AFP

الرياض تجري محادثات سرية مع الحوثيين.. وهناك اتفاق بفتح مطار صنعاء

ترجمة: أبوبكر الفقيه- يمن شباب

كشفت صحيفة بريطانية "أن المملكة العربية السعودية تجري محادثات مع المتمردين الحوثيين لأول مرة منذ أكثر من عامين" واعتبرت أن ذلك فيما يمثل مؤشراً على أن الرياض تريد أن تنهي تصعيد القتال في اليمن في أعقاب هجمات الشهر الماضي على منشآتها النفطية.
 
ونقلت صحيفة «Financial Times» عن أشخاص مطلعون على المحادثات "إن مفاوضات سرية وغير مباشرة بدأت بعد أن أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران في 20 سبتمبر أنهم سيوقفون هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على المملكة".

وادعى الحوثيون أنهم شنوا الضربات التي ضربت أكبر منشأة لمعالجة النفط في المملكة العربية السعودية وحقل خريص النفطي، مما أدى إلى وقف نصف إنتاج النفط مؤقتاً في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وهو ما يؤكد على ضعف البنية التحتية للطاقة لديها.
 
وقال دبلوماسي غربي إن الهجمات الصاروخية وبطائرات بدون طيار على منشآت النفط السعودية هي مفتاح التحول في موقف الرياض. وقال الدبلوماسي "لو لم تكن حرب اليمن موجودة، لما تمكنت إيران من صرف الانتباه عن مسؤوليتها عن الهجمات".
 
ووفق الصحيفة في تقريرها - الذي ترجمة "يمن شباب نت" – إن عامل آخر وراء تحول الرياض هو إضعاف تحالفها بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة، الحليف الرئيسي للمملكة العربية السعودية، في يوليو/ تموز عن أنها ستخفض وجود قواتها في اليمن، على حد قول أشخاص مطلعين على الأمر.
 
ونشرت الإمارات الآلاف من الجنود في اليمن ودربت القوات المحلية، مما جعلها الفاعل الأكثر أهمية في التحالف على الأرض.  في المقابل، تركزت القوات البرية السعودية في الغالب في المنطقة الحدودية للمملكة، بينما استخدمت الرياض قواتها الجوية لقصف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
 
وقالت الصحيفة "أن الصراع، الذي تحول إلى حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، قد وصل إلى طريق مسدود منذ سنوات حيث يصر خبراء على القول بأنه ما من حل عسكري للصراع".
 
وبعد أن قال الحوثيون إنهم سيوقفون الهجمات الصاروخية وطائرات بدون طيار على المملكة، وافقت الرياض على وقف غاراتها على أربع مدن يسيطرون عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء.  وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون ســراح حوالي 300 سجين، بينهم ثلاثة سعوديين.
 
وتعتبر هذه تدابير لبناء الثقة، في حين أن المناقشات جارية حول مبادرات أخرى، مثل رفع حصار التحالف على واردات الوقود إلى الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون عبر ميناء الحديدة، والسماح للمتمردين باستخدام مطار صنعاء. وفق الصحيفة.
 
وقد يبدأ ذلك بما يسمى بـ "الرحالات إنسانية" للسماح للمرضى والجرحى بالمغادرة لتلقي العلاج الطبي. وقال شخص أطلع على المحادثات هذا الأسبوع "إن التحالف وافق على أن تتمكن أربع ناقلات تنتظر الحديدة من دخول الميناء".

وقال شخص آخر "إن هناك مؤشرات إيجابية على رفع الحصار عن الوقود ولكن لم يتم الانتهاء من أي شيء". بحسب الصحيفة البريطانية.

وقال الدبلوماسي "ان ما يجري ما زال هش للغاية لكنني أعتقد أن كلا الجانبين له مصلحة في نجاحه". وأضاف "لم يحل السلام في اليمن بعد، لكننا ربما نتحدث عن نهاية القصف اليومي في جميع أنحاء البلاد وهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية، بينما ستحاول الأمم المتحدة المضي قدماً باتفاق سياسي".

وقد أثار الصراع ما تصفه الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث دفع أكثر من 10 ملايين شخص إلى حافة المجاعة.  كما قالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن جميع الأطراف ربما ارتكبت جرائم حرب وأن التحالف الذي تقوده السعودية قد أثار انتقادات دولية واسعة النطاق لقتله الآلاف من المدنيين في غارات القصف.

وقال عامل إغاثة إن الحصار المفروض على الوقود والذي كان ساري المفعول لعدة أسابيع، أدى إلى تفاقم الوضع لأنه تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما يعني أن "عشرات الآلاف من الأسر" لم تعد قادرة على تحمل تكاليف إطعام نفسها.

وأطلق الحوثيون العشرات من الصواريخ والطائرات بدون طيار على المملكة خلال النزاع وصعدوا من هجماتهم مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الصيف.  حيث تتهم واشنطن والرياض طهران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ المستخدمة لضرب المطارات السعودية والبنية التحتية النفطية ومحطات تحلية المياه.

لكن الخبراء يقولون إن حجم الهجوم على المنشآت النفطية السعودية ربما تسبب في إعادة التفكير في أوساط الحوثيين حول علاقاتهم بإيران وتداعياتها المحتملة.

وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، لشبكة سي بي إس نيوز الشهر الماضي "إننا منفتحون على جميع المبادرات لحل سياسي في اليمن". وقال "نحن نفعل هذا كل يوم، لكننا نحاول تحويل هذا النقاش إلى تطبيق فعلي على أرض الواقع" وأعتبر إعلان الحوثيين قبل بضعة أيام لوقف إطلاق النار، من جانبهم "خطوة إيجابية للدفع باتجاه حوار سياسي أكثر جدية وفاعلية".