قال الصحفي والباحث السياسي اليمني علي العبسي إن سعي المملكة العربية السعودية لعقد اتفاق بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الهدف منه هو توحيد الصف الحكومي الشرعي الذي تدعمه، كما تريد أن تكون الشرعية طرفا واحدا في المفاوضات مع الحوثيين، والرياض وضعت المجلس الانتقالي ضامنا لها في أي اتفاق قادم بين الحكومة الشرعية والحوثيين.
وأضاف في تصريحات في برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة أن الحكومة السعودية لا تثق تمام الثقة في الحكومة اليمنية، ولا النتائج التي ستنتج عن المفاوضات مع الحوثيين.
وحول الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي شكك العبسي في إمكانية تطبيقه على أرض الواقع، واصفا الاتفاق "بالمفخخ"، وأن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة مجددا بين الحكومة والمجلس الانتقالي، خاصة أن قادة المجلس الانتقالي كانوا ضمن الحكومة الشرعية ووقفوا ضدها.
كما استعبد خروج السعودية من اليمن حتى بعد انتهاء الحرب، لأن اليمن بالنسبة لها أمن قومي، كما أن الحوثي اليوم يسيطر على أهم المدن الرئيسية في اليمن، مؤكدا أن السعودية تبحث عن أي حل سياسي في اليمن بعد فشلها في الحسم العسكري، لكنها تريد تصوير الحل السياسي على أنه يمني يمني، والسعودية لن تغادر اليمن لأنها الضامن لحفظ أي اتفاق.
إقرار بالفشل
من جهته، قال المحلل السياسي الأردني عمر عياصرة إن ما جرى في الرياض من مفاوضات شرعن الانقلاب الإماراتي عبر المجلس الانتقالي في جنوب اليمن قبل أشهر، مضيفا أن الحكومة الجديدة التي سيعلن عنها ستشمل ذراعا إماراتية وانفصاليا، ومن الواضح أن هناك ضغوطا كبيرة مورست على الشرعية من قبل الرياض، وقد تم فرض هذا الاتفاق عليها.
وأضاف أن فحوى هذا الاتفاق أن السعودية تريد عنوانا واحدا للحكومة الشرعية للتفاوض مع الحوثيين، كما أنها لم تستطع إيقاف العبث الإماراتي، ولا تريد في الوقت ذاته أن يتم أي حوار من أي طرف يمني مع الحوثيين بعيدا عنها، مؤكدا أن الرياض تفكر في الخروج من اليمن بأقل تكلفة ممكنة.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن الأمور في اليمن في خواتيمها، وأن المملكة تريد الخروج من هذا المستقنع، ولم يستبعد أن تجري مفاوضات مع الحوثيين، كما أنها لن تسمح بخروج أي اتفاق بين الأطراف اليمنية لا يرضيها، معتبرا أي حوار مع الحوثي استسلام منها ببقاء عنصر مهدد في حدها الجنوبي.
ونوه عياصرة إلى أن الحوار مع الحوثيين يعني إقرارا سعوديا بالفشل في اليمن، وقد يؤدي إلى ظهور لبنان جديد في اليمن مع نسخة جديدة من حزب الله.