حصلت "عربي21" على تفاصيل حصرية تكشف عن تماهي رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك مع الأجندة الإماراتية، وتثبيت التمرد الذي قاده الانفصاليون في مدينة عدن، جنوب اليمن.
وأكد مصدر قريب من الدائرة الضيقة للرئيس عبدربه منصور هادي لـ"عربي21"، شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، أن رئيس الوزراء معين عبد الملك أبدى تواطئا غير مسبوق مع الإمارات وذراعها المسماة "المجلس الانتقالي الجنوبي" في مدينة جدة، التي تحتضن جلسات حوار برعاية سعودية منذ نحو شهر.
وأضاف المصدر أن عبد الملك وافق على تلبية كل مطالب أبوظبي والانتقالي، لولا تدخل مسؤولين رفيعي المستوى أفشلوا الصفقة بينهما.
وقال المصدر إن من بين المسؤولين نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، ومستشار الرئيس اللواء رشاد العليمي.
وتابع المصدر: لم يوافق رئيس الوزراء على ما قدموه لتثبيت انقلاب عدن فحسب، بل وافق أيضا على إجراء تعديل حكومي يتم فيه إخراج واستبعاد نائبه ووزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، ومن تبقى من وزراء محسوبين على حزب الإصلاح.
وأشار إلى إن عبد الملك قدم قائمة بوزراء ممن يوالون الإمارات.
وكان انفصاليون مدعومون إماراتيا قادوا تمردا مسلحا ضد الحكومة المعترف بها في عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، في 10 أب/ أغسطس الماضي، وسيطروا على جميع المؤسسات والمقار الرسمية بعد 3 أيام من قتال شرس مع القوات الحكومية.
وحسب المصدر القريب من الدائرة المحيطة بهادي، فإن رئيس الوزراء يقود حربا خفية ضد الثلاثي "الميسري والجبواني وعبد العزيز جباري، نائب رئيس مجلس النواب"، المقيمين في العاصمة المصرية. لافتا إلى أنه بدأ في اتخاذ بعض الإجراءات؛ لإعاقة أي تحركات يقومون بها في داخل اليمن.
وذكر أنه حينما علم رئيس الوزراء اليمني أن وزيري الداخلية والنقل سيعودان إلى محافظتي شبوة وأبين عبر مطار مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، طلب من السعوديين إيقافهم.
وأعقب طلب الإيقاف تكليفه وفدا يضم عددا من الوزراء للقيام بزيارة محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، لقطع الطريق أمام عودة الميسري والجبواني، وإعاقة جهودهما التي تتم بتنسيق مع القيادة العليا للدولة، وفقا للمصدر.
وأوضح المصدر اليمني أن رئيس الحكومة يتزعم خطة تعطيل بناء الجيش الوطني والمعسكرات المتقدمة في محافظتي أبين وشبوة، التي يشرف عليها وزير الدفاع المتواجد في محافظة مأرب، وبالتنسيق ومشاركة مع الوزيرين الميسري والجبواني.
ونقل المصدر عن رئيس الوزراء قوله: "لا نريد جيشا، والحل السياسي على الأبواب، وهذه رغبة إماراتية".
وأوضح المصدر أن مواقف الرجل أثارت غضب الرئيس هادي، الذي خاطبه عقب تقديمه طلبا لإجراء تعديل وزاري قائلا: "إذا كان هناك تغيير أو تعديل وزاري فأنت أول المستبعدين".
وبين المصدر أن رئيس الوزراء ينشط حاليا في تخريب ترتيبات إعادة تقوية الشرعية في المحافظات الشرقية. مؤكدا أن الوفد الذي كلف للقيام بزيارة مرتقبة لبعض المناطق منها سيئون، ثاني أكبر مدن حضرموت، سيشمل كل الوجوه المتماهية مع أجندة أبوظبي.
وتولى معين عبدالملك رئاسة الحكومة قبل عام، خلفا لرئيسها أحمد بن دغر، الذي أقاله الرئيس اليمني في 15 من تشرين أول/ أكتوبر 2018، في قرار وصف بأنه جاء استجابة لرغبة سعودية إماراتية، عقب الأزمة الحادة التي تصدرها مع الأخيرة في سقطرى، في أيار/ مايو من العام ذاته.