نساء ذمار تصنع حلويات

صناعة الحلويات… كيف اقتحمت نساء "ذمار" اليمنية سوق العمل (صور)

ضياء حسن- المشاهد

تسرب اليأس إلى قلب “أم غيداء” مراراً، بعد أن وجدت نفسها بلا راتب، وكم كبير من المتطلبات اليومية لأطفالها الـ5، ودفع إيجار المنزل الذي تعيش فيه معهم.
المعلمة في إحدى المدارس الثانوية بمدينة ذمار، رمت بكل السنوات التي قضتها في سلك التعليم، خلف ظهرها، وشقت لنفسها طريقاً جديداً، لا يتصل بمهنتها الأولى، كما تقول.
وأضافت لـ”المشاهد”: “الأشهر الأولى بدون رواتب، كانت مخيفة وصعبة للغاية. بعت جزءاً كبيراً من ذهبي، وباع زوجي مسدساً و”جنبية” ثمينة، لكي نستطيع توفير متطلبات العيش، لكن مع استمرار الوضع بدأت أفكر في حل ينتشلنا جميعاً من هذا الوضع.
وكان الحل بالنسبة لـ”أم غيداء” و3 من زميلاتها المعلمات، هو افتتاح معمل خاص بالحلويات، كي يتمكنَّ من مواجهة متطلبات الحياة، بعد أن باعت كل واحدة منهن ما تبقى لها من ذهب، وشراء الأدوات والاحتياجات التي يتطلبها المعمل.
وتقول أم غيداء: “بدأنا بـ3 “ترت” لعرسان من الجيران، ومن ثم انهالت علينا الطلبيات. وكل يوم كان العمل يتوسع أكثر، وبات الوضع المالي أفضل بكثير. نجاحنا دفع الكثير من المعلمات لإنشاء معامل للحلويات”.
وتشير الأرقام إلى وجود أكثر من 1000 فتاة تعمل في مجال صناعة الحلويات، في ذمار وحدها. ويتنوع عملهن في الإعداد والتجهيز والتسويق من خلال معامل منزلية أو محال تجارية، بحسب عفاف صلاح، وهي ناشطة مجتمعية.
وقالت صلاح لـ”المشاهد”: “كل العاملات في الحلوى من الموظفات وطالبات الجامعة، اللواتي دفعتهن الظروف المعيشية إلى هذه المهنة، والتفنن فيها، حتى صار لكل حي من أحياء مدينة ذمار، معمل خاص لصناعة الحلويات، أو امرأة على الأقل تصنع الحلويات وتبيعها”.


وتتشابه تجربة صاحبة معمل “هيبر للحلويات”، مع “أم غيداء”، لكنها تختلف في أنها وجدت مساندة من أهلها وزوجها وشقيقها.
وعن أنواع الحلويات التي تصنعها مع فريق عملها، قالت لـ”المشاهد”: “الحلويات بكل أنواعها؛ اليمنية والشامية، لكن الطلب دائماً يكون على “التورتة” التي يتطلبها الناس في المناسبات، مثل الزواج والخطوبة وأعياد الميلاد”.
وتتفاوت أسعار الحلويات و”الترت”، بحسب المكونات التي تصنع منها أو تضاف إليها، كما تقول. وتابعت: “يصل سعر التورتة الواحدة من المقاس الكبير، إلى نحو 50 ألف ريال، وهي الأجود والأفضل، وهناك “ترت” لمناسبات أعياد الميلاد للأطفال، يتفاوت سعرها بين 3 و5 آلاف ريال.
طورت المرأة الثلاثينية من أعمال معملها، وبدأت توزع الحلويات على المحال التجارية الكبيرة في مدينة ذمار، وتطمح أن توسع من قاعدة زبائنها حتى خارج محافظة ذمار.
لكن انعدام مادة الغاز، وارتفاع أسعاره في السوق السوداء، هو الهم الذي يؤرق العاملات في مجال صناعة الحلويات في ذمار.

ويصل ما تنفقه “أم غيداء”، شهرياً، في شراء أسطوانات الغاز من السوق السوداء، إلى 150 ألف ريال، إذ تشتري الأسطوانة الواحدة بـ8 آلاف ريال، كما تقول، مضيفة أن هذا الإنفاق يقلل من هامش الأرباح لهذه المهنة الجديدة.
وطالبت الجهات الرسمية والمنظمات المهتمة بالمرأة، بالالتفات إلى العاملات في صناعة الحلويات المنزلية، ودعم مشاريعهن الصغيرة.