مخدر الزومبا

يبحثون عن الكيف القاتل.. ما هو مخدر "الزومبا" الذي اجتاح الشباب بعدن

إبراهيم المجلي- المشاهد

أدمن العشريني باسم، على تعاطي “زومبا” (حبوب مخدرة تباع في أقراص)، رغم أنها تسبب للشخص الذي يتعاطاها، تشنجات عضلية وعصبية تبلغ حد فقدان الوعي، وتصيب جسم الشخص بحركات مشابهة لرقصة “الزومبا” المعروفة، ولهذا سميت هذه الحبوب بذلك الاسم، وفق ما يقول لـ”المشاهد”، مضيفاً أن أثر تلك الحبوب قد يصل إلى شل قدرة الشخص في السيطرة على جسده، والموت.
وتنتشر “الزوميا” بين شباب الأحياء الشعبية بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوبي اليمن)، وتصل إلى أبناء الأغنياء والمسؤولين، عبر عملية سرية معقدة.

البحث عن “الكيف”

باسم الذي كان يتعاطى “الشمة” (مسحوق يتكون من ورق التبغ ومواد أخرى) التي يتحفظ على الكشف عن مكوناتها مُلاك معامل إنتاج الشمة في اليمن، لكنه تركها وانتقل إلى تعاطي المخدرات التي بدت آثارها واضحة على ملامح جسده النحيل.
يشرد ذهن باسم أثناء حديثه، ثم يطلق زفرة في الفضاء المفتوح، قائلاً: “تطور الأمر عندي من الشمة والقات وتدخين السجائر، إلى تعاطي الحشيش الذي ينتشر في المدينة، ويباع بأسعار رخيصة، وبمقدور أي شاب الحصول عليه”.
جلسات تعاطي الحشيش الذي يباع في الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية في مدينة عدن، تطورت إلى تعاطي أقراص من المخدرات، ومنها “زومبا”، وبعض الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفات الأطباء، وذلك بحثاً عن “الكيف” الأفضل.


ويضيف باسم: “سوق المخدرات في عدن يتوسع، وكل فترة تنزل أنواع جديدة من المخدرات، ويتم عرضها علينا كزبائن من قبل البائعين”.
ولا يستطيع أصحاب “الكيف” أن يعيشوا مع الناس إلا لبعض الوقت، كما يقول، مضيفاً: “حياتنا ونشاطنا اليومي مرتبط مع المجموعات التي مثلنا، وأصدقاء مقربين جداً، حتى لو اضطررنا للذهاب إلى جلسة قات أو “عزومة”، نحاول أن نختصر الزيارة، وذلك تعطشاً لجلستنا الخاصة، فلا أستطيع أن أتعاطى أي نوع من المخدرات بين الناس، خوفاً من انكشاف الأمر”.

كادت ” لزومبا”، أن تقضي على حياة باسم ، كما يقول، : “فقدت الوعي، وتم إسعافي إلى أحد المشافي في المدينة، وبعد أن أفقت طلب الطبيب أن يجلس معي للحديث، وأخبرني بخطورة نوع المخدرات التي أتعاطاها، كونها تسبب تشنجات والتواء لأجزاء الجسم كالساق، إضافة إلى أن مفعولها يصيب الجهاز العصبي مباشرة، وقد تصيب المتعاطي بالشلل والموت”. 

جلسة مع “الزومبا”

يقوم باسم بأداء رقصة “الزومبا”، قبل أن يقول: “لكن “زومبا” عدن تختلف، فهي تجعلك ترقص بطريقة مختلفة”.
ويواصل الحديث: “أتصل للشخص الذي أشتري منه الكيف، فيبلغني أن الجديد وصل. حاولت أستفسر منه أيش من جديد. بشر؟ فكان جوابه تريد ترقص “زومبا”، فتوجهت إليه مع اثنين من الأصدقاء، فعرض علينا أقراصاً مخدرة تدخل أول مرة إلى مدينة عدن. أخذنا حاجتنا وذهبنا للتجربة”.
رتب باسم جلسة مع الأصدقاء لتجربة “الزومبا”، لكن عند تناولها، كادت أن تقضي على حياته، كما يقول، متابعاً: “فقدت الوعي، وتم إسعافي إلى أحد المشافي في المدينة، وبعد أن أفقت طلب الطبيب أن يجلس معي للحديث، وأخبرني بخطورة نوع المخدرات التي أتعاطاها، كونها تسبب تشنجات والتواء لأجزاء الجسم كالساق، إضافة إلى أن مفعولها يصيب الجهاز العصبي مباشرة، وقد تصيب المتعاطي بالشلل والموت”.
ويروي باسم تجربته مع “الزومبا”، قائلاً: “بسبب ضعف بنية جسدي، فقدت الوعي مباشرة بعد تعاطي “الزومبا”، وتشنج جسمي، ودفعت معدتي برغوة وقيء إلى فمي. ظن أصدقائي أنها اللحظات الأخيرة من حياتي، وليست جلسة كيف. فيما أصيب أصدقائي بتشنجات بالأيادي والأقدام فقط، ونجحوا في استخدام جرعة “الزومبا”، بسبب بنية أجسامهم القوية، وتمت رقصتهم بنجاح، فيما فشلت أنا، وكدت أفقد حياتي”.