ثورة لبنان

"ثورة لبنان" تثير اهتمام اليمنيين لمتابعة الاعتصامات ونسيان مآسي الحرب (شاهد)

“بعد متابعة اعتصامات لبنان، عرفت لماذا لم تنجح الثورة في اليمن؟”؛ بهذه الكلمات عبر وليد الحمادي عن إعجابه باحتجاجات لبنان التي يتمنى أن تحقق أهدافها.
يبحث اليمنيون عن وقائع يهربون إليها من واقعهم، ونسيان مرارة الحرب والأوضاع الاقتصادية المتردية، من خلال تحويل الأحداث أو الانتكاسات إلى طرائف ونكات، كما حدث عند اجتياح الحوثيين لصنعاء وبقية المحافظات، أو عند هروب قيادات الدولة عقب الانقلاب، وغيرها.

شريحة واسعة من المتابعين اليمنيين للأحداث، كرهوا السياسة، واكتووا بنار الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة، وصارت لهم مواقف معادية لها، لكن اعتصامات لبنان غيرت مواقفهم، وجعلتهم يتابعون الأحداث بشكل يومي. 


وهذه الأيام استطاعت بنات لبنان المشاركات في الاعتصامات، جذب انتباه الكثير من اليمنيين، وإخراجهم من مآسي الحرب إلى أحاديث صلابة المرأة اللبنانية، والعنفوان الثوري الذي برزت فيه بقوة.


شريحة واسعة من المتابعين اليمنيين للأحداث، كرهوا السياسة، واكتووا بنار الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة، وصارت لهم مواقف معادية لها، لكن اعتصامات لبنان غيرت مواقفهم، وجعلتهم يتابعون الأحداث بشكل يومي.
كما هو الحال مع هارون نصر، الذي يتابع باهتمام المظاهرات، ويشعر بالتعصب للمحتجين، ليس لأجل القضية التي تحملها وحدها، لكن تعاطفاً مع المشاركات في الإعتصامات والحياة التي بعثتها التظاهرات.
“لست مهتماً بما يرفعه المعتصمون من مطالب، لكن لا يمكن أن تكون هذه الوجوه الجميلة إلا على حق، ويجب على قيادات الدولة أن تتجاوب معها”؛ يقول نصر لـ”المشاهد”، مضيفاً أن “الأجواء الجميلة التي ترسمها الاعتصامات، تجعلك تتعاطف معها ولو كانت تطالب برحيل والدك”.
والمثير أكثر في المظاهرات اللبنانية، أنها أعادت الزخم الثوري للبلدان العربية، كونها موجهة ضد الطائفية والنخب المتحكمة بالمشهد السياسي والتقاسم لثروة ومقدرات شعب.

وبالقدر الذي يتابع فيه نصر، بإعجاب، المشهد اللبناني الذي بدا كحلم في هذا الواقع العربي المظلم، بالقدر نفسه يبدو معجباً بمشهد الجمال الذي سحر عقول المتابعين.

 


“إنها لبنان يا سادة”، يقول نصر، فما الغرابة أن تكون محطة أنظار العالم، ومشهداً أعاد للأذهان ثورات الربيع العربي التي بدأت تطل من تونس، والتي تكللت بحكم ديمقراطي بعيداً عن التقاسم المخل بالحياة السياسية.
يذهب محمد الجمالي، في اهتمامه بالإحداث، إلى أبعد من الاكتفاء بالمتابعة من على الشاشات، ويتمنى لو يستطيع أن يسافر لبنان، ليشارك في الاحتجاجات، ويعيش الأجواء الجميلة التي رسمها شبان وصبايا لبنان.
ويقول الجمالي لـ”المشاهد”: “لقد تعبنا من الحرب والمشاهد اليومية للدماء والجوعى والمتسولين، ونريد أن نرى الحسن ووجهاً آخر للحياة، ولهذا يهرب اليمنيون من مرارة واقعهم، ويحاولون فتح نوافذ للأمل والحياة”.
مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلت مع ما يدور في لبنان، وكتب الكثير من رواد المواقع منشورات تتحدث عن الاحتجاجات وانطباعات تركتها لديهم، وأبرزها حضور المرأة اللبنانية، وتفاعلها مع الأحداث.
وبالمقابل، واجه اهتمام المتابعين الذين شدتهم مشاركة المرأة لمتابعة الاحتجاجات، نقداً من آخرين اعتبروا أن التركيز على مشاركة النساء، والتغني بالثورة لأجل الجمال، يعد تسطيحاً للحركة الاحتجاجية والمطالب الحقوقية العادلة التي خرجوا إلى الشوارع بهدف تحقيقها.

ويقول عبدالرحمن بجاش، رئيس تحرير صحيفة “الثورة” الحكومية الأسبق، في منشور على صفحته في “فيسبوك”، إن المتابعة للاعتصامات لدى البعض تعد انعكاساً لـ”الحرمان” والكبت الذي نعيشه، حيث انشغلوا بجمال الصبايا، وليس بعقولهن وفعلهن ودورهن.
وتتفق معه انتصار الكثيري، التي كتبت على صفحتها في “فيسبوك”، أن اللبنانيات في ثورة حقيقية من أجل الكرامة، لكن البعض لا يرى إلا من زاوية ضيقة.