قالت وكالة اسويشيتد برس الأمريكية، الأربعاء، إن السعودية تجري مباحثات خلفية غير مباشرة مع المسلحين الحوثيين لإنهاء الحرب بوساطة عُمانية.
وكان نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر قد زارا السعودية يوم الاثنين، في وقت يتواجد وفد للحوثيين هناك.
ونقلت الوكالة عن القيادي الحوثي جمال عامر، أن الجانبين (السعودية والحوثيين) يتواصلون بشكل مباشر عبر الفيديو خلال الشهرين الماضيين.
وأشار إلى أن تبادل الرسائل بين الجانبين لم يتوقف وأنهم "أبقوا نافذة مفتوحة" للحوار.
وأمس الأول كشفت مصادر للحرف 28 عن وجود شخصيتين مقربة من الحوثي في المملكة وحضرتا توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وكشفت قناة بلقيس الفضائية أيضا أمس الثلاثاء عن استقبال الرياض 8 شخصيات حوثية ومقربة من الحوثي منذ اكتوبر الفائت ألتقوا بمسؤولين سعوديين كبار بينهم نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي ومسؤولين آخرين.
وقالت القناة إن المباحثات تطرقت الى عرض سعودي للحوثيين بالتخلي عن إيران مقابل دعم سعودي سخي وطي صفحة هادي وضمان وجود مؤثر في مستقبل اليمن في التسوية السياسية مقابل تأمين حدودها الجنوبية.
وقالت الأسوشيتد برس إن الحوثيين والسعوديين يتحدثون -أيضاً- عبر وسطاء أوروبيون من أجل إنهاء الحرب في اليمن.
وأشارت الوكالة إلى أن المحادثات بدأت في سبتمبر الفائت بوساطة سلطنة عمان، بعد أن ضربت طائرة بدون طيار من قبل الحوثيين مصنعًا رئيسيًا لمعالجة الخام في المملكة العربية السعودية - الأكبر في العالم - وقطعت بشكل كبير إمدادات النفط العالمية. وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران التي تنفي تورطها.
وتركز المحادثات الحالية – وفقاً للوكالة- على الأهداف المؤقتة، مثل إعادة فتح مطار اليمن الدولي الرئيسي في صنعاء، ومناقشة إيجاد منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمني السابق، لوكالة أسوشييتد برس من عمان إن أهم اهتمامات السعوديين تشمل تفكيك قدرات الحوثيين الباليستية وطائرات بدون طيار وأمن الحدود للمملكة.
وقال أحد المسؤولين الحوثيين للوكالة الأمريكية، إن هذه المحادثات قد تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات رفيعة المستوى مطلع العام المقبل.
ووفقا لمسؤول حكومي يمني تحدث للوكالة، فإن المحادثات التي تتم بوساطة سلطنة عمان ليست شاملة لجميع أطراف النزاع.
وتحدثت المصادر من الجانبين للوكالة الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويتها، باستثناء عامر والقربي.
واشارت الوكالة إلى بروز علامات على أن جميع المشاركين في القتال يبحثون عن مخرج.
حيث حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عضو في التحالف الذي تقوده السعودية ، إخراج نفسها من النزاع وقالت الشهر الماضي إنها ستنسحب من اليمن ، بعد أن أمضت سنوات في تمويل وتدريب الميليشيات والفصائل السياسية الانفصالية في جنوب اليمن.
وأبرم الجانبان (السعودية والحوثيين) وقفا لإطلاق النار في عام 2016 بعد اجتماع في منطقة عسير بجنوب السعودية، لكن الهدنة انهارت في وقت لاحق.
يقول مستشار الرئيس هادي عبد العزيز جباري، وهو أيضًا نائب رئيس البرلمان، إن الحكومة ظلت في الظلام بشأن ما يتفاوض عليه رعاياها السعوديون. وفقاً لما أوردته وكالة " أسوشييتد برس".
وقال المستشار الرئاسي إنه يخشى أن تتمكن السعودية من إبرام صفقة لمغادرة صنعاء ، العاصمة اليمنية ، وغيرها من المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها الحوثيون ، حصريًا تحت سيطرة المتمردين - مما يعزز الفجوة في البلاد.
وأضاف جباري "سيكون ذلك خطأ فادحا ويأسف السعوديون بشدة."
من جهته يقول، سلمان الأنصاري، والذي يرأس منظمة الضغط الموالية للسعودية والمعروفة باسم لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية، إن "السعوديين شجعهم نجاحهم في التوسط في صفقة في وقت سابق من هذا الشهر بين قوات حكومة هادي والقوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة الانفصاليون الجنوبيون لوقف القتال المستمر منذ أشهر في جنوب اليمن".
وأضاف الأنصاري: "لم تتنازل المملكة عن أي شيء". "خاصة عندما يتعلق الأمر بتأمين حدودها وردع النفوذ الإيراني".
وكان مسؤول سعودي، أعلن الأربعاء الماضي، عن "قناة مفتوحة" مع الحوثيين منذ عام 2016 لدعم إحلال السلام في اليمن.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول السعودي قوله "لا نغلق أبوابنا مع الحوثيين".
وجاء إعلان المسؤول السعودي غداة توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا.
ويقاتل المتمردون الحوثيون الحكومة المعترف بها دولياً وحلفائها منذ أكثر من خمس سنوات في نزاع دفع البلاد إلى حافة المجاعة مع تفاقمه في 2015 حين تدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري لوقف تمدد المتمردين المدعومين من إيران.
متابعات: الحرف28