الانتقالي الجنوبي

رغم إعلان انسحابها من اليمن.. الإمارت تلوح بالتدخل العسكري في "أحور" بأبين!

محمد جلال- المشاهد

بعد سيطرة القوات الحكومية على مركز مدينة أحور شرق محافظة أبين، صباح أمس الخميس، عادت وانسحبت، لتدخلها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، دون قتال.
الانسحاب أتى بعد تلقي القوات المتمركزة في مركز المدينة، أوامر عليا، مصاحباً لتعزيزات من قوات “الانتقالي” التي أسهمت في إعادة السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة الخُبر.
وهدد المسؤول الإماراتي خلفان الكعبي، في صفحته على “تويتر”، باستهداف القوات الحكومية ما لم تنسحب، ووصفها بـ”قوات مأرب”، في إشارة إلى أنها دخيلة على الجنوب. والكعبي هو مستشار لمحمد بن زايد، ولي عهد الإمارات. وهو المشرف على الملف اليمني.
ويبدو أن الإمارات كانت ستشن هجوماً على القوات الحكومية المتواجدة في مدينة أحور، فرغم إعلانها الانسحاب نهائياً من عدن، أكدت أن مشاركتها في مكافحة الإرهاب ستستمر في اليمن. ومكافحة الإرهاب، أيضاً، ذريعة للتواجد ودعم الفصائل المدعومة منها، أي المجلس الانتقالي الجنوبي.
مع هذا، لم تسحب الإمارات جميع قواتها من اليمن، كما أعلنت، إنما احتفظت بتواجد لها، وتحديداً في المكلا (حضرموت) ومنشأة بلحاف (شبوة)، وهناك تواجد عسكري إماراتي في ميناء المخا (تعز)، من خلال مركز لقيادة العمليات القتالية في الساحل الغربي.
كما أعادت نشر القوات المدعومة منها، والتشكيلات العسكرية التي تقاتل في الساحل الغربي. إذ سحبت ألوية العمالقة الجنوبية نحو عدن، لتدعيم قوات المجلس الانتقالي، في حال نشوب مواجهات. وسلمت الساحل بالكامل لقوات يقودها طارق صالح، ابن شقيق الرئيس السابق علي صالح.
وهو ما يؤكد بقاءها في اليمن، بصورة معينة، وعدم التخلي عن حضورها لإسناد الفصائل المدعومة منها، أي قوات طارق صالح، والمجلس الانتقالي الذي يدعو للانفصال.
ولا تفصل الإمارات، في خطابها العام، بين مكافحة الإرهاب، ومواجهة القوات الحكومية، إذ تصفها بأنها قوات تتبع حزب الإصلاح، وهو النسخة اليمنية من الإخوان المسلمين، والذي تصنفه أبوظبي ضمن الجماعات الإرهابية.
ولم تتضح ملامح دخول القوات الحكومية إلى مركز مدينة أحور، والذي يهدف إلى تأمين منطقة شبوة، أكثر من كونه رغبة في التقدم نحو زنجبار. لكن هل أقدمت القوات العسكرية المتواجدة هناك في عمليتها من أجل اختبار رد الفعل المقابل، أو أنه تم جرهم إلى ذلك؟
وكانت قوات الحكومة الشرعية قالت إن الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي، هو الذي بدأ الهجوم. ونفت قيادات تابعة للمجلس الانتقالي، ذلك، متهمة القوات الحكومية بالهجمات.
واندلعت الاشتباكات، صباح أمس الخميس، لتسيطر القوات الحكومية على مركز مدينة أحور، في عملية لم تستغرق كثيراً. لتعلن القوات التابعة للمجلس الانتقالي نفيرها. وأتت العملية في وقت يترقب الجميع إعلان التوقيع على اتفاقية الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي، والذي كان يُزمع الإعلان عنه رسمياً أمس الخميس.
وتأجل التوقيع، مع تصعيد آخر ضد الحكومة، في جزيرة سقطرى، بعد دفع مناصرين لـ”الانتقالي” إلى الاعتصام أمام مركز مدينة حديبو.
لكن سيطرة القوات الحكومية على مدينة أحور، تثير من جديد القدرة القتالية للقوات التابعة للمجلس الانتقالي في الدفاع عن مناطق سيطرتها دون تدخل مباشر من الطيران الإماراتي. وهو ما جرى في المواجهات السابقة، حين صدت القوات الحكومية مقاتلي “الانتقالي” من محيط مدينة عتق في شبوة، وخلال يومين أصبحت تحاصرها في مدخل “العلم” بالقرب من مدينة عدن.
وتدخل سلاح الجو الإماراتي في ضربة موجهة للقوات الحكومية، وتسببت في مقتل وجرح المئات من الجنود اليمنيين. ولم تنفِ أبوظبي اعتداءها على قوات الجيش اليمني، بل أعلنت عن قيامها بمهاجمة مقاتلين إرهابيين. وهو ما أكدته بعد إعلان انسحابها، من أن مشاركتها في الحرب ضد الإرهاب في اليمن، ستستمر.
وتعرضت الإمارات لاتهامات غربية بتجنيد مقاتلين انخرطوا في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي، بل إن مسؤولاً عسكرياً إماراتياً لم ينكر الأمر، وأكد أنها ضمن تصورهم لاستقطاب الشباب خارج التنظيمات الإرهابية. وكثير ممن اعتبرتهم الإمارات مسلحين سابقين في “القاعدة”، يقاتلون في الساحل الغربي، ومع عودة ألوية العمالقة سيعودون إلى عدن. وواقع الحال أن الإمارات سحبت قواتها من المدينة، وسلمتها لقوات سعودية، في خطوة لدفع عملية السلام بين الحكومة والمجلس الانتقالي. لكن ماذا عن مقاتلي “القاعدة” العائدين من الساحل الغربي، أو الذين كانوا مع “القاعدة”؟ وعندما أعلنت الإمارات انسحابها قبل أشهر، ثم أصبح إعادة انتشار لبعض القوات، انتهى الأمر بأحداث عدن التي أدت إلى انقلاب على الحكومة اليمنية، وسيطرة المجلس الانتقالي على المدينة، وهو ما يدور اليوم. ماذا سيحدث بعد الإعلان عن الانسحاب النهائي، ثم الإبقاء على قدم، تحت ذريعة محاربة الإرهاب؟ وفي الوقت نفسه تكييف الإرهاب على المقاس الإماراتي!
وفي الصورة أفق مسدود تثيره نزاعات وتدخلات عسكرية ضد الحكومة، ودعم مليشيات انفصالية، هذا ما أصبح عليه الدور الإماراتي، وفي المقابل دور سعودي غامض. فهناك اتفاقية مازالت في انتظار الاحتفال بمراسم توقيعها، وعهود غير مأمونة. وهذه المرة لوحت الإمارات أيضاً باستخدام طيرانها ضد الجيش.