تحدث رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال الإمارات ضابطا في قواتها، على خلفية كشفه قضايا فساد كبيرة داخل جيش بلاده.
وجاء اعتقال العقيد محمد سعيد الزعابي، بعد كشفه فسادا داخل المؤسسة العسكرية في بلاده، وهو الأمر الذي فعله والده وسجن أيضا للسبب نفسه، كما يؤكد ناشطون.
وسجل الضابط محمد مادة صوتية (قبل اعتقاله) كشف فيها عن أسباب اعتقال والده العقيد الدكتور سعيد الزعابي (رئيس سابق لدائرة الأشغال العامة بالجيش الإماراتي)، لافتا إلى أن التسجيل الصوتي سينشر في حال اعتقاله هو أيضا، وفقا لموقع "الإمارات71".
وبحسب التسجيل، فقد قال الزعابي إنه متوجه إلى "برزة قصر البحر"، في محاولة منه للقاء ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وكشف ما يحدث من فساد داخل الجيش الإماراتي، لكن تبين أنه اعتقل قبل ذلك.
وأضاف العقيد الذي لم يعرف مكانه حتى الآن: "أنا سأقوم بتسجيل هذه المعلومات، وفي حال تم اعتقالي أو تم إخفائي، سينتشر هذا المقطع المسجل مباشرة ليعرف الجميع سبب هذا الاعتقال".
ويشير في التسجيل إلى أن والده خدم في جيش بلاده 30 عاما، قبل أن يعتَقل بسبب تلفيق "تهم فساد".
وقال إن من يقفون وراء سجن والده، هم رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإماراتية الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، والعميد الركن حقوقي سالم الكعبي مدير القضاء العسكري المدعي العام العسكري.
ووصف الزعابي الشخصيتين بأنهما "فاسدون وظلمة، وقاموا باختلاسات كبيرة ونهب لأموال الدولة"، وسط لامبالاة من رئاسة الدولة بالإمارات.
وأضاف: "حاولت أن أصل إلى مجلس الوزراء والمجلس الوطني والديوان الرئاسي وولي العهد ومكتب حاكم دبي، وديوان الشارقة، حتى وصلت لوزارة الدفاع التي تم فيها إرهابي وإخافتي بسبب كشفي للفساد، ومحاولا إخراج والدي".
وقال إن والده قبل الإطاحة به من منصب رئيس دائرة الأشغال بالجيش الإماراتي، كشف عن وجود "اختلاسات كبيرة داخل الجيش، وتمكن من إعادة أموال كبيرة إلى خزينة الدولة".
وأضاف: "حتى المحكمة التي يقومون بمحاكمة والدي فيها، هو الذي قام بتخليص شغلها بوقت محدود، بعدما كانت متوقفة عن العمل ببنائها لمدة 5 سنوات".
وأشار إلى أن رئاسة هيئة الأركان كانت تقوم بأعمال وأشغال بمليارات الدراهم "دون عقود"، مؤكدا أن "المشاريع بدل ما تخلص في سنة تخلص في 10 سنين وبدل ما تخلص في مرحلة تخلص في 40 مرحلة، وعندما جاء والدي لإصلاح هذا الأمر، سجنوه واتهموه بالفساد".
ابن زايد ووالد الزعابي
وعن لقاء ولي عهد أبوظبي ووالده يقول الزعابي الابن: "التقى الشيخ بوالدي وسأله هل أنت سارق، ورد عليه: أنا ماني بسارق يا طويل العمر"، مضيفا أن ابن زايد قال له "خلاص روح عند عيالك عفونا عنك، لكن لما طلع من عنده سجنوا والدي، قبل أن يتم الإفراج عنه بعدما كفلناه".
وتحدث الضابط المعتقل عن أحوال المساجين، وقال: "يقومون بتخفيض الأموال المخصصة للاحتياجات للسجناء في وزارة الدفاع، ويجوعونهم ويهينون المساجين ويرهبونهم، والدي طلعت عظامه بالسجن مما يتعرض له".
وأضاف: "حتى إنهم أرهبوهم وأمروهم في أثناء لقائهم بالمحامين بعدم الحديث بأي شيء، ومن باب الترهيب أعطوهم 15 دقيقة فقط، ومن خلف الزجاج والحديث بالتلفون".
تهم
وكشف الزعابي الابن عن عدد من التهم الموجهة لوالده، والتي كان من بينها اتهامه بلقاء امرأة تعمل في سفارة "معادية"، وإعطائها "فلاش" به معلومات عن المشاريع التي تنفذها بلاده.
وأضاف أن والده اتهم أيضا بلقاء نساء وفتيات في أماكن مختلفة، مضيفا: "عندما لم يجدوا أي تهمة تدينه، اتهموه بشرفه، رغم أنه لا يوجد حتى دليل في ذلك، لكن فقط يريدون تشويه صورته أمام القيادة والشعب".
ومن بين التهم أيضا التي قال إنه على "أساسها اكتسبوا شرعية اعتقاله ومحاكمته"، أوضح نجله العقيد محمد الزعابي: "قالوا إنه وقف مناقصة للشيخ منصور بن زايد، وبالأساس المناقصة رست على شركة أخرى غير شركة الشيخ منصور، لأنها كانت طالبة 800 مليون درهم، بينما من رست عليها المناقصة طلبت فقط 500 مليون".
وأشار إلى أن والده حُكم عليه أيضا "بهتانا وظلما" بدفع 11 مليون درهم إماراتي، بسبب اتهامه باختلاس أموال من الدولة خلال توليه منصبه.