تواصل إيران حروبها في عدة بلدان عربية بأشكال متعددة لتكريس عملية احتلالها ونفوذها، في حين تستمر الشعوب العربية في العراق ولبنان واليمن وسوريا مقاومة هذا العدوان والتحرر من الاحتلال الإيراني المُقنّع بميليشيات تابعة لها.
اليوم الثلاثاء ضربت ميليشيات طهران في أكثر من بلد عربي، ففي اليمن استهدف صاروخ أطلقته مليشيات الحوثي مقر وزارة الدفاع في مارب ما أدى إلى مقتل جنديين، كما تواصل حربها على اليمنيين في أكثر من محافظة يمنية.
وفي لبنان الذي تدخل احتجاجات شعبه اليوم الـ13، قامت ميليشيات حزب الله وحركة أمل بمهاجمة المتظاهرين في وسط العاصمة بيروت وأشعلت النيران في خيامهم.
وحسب وسائل إعلامية لبنانية فقد أصيب 11 لبنانياً جراء هذه الاعتداءات.
وتستمر لليوم الثالث عشر على التوالي الاحتجاجات الشعبية في لبنان للمطالبة بإسقاط النظام الذي يتحكم فيه حزب الله الذي يتفاخر بأنه تابع للنظام الإيراني.
واقتحمت ميليشيات طهران ساحة الشهداء وسط بيروت، وعمدوا إلى هدم الخيام التي وضعها المعتصمون منذ بدء الاحتجاجات وقاموا بإحراق بعضها، في حين حاولت قوات الأمن التدخل لمنعهم من الوصول إلى ساحة الشهداء دون جدوى.
وبدأت الاحتجاجات في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري رفضا لمشروع حكومي لزيادة الضرائب على المواطنين في موازنة 2020، قبل أن يرفع المتظاهرون سقف مطالبهم إلى استعادة الأموال المنهوبة، ومكافحة الفساد المستشري ومحاسبة المفسدين، حتى وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام الحاكم.
وقد قدم رئيس الوزراء اللبناني استقالته اليوم الثلاثاء، ولا يزال المتظاهرون يطالبون باستقالة الرئيس عون الذي نصبه حزب الله.
وفي السياق يخوض العراقيون منذ أسابيع معركتهم ضد الحكومة الخاضعة لطهران، وسقط خلال الاحتجاجات الشعبية العراقية مئات القتلى وآلاف الجرحى برصاص ميلشيات تابعة لإيران.
واللافت في مظاهرات العراق أنها جمعت كل أطياف وطوائف الشعب العراقي بما فيهم الشيعة الذين كانت طهران تعتقد أنهم أصبحوا تحت سيطرتها.
وشهدت مدينة كربلاء ليلة عنيفة سقط فيها عشرات الضحايا، فيما تحدى المتظاهرون حظر التجول الليلي الذي فرضته السلطات في بغداد، كما يواصلون الاحتشاد منذ ساعات الصباح بعد يوم احتجاجي شهد توافد آلاف الطلاب إلى شوارع مدن عدة في العراق، في إطار التظاهرات المتواصلة في البلاد، غير آبهين بتحذيرات السلطات.
وقالت مصادر طبية وأمنية لرويترز اليوم الثلاثاء إن 14 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 865 أثناء الليل جراء فض الشرطة العراقية مظاهرات في كربلاء الليلة الماضية، فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر أمنية تأكيدها سقوط 18 قتيلا.
واكتسبت الحركة الاحتجاجية المطالبة بـ"إسقاط النظام" زخما الاثنين، مع مشاركة آلاف الطلاب في المظاهرات ببغداد ومدن جنوبية عدة.
والتحقت بالاحتجاجات نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المحامين التي أعلنت إضرابا لمدة أسبوع، ونقابة المهندسين، وذلك رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول الى أماكن الاعتصام والتظاهر خصوصا في الجنوب.
وشهدت مدن مختلفة مظاهرات طلابية حاشدة، بينها الكوت والديوانية والناصرية والحلة والعمارة وميسان والبصرة، تمتد وسط وجنوب البلاد.
وللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك المطلبي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، انضم الاثنين طلاب من مدينة بعقوبة -كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرق بغداد- إلى الاحتجاجات التي تجمهرت عند مبنى مجلس المحافظة الذي استقال اثنان من أعضائه تضامنا مع المحتجين.
ومنذ بداية الحراك الشعبي في الأول من أكتوبر/تشرين الأول احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، قتل 250 شخصا وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح، عدد كبير منهم بالرصاص.
وصوّت البرلمان العراقي في وقت سابق أمس على تشكيل لجنة برلمانية لتعديل الدستور، إضافة إلى وقف امتيازات كبار المسؤولين.
من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن تشريع قانون جديد للانتخابات في العراق بدل القانون الحالي يمثل مرتكزا أساسيا للإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد.
ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس الاثنين إلى إجراء انتخابات مبكرة، بعد إعلان حظر التجول في العاصمة بغداد. ويدعم الصدر أكبر كتلة برلمانية، وساعد حكومة عادل عبد المهدي الائتلافية الهشة على الوصول إلى السلطة.