوسط"، ومنظمات غير حكومية، مثل "مراسلون بلا حدود" ولجنة حماية الصحفيين.
وبلغت الترشيحات لجائزة نوبل للسلام 301، لكن الأسماء لا تكشف.
وأشار مكتب "لادبروكس" للمراهنات إلى أسماء أخرى، مثل نجمة كرة القدم الأميركية ميغان رابينو وحتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب جهوده لتحسين العلاقات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وسيكشف اسم الفائز بعد غد الجمعة عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت العالمي في معهد نوبل بأوسلو.
وتبلغ قيمة الجائزة 830 ألف دولار إلى جانب ميدالية ذهبية ودبلوم، وفي السنة الماضية توج بها كل من الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والإيزيدية ناديا مراد تقديرا لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي.
المصدر : الفرنسية