وباء فيروسي بتعز

ليست حمى الضنك.. وباء فيروسي فتاك يجتاح مدينة تعز (تقرير مصور)

span style="font-size:17.56800079345703px; text-align:justify">منذ مطلع الاسبوع الجاري، والطفلة "مروى حسن"- ذو الستة اعوام- تعاني من تدهور حالتها الصحية بعد ارتفاع حرارتها لمستويات عليا غير مسبوقة. وفي قسم الطوارئ بمستشفى الروضة الأهلي، خضعت الطفلة لعدد من الجلسات الاسعافية والفحوصات لتحديد نوع المرض الذي داهمها فجأة الاحد الماضي، لكن دون فائدة.
 
وإلى جانب حمى الصنك المستوطنة في المدينة منذ فترة، يقول الأطباء أن حمى فيروسية أجتاحت مدينة تعز منذ أكثر من شهر، دون أن يعلم لها تشخيصا دقيقا أو علاجا مناسبا حتى الأن، الأمر الذي أثار الرعب بين المواطنين على حياة أطفالهم.
 

تزايد مرعب




وعلى مدار الساعة، ترتفع أعداد الاصابات بالحمى الفيروسية وحمى الضنك بشكل مخيف ومرعب. وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، وثق مركز مكافحة الامراض والترصد الوبائي بمكتب الصحة بالمحافظة 5530 حالة اشتباه بالوبائيّن.
 
وأودت الحمى الفيروسية، ومعها حمى الضنك المنتشرة في المدينة، بحياة أثنين من سكان المدينة خلال الشهر الأخير، الاولى في التاسع من اكتوبر؛ والثانية في السادس من نوفمبر الجاري، بحسب مصادر رفيعة بمركز مكافحة الامراض والترصد الوبائي.
 
لكن الدكتور ياسين عبد الملك- مدير مركز مكافحة الأمراض والترصد الوبائي- أكد لـ"يمن شباب نت" أن خمس حالات في عموم المحافظة فارقت الحياة بأحد الوبائين (الحمى الفيروسية وحمى الضنك).  
 
وشكك نائب مدير المستشفى الجمهوري الدكتور محمد مخارش بدقة هذه الأحصائية، كون الأرقام الحقيقية- في نظره وحسب معرفته- تفوق تلك المعلن عنها.  
 
 
 زحام شديد دون حلول نهائية



وصلت الطفلة "مروى حسن" إلى مستشفى الثورة الحكومي، أولا. وهناك بائت محاولات الاطباء بالفشل للتخلص من حرارتها المرتفعة بشكل نهائي. حيث عاودت الطفلة المسكينة البكاء من جديد بعد أن ارتفعت حرارتها بشكل مخيف.
 
وعلى إثر ذلك، تم نقلها الى "جمعية أصدقاء الدم" امس الثلاثاء، لتستعيد أنفاسها للحظات فقط، إلى أن يغادر جسدها الهزيل مفعول الدواء الذي أعاد اليها أمل الشفاء مجددا من مرض عجز الاطباء عن اكتشاف أسبابه وعلاجه الدائم حتى الأن.. عدى محاولات ما زالت تجرى حتى الأن على المرضى من طبيب إلى آخر.  
 
وتعج "جمعية أصدقاء الدم" بتعز، بأعداد كبيرة يعتقد إصابتها بوبائي الحمى الفيروسية وحمى الضنك.
 
وبحسب مراسل "يمن شباب نت"- الذي أجرى زيارات ميدانية لعدد من المستشفيات لمتابعة انتشار الوباء الجديد- تصل أعداد الحالات التي تستقبلها الجمعية الى 70 حالة يوميا، معظمها من الاطفال المشتبه إصابتهم بالحمى الفيروسية.
 
ووسط الزحام المخيف، تتعالى صرخات الاطفال المستنجدة بالعلاج، بينما يستسلم الكبار لمصيرهم المؤلم، في ظل عجز الكادر الطبي المحدود للجمعية عن إخراج المرضى الى وضع آمن، كون الجمعية تغطي اعدادا تفوق طاقتها الاستيعابية
 
وأعرب ماهر القدسي لـ"يمن شباب نت" عن مخاوفه الشديدة نتيجة تعرض أطفاله الأربعة لإرتفاع مفاجئ في الحرارة بشكل كبير جدا، ولم يجد لهم علاجا ناجعا حتى الأن، بعد ثلاثة ايام من التنقل بين المستشفيات والأطباء.
 

اتهامات وتوضيحات



وتتهم مصادر طبية السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمحافظة بإهمال الجانب التوعوي وإيقاف عمليات الرش الضبابي، الأمر الذي فاقم من تدهور الوضع الصحي بشكل أكبر من المتوقع، وجعل المدينة بيئة خصب للأوبئة التي تتناوب على السكان دون أي تحرك جاد يوقف الكارثة.
 
وينفي مدير مكتب الصحة بالمحافظة، الدكتور عبد الرحيم السامعي، تلك الإتهامات. وأكد لـ"يمن شباب نت" أن المكتب استأنف حملة الرش الضبابي مؤخرا، وذلك بعد توقفها لفترة وجيزة.
 
وكان مكتب الصحة أعلن في الأشهر الماضية تدشين حملة رش ضبابي، لكنها توقفت لاحقا دون معرفة الأسباب، ما أدى إلى تفشي الوباء مجددا.
 
وأوضح السامعي أن توقف الحملة السابقة كان بسبب توقف الدعم المقدم لهذا الغرض من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، ليتم استئنافها مؤخرا، خلال الأيام الماضية، بدعم من السلطة المحلية بالمحافظة.