قصر سيئون

حضرموت واتفاق الرياض.. الجغرافيا الوازنة وخزانات النفط خارج المعادلة

قبيل توقيع اتفاق الرياض المزمع تعميده بحفل رسمي خلال الساعات القادمة بين الحكومة الشرعية اليمنية ومايسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي طفت على السطح أصوات حضرمية مستاءة.

بيانات من عدة شخصيات ومكونات قبلية وسياسية أظهرت في مجملها عدم رضا عن مخرجات الحوار الذي أفضى لاتفاق مع المجلس الانتقالي بوساطة سعودية.

تمثل حضرموت أهمية كبرى لجميع الأطراف حيث تعتبر الرافد الرئيس لخزينة الدولة منذ سنوات نظراً لكونها أكثر المحافظات النفطية إنتاجاً والتي تغطي حوالي 70 % من ميزانية الدولة.

أثارت تلك البيانات تساؤلات في الشارع الحضرمي عن موقع حضرموت من اتفاق الرياض ومخاوف من تهميشها كون تلك البيانات أعطت مؤشرات عن اعتراض وعدم رضا من الجهات التي أصدرتها.

منذ أكثر من شهر، يزور محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني السعودية بعد رحلة علاجية حيث التقى الرئيس هادي ونائبه ورئيس الوزراء وعدداً من السفراء الأجانب.

 

*بيانات ساخطة

المهندس محسن باصرة نائب رئيس مجلس النواب، المنتمي لمحافظة حضرموت دعا المكونات الحضرمية بجميع أطيافها إلى استغلال الفرص المتاحة لتحقيق مطالب حضرموت.

ودعا باصرة، أمس الأول، في تصريح أدلى به للمصدر أونلاين، الحضارم لتفعيل مؤتمرهم الجامع وطالبهم أن يتنازلوا لبعضم ويرفعوا صوتهم لينتزعوا حقوقهم محذراً من فوات الفرص التي لا تتكرر إلا بالأزمات أو الحروب أو عند إنشاء الدول، على حد قوله.

وقال المهندس باصرة إن الحضارم عقلاء يستطيعون أن يحددوا خيارهم السياسي الذي يلبي طموحات أهلهم وينتزع حقوقهم المسلوبة.

وأضاف باصرة أن حضرموت سئمت الوصاية والتحدث باسمها والضم والإلحاق منذ 1967م و1990م و1994م2019م.

من جهتها مرجعية قبائل وادي وصحراء حضرموت،في بيان لها، طالبت الرئيس هادي بضرورة إشراكها في أي اتفاقات أو مشاورات.

جاء ذلك في رسالتين للمرجعية، وصل المصدر أونلاين نسخة منها، بعثتها للرئيس عبد ربه منصور هادي، وأخرى إلى نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.

وأشارت في الرسالتين إلى أن أي ترتبيات أو مشاورات يجب أن تكون المرجعية جزءً منها وشريكاً فاعلاً فيها، مؤكدة أنه لا يوجد مكون يمثل الجميع خاصة حضرموت وبالتحديد الوادي والصحراء بمساحته الكبيرة التي تتصل بحدود مباشرة مع السعودية.

ولفتت إلى أن أي مخرجات لمشاورات جدة لن تؤدي إلى حلول ناجعة يمكن تطبيقها على أرض الواقع طالما وهناك أطراف فاعلة مغيبة عنها.

كما رفع رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ/ عمرو بن حبريش قبل يومين، رسالة إلى الرئيس هادي، أكد فيها بأنَّ أي ترتيبات تخص القضايا الوطنية وخاصة الجنوبية، والتي حضرموت تعتبر أحد ركائزها لا يشارك فيها مؤتمر حضرموت الجامع الذي يمثّل في مخرجاته التوافق الحضرمي، فإنها لا تعنيهم ولا تمثلهم وسيكون لهم موقف منها.

وقبل أن يصل بنفسه إلى الرياض لحضور مراسم توقيع الإتفاق، قال بن حبريش في رسالته إن مؤتمر حضرموت الجامع أوفد ممثلين عنه للمشاركة والاطلاع عن قرب على ما تمخضت عنه الحوارات الجارية برعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لما من شأنه تمثيل مؤتمر حضرموت الجامع، وفقاً لمخرجاته.

 

 

*البعد عن معركة الميدان أضعف حضرموت

السياسي الحضرمي محمد بالطيف قال للمصدر أونلاين إن حضرموت ليست طرفاً أساسياً في الصراع الذي تبحثه اتفاقية جدة كون حضرموت بقيت بعيدة عن هذا الصراع.

وأضاف أن حضرموت كان لها بعض التأثير في إضعاف موقف الانتقالي الذي كان يتمنى أن يظهر في صورة الممثل الحقيقي للجنوب عموماً بما فيه حضرموت إلا أن الطرف الوسيط (السعودية) تدرك حجم الانتقالي وضعف تأثيره على حضرموت خصوصاً .

وأرجع بالطيف التحرك من قبل بعض الأطراف الحضرمية من خلال إصدار بيانات خصوصاً من الجامع ومرجعية الوادي لتأكيد استقلالية حضرموت عن الشأن الجنوبي وعدم تمثيل الإنتقالي لها.

المحلل السياسي أحمد سليمان قال للمصدر أونلاين إن سلمية حضرموت حسبت نقطة ضعف سابقاً حيث همشت المحافظة وصودر قرارها السياسي لأنها لم تستطع ان تفرض وجودها وتحفظ مصالحها بقوة السلاح.

وأضاف في حديثه للمصدر أونلاين أن حضرموت ظلت الحاضر الغايب في أي تشكيل سياسي في السلطة فكوادرها في السلطة كانت بلا صلاحيات، لأن قوة السلاح كانت الوسيلة الوحيدة لفرض المصالح.

غير أن سليمان استدرك بقوله إن السلاح لم يعد الوسيلة الأكثر فاعلية لتحقيق المصالح، حيث وجدت حضرموت نفسها في معركة من نوع جديد عليها أن تخوضها للحصول على حقوقها.

 

 

*خيارات بديلة

يرى بالطيف أن النخب والمكونات الحضرمية مطالبة أن تصعد خلال الأيام القادمة من مطالبها التي تؤكد خصوصية حضرموت في أية تسوية قادمة حال لم تلبى مطالب حضرموت.

وأكد بالطيف أن حضرموت حتماً ستجد تجاوباً خصوصاً أن السعودية هي من ترعى هذه التسوية وهي أقرب من غيرها للفهم والتعاطف مع الحالة الحضرمية.

أما المحلل سليمان فيرى أن حضرموت يجب أن تلجأ لمكمن الثروة وتفرض شروطها من خلاله كما نجحت الشهر الماضي في الحصول على بعض مطالبها.

وأضاف أنه إذا كان فصيل ما يريد فرض واقعاً محدداً ويرفض الاعتراف بمرجعية مخرجات الحوار فإنه بإمكان الحضارم وباسلوب حضاري فرض واقع مغاير يوكد على ما جاءت به المخرجات التي تسمح بالتحكم بتصدير النفط.