خريطة

اليمن الغائب الوحيد.. المنطقة تتحضر لميلاد نظام إقليمي جديد، والبحر الأحمر غدا حلبة للصراع الدولي

قالت دراسة تحليلية حديثة، إن البحر الأحمر غدا حلبةً للتنافس الجيوسياسي، بين الدول الخليجية والقرن الأفريقي، مع انخراط قوى عالمية كالاتحاد الأوروبي وأمريكا والصين.

وأضافت الدراسة الصادرة عن "مركز بروكنجز الدوحة" أن "تقاطر الأصدقاء والأعداء في هذا الجوار الذي يزداد ازدحاماً مع اكتساب البحر الأحمر وجواره أهمّية استراتيجية أكبر" يزيد فرص التعاون كما يزيد من المخاطر في المنطقة.

وأوضحت الدراسة التي أعدها "زاك فيرتين" أن الدول الساحلية المطلّة على البحر الأحمر، بما فيها اليمن، تعتبر النقطة الثابتة في الحوار.

وأشارت الدراسة، التي اطلع "المصدر أونلاين" على مضمونها، إلى تنافس إقليمي محموم لكسب النفوذ وقدرة الوصول والسيطرة على ضفتي البحر الأحمر وخليج عدن، لكن "ما من مهيمن واضح ما زالت قواعد اللعبة غير مكتوبة".

وأكدت الدراسة المعنونة "نحو منتدى للبحر الأحمر: الخليج العربي والقرن الأفريقي وهيكلة نظام إقليمي جديد" أن التنافس سيجعل المنطقة وحرية الملاحة الدولية على المحك، فضلاً عن حماية التجارة البحرية والسيطرة على معبر استراتيجي مهم عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، أي باب المندب. 

ولفتت الدراسة إلى تأثير الحرب في اليمن على الحسابات الاستراتيجية بين الدول المتنافسة، إضافة إلى المواجهة بين إيران وخصومها في الممرات البحرية المحاذية. 

وذكرت الدراسة أن نقطة الوصل بين البحر الأحمر وخليج عدن (باب المندب) هي الجانبَ الغربي من مسرح ناشئ من المنافسة بين القوى العالمية، ألا وهو المحيط الهندي.

وكشفت الدراسة عن نقاشات بين الحكومات على الساحلَين تأسيس ما يُسمّى"منتدى للبحر الأحمر"، وهو ملتقى قد تجتمع تحت رايته الدول المعنية لمناقشة المصالح المتشاطرة وتحديد التهديدات الناشئة وإيجاد حلول مشتركة. 

وترتكز الدراسة على اعتقاد بأنّ الدول الخليجية والأفريقية والشركاء الخارجيين سيستفيدون من تأسيس إطار عمل لحوكمة البحر الأحمر. "وهو ما قد يساعد في حماية المصالح المشتركة في المنطقة وينوع التجارة ويسهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية والأمن البحري ومعالجة الهجرة غير المشروعة، إضافة إلى المساهمة في حل النزاعات والخلافات التي قد تهدد المنطقة ومنها الحرب في اليمن" حسب ما ورد في الرواية.

ووفق الدراسة فإن عدة مبادرات مطروحة للنقاشات على الطاولة، ومنها مبادرة سعودية مصرية، مؤكدة أن من بين المشاكل التي تواجه تشكل هذا التكتل الإقليمي، هي طموحات دول ليست مطلة عليه بالمشاركة فيه كالإمارات وقطر وتركيا.

وبحسب الدراسات فإن اليمن التي كانت السباقة في طرح رؤية لتأمين البحر الأحمر وحل النزاعات، في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي، تبدو اليوم أكثر غياباً عن النقاشات الجارية، في ظل هيمنة السعودية والإمارات على المشهد اليمني، واستمرار الحرب مع مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران للعام الخامس.