حذر المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين "يحيى اليناعي" من مواصلة جماعة الحوثيين تجريف القطاع التعليمي بشكل يعمل على "تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلم الطائفية وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال".
وأوضح اليناعي في حديث لـ"المصدر أونلاين" أن آخر خطوات العبث الحوثي بقطاع التعليم كانت قيام مليشياته بتعميم عدة ملازم "كتب" تحت مسمى "دليل الإذاعة المدرسية" تضمنت أربعة محاور: محور مواضيع ثقافية، محور المناسبات الوطنية، محور المناسبات الدينية، ومحور العدوان على اليمن وآثاره.
وفرض فقرة يومية في الإذاعة المدرسية تحت مسمى "من أقوال القيادة الحكيمة" يتم اختيارها من خطابات زعيم الجماعة عبدالملك وملازم شقيقه حسين الحوثي.
وتسيطر جماعة الحوثيين بالقوة على صنعاء ومساحة واسعة تضم محافظات وسط وشمال وغرب اليمن، والتي تضم الكتلة الأكبر من الكتلة السكانية في اليمن.
وقال اليناعي إن ملازم الدليل الإذاعي بمحاورها الأربعة تحوي أحاديث وأشعار وحكم وأناشيد وكلمات منتقاه لإلقائها في الإذاعة المدرسية تروج لأفكار الحوثي والثقافة المذهبية الإيرانية وتحرض على العنف والقتال والعنصرية والكراهية والتمييز السلالي. مؤكداً أن العديد من فقرات الدليل تتضمن قسم الولاية وما يسمى بالبيعة للحوثي وسلالته ووجوب اتباعهم وأحقيتهم بالحكم والسلطة.
وحسب المسؤول النقابي إن ما سمي ب "محور المناسبات الدينية" في الدليل الإذاعي تضمن كلمات وفقرات عن 9 مناسبات أولها عيد الغدير، ثم معركة كربلاء، وحياة زيد بن علي، ويحيى بن الحسين الذي قدم من شمال الجزيرة العربي واحتل صعدة وأجزاء من اليمن قبل ألف عام، ومولد الزهراء، وجمعة رجب، ومعركة بدر، وحياة القاسم بن محمد.
وأضاف اليناعي أن المناسبات التي أسموها ب"الوطنية " تضمنت ذكرى الصرخة، والذكرى السنوية لمصرع حسين الحوثي، والذكرى السنوية للشهيد، وذكرى الانقلاب على الدولة في 21 سبتمبر، مع ذكرى عاصفة الحزم!! تحت عنوان "ذكرى العدوان السعودي الأمريكي".
وأوضح اليناعي أن "جماعة الحوثي بعثت رسالة لفرض الدليل الإذاعي وتهديد مدراء المدارس في حال لم يلتزموا به، إذ ورد في الرسالة: مرسل لكم دليل الاذاعة ومحاورها للعمل بها خلال العام الدراسي فكل مدرسة تخرجها و تطبعها ويتم العمل والإلتزام بما ورد فيها وسوف يتم النزول الميداني لمتابعة التنفيذ".
وحصل "المصدر أونلاين" على نموذج للملازم التي عممتها الجماعة الحوثية كدليل للإذاعة المدرسية التي تكون أول وجبة تثقيفية يتلقاها الطلبة أثناء طابور الصباح، والتي تضمنت نموذجاً واحداً لتقديم فقرات الإذاعة يلزم الطلبة بأداء حكمة يومية من أقوال الصحابي علي بن أبي طالب على هذا النحو "وحتى يحصل الإنسان على المنال يجب أن يهتدي بأعلام الهدى ونبقى مع الحكمة من أقوال الإمام علي عليه السلام".
كما ورد في نموذج التقديم المفروض على جميع المدارس الواقعة تحت سيطرة الحوثي عبارة تردد يوما في الطابور المدرسي وهي "ومسك الختام مع أقوال قيادتنا الحكيمة يلقيها الطالب..." والتي تتضمن أٍول منسوبة لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وشقيقه حسين الذي قتل أثناء إخماد التمرد في صعدة عام 2003.
ويضم الدليل الإذاعي، الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه، نماذج لأناشيد وزوامل تحرض الطلبة على الإنضمام لمليشيات الحوثي والقتال معها في الجبهات ضد من تصفهم بالمنافقين (في إشارة للحكومة الشرعية ومناصريها)، كزامل "حيا بداعي الجهاد" للطف القحوم، وزامل "رجالي يا رجالي..إلى جبهات القتالي" وأنشودة "سر في جهادك شامخا" وأنشودة "أمتي أمتي اصرخي بالشعار" التي جرى نظمها على طريقة نشيد اليمن الوطني.
وتضمن الدليل الإذاعي فقرات تتهم من لا يؤمن بما يسمونها "الولاية"، (وهي فكرة تقرر الأ حقية الحصرية لسلالة النبي بالحكم) بموالاة اليهود والنصارى، حيث احتوت النماذج على فقرات عديدة على شاكلة "البديل عن الولاية التي قدمت يوم الغدير هو ولاية اليهود والنصارى".
وذهبت الملازم إلى تقديم خرافات تبعث على السخرية، كما في فقرة "هل تعلم" التي جاء فيها: "هل تعلم أن أول من احتفل بالولاية هو الرسول عليه الصلاة والسلام!!!".
وحذر المسؤول النقابي يحيى اليناعي من الاستمرار في توظيف التعليم ضمن المصالح الفئوية والسياسية والعسكرية "لأن آثار هذا التوظيف ستتجاوز الفرد إلى العمق الاجتماعي ويضرب بأخطاره أعمدة الإستقرار المجتمعي، ويؤسس للتناحر والصراعات الأهلية طويلة المدى".
وقال اليناعي إن حماية التعليم في اليمن تشكل اليوم ضرورة ملحة نظرا للمخاوف القائمة، ودعا إلى توفير حماية قانونية محلية وإقليمية ودولية توقف كل محاولات عسكرة التعليم وتطييفه وتردع أي مساعي لاستهداف مؤسساته.