عبد المجيد باخريصة- المشاهد
بطائرة خاصة، نقلت السعودية قيادات محافظة حضرموت (شرق اليمن) السياسية والقبلية، لحضور مراسيم توقيع اتفاق الرياض المزمع إقامتها الثلاثاء القادم.
ونقلت طائرة خاصة، نهاية الأسبوع الماضي، في رحلتين منفصلتين، وكيل أول محافظة حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع، عمرو بن حبريش، وكذا وكيل وادي وصحراء حضرموت عصام الكثيري، والشيخ عبدالله صالح الكثيري، رئيس مرجعية قبائل وادي حضرموت، وعدداً آخر من شيوخ القبائل.
ووصل محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني، إلى السعودية، قبل أسابيع، عقب تلقيه العلاج بألمانيا، حيث عقد في الرياض لقاءات مع كبار مسؤولي الدولة وعدد من سفراء الدول الغربية.
وأثار إعلان مغادرة تلك الشخصيات إلى الرياض لحضور مراسيم التوقيع، تساؤلات كثيرة في الشارع الحضرمي، عن التغير المفاجئ الذي طرأ على موقفهم من الاتفاق.
تلك المغادرة للوفود الرسمية والقبلية من حضرموت إلى السعودية، جاءت عقب بيانات غلب عليها عدم الرضا عن استثناء حضرموت من هذه المشاورات.
هدد بن حبريش، باتخاذ موقف من اتفاق الرياض، حال تم تهميش حضرموت، مشدداً على أن أي اتفاق لا يتم إشراكهم فيه، لا يعنيهم.
وأصدر مؤتمر حضرموت الجامع ومرجعية قبائل وادي حضرموت، بيانات، طالبت فيها الرئيس هادي والسعودية بضرورة إشراكها في مشاورات اتفاق الرياض.
وهدد بن حبريش، باتخاذ موقف من اتفاق الرياض، حال تم تهميش حضرموت، مشدداً على أن أي اتفاق لا يتم إشراكهم فيه، لا يعنيهم.
كما دعت مرجعية قبائل وادي وصحراء حضرموت المحاذي للسعودية، الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إلى ضرورة إشراكها في المشاورات.
وأشارت المرجعية، في بيانها، إلى أن حصر تمثيل الجنوب في مكون المجلس الانتقالي، غير صحيح، مطالبة بضرورة إشراكها كمكون مؤثر في محافظة حضرموت.
وتمثل حضرموت أهمية لجميع الأطراف، كونها تعتبر المحافظة الأكبر من حيث المساحة من بين المحافظات اليمنية، إضافة وأغناها ثروة طبيعية، حيث يمثل إنتاجها النفطي رافداً لميزانية الدولة بنسبة 70%.
وبقيت حضرموت بعيدة عن الصراع الدائر بين الحكومة من جهة، والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم إماراتياً، من جهة أخرى، والذي نتج عنه سيطرة “الانتقالي” على العاصمة المؤقتة عدن.
وأعلنت قيادة محافظة حضرموت، خلال تمرد عدن، التزامها سياسة النأي بالنفس عن الصراع الدائر، والتمسك بالشرعية اليمنية المعترف بها دولياً.
ضيوف شرف أم شركاء؟
تساؤلات عدة أثارها ناشطون حضارم، عن مدى حصول حضرموت على نصيبها من المستقبل السياسي الجديد الذي كشفت عنه تسريبات مسودة اتفاق الرياض، خصوصاً مع عدم مشاركة حضرموت في المشاورات.
وقال المحلل السياسي حسن باراس لـ”المشاهد” إن اتفاق الرياض لايزال غامضاً من حيث شموله كافة المناطق الجنوبية، أم فقط مناطق الصراع بين الشرعية والمجلس الانتقالي، كعدن وأبين.
واعتبر باراس التحركات الحضرمية المنددة بعدم إشراك حضرموت في الاتفاق، مجرد رد فعل متأخر، غير أنه استدرك بالقول: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي.
وأضاف: “كان الأجدر بالحراك المجتمعي الذي تبناه المحافظ من أجل انتزاع حقوق حضرموت المالية، أن يتضمن شقاً سياسياً يطرح حقوق حضرموت السياسية والتمثيل السياسي العادل بما يتناسب مع حضرموت تاريخياً”.
ويعتقد باراس أن غياب الوعي لدى النخب وتنازعها واختراق مؤسسات حضرموت السياسية من قبل البعض الذي يرى من مصلحته أن تبقى حضرموت مرتهنة للبعض، عطل عمل مؤسسات مؤتمر حضرموت الجامع والسلطة المحلية في المحافظة.
ويرى أن الحل الآني الذي يجب أن تفعله المكونات الحضرمية لفرض مطالبها السياسية، العمل على تصعيد الموقف الرسمي في اتجاه الحكومة والتحالف بمساندة شعبية، والتقدم بمطالب تتضمن المشاركة الفاعلة في السلطة والثروة.
ترقب للمآلات
الناشط محمد جابر يرى أن اتفاق الرياض قنبلة موقوتة، كونها لا تستند على مرجعيات ولا آلية تنفيذية، ما يجعله هزيلاً.
ويرى جابر، في حديثه لـ”المشاهد”، أنه لو بقي عمرو بن حبريش، وكيل أول حضرموت، على موقفه، وكذا مرجعية الوادي والصحراء، لكان أنفع لحضرموت، وبالإمكان تحقيق مكاسب أكثر، كما يقول.
وعن مكاسب حضرموت من الاتفاق، قال إنه لن يحصل أي أحد من الذين سيوقعون عليه، على مكاسب. فما بال من حضر شرفياً، في إشارة لوفد حضرموت.
وأمس، عقد في الرياض لقاء لقيادات حضرمية بارزة وشخصيات سياسية في الحكومة وقيادات مكونات مجتمعية وسياسية ومشائخ ووجهاء من أبناء حضرموت.
وجدد الحاضرون تأكيدهم على التمسك بإقليم حضرموت كأمر مفروغ منه، وبكل صلاحياته.
ورحبوا بالدعوة الموجهة من المملكة العربية السعودية لحضور حفل توقيع اتفاق الرياض للمكونات الحضرمية، مع التمسك بمضامين الرسائل التي وجهت للرئيس هادي ونائب وزير الدفاع السعودي.
ومن أبرز الحاضرين: مستشار رئيس الجمهورية أحمد بن دغر، وحيدر أبو بكر العطاس، ومحسن باصرة، نائب رئيس مجلس النواب، وسالم الخنبشي، نائب رئيس الوزراء، ومحافظ ووكيل أول حضرموت، ووكيل المحافظة بمديريات وادي حضرموت، ورئيس مرجعية قبائل وادي حضرموت، وعدد من الوزراء والمسؤولين.