قالت وكالة "رويترز" اليوم الخميس، إن السعودية تكثف محادثات غير رسمية مع جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بشأن وقف لإطلاق النار في اليمن.
ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر وصفتها ب"المطلعة" أن المحادثات بدأت في أواخر سبتمبر أيلول في الأردن، وذلك بعد أن عرض الحوثيون وقف إطلاق الصواريخ وشن هجمات بطائرات مسيرة عبر الحدود على مدن سعودية إذا أنهى التحالف الذي تقوده السعودية ضرباته الجوية على اليمن.
وقال مصدر رابع للوكالة إن ”المحادثات بشأن استكمال الاتفاق الأمني تتحرك بسرعة كبيرة الآن عبر عدة قنوات“ لكن الرياض ما زال لديها مخاوف بشأن حدودها. وفقا للوكالة.
كما قال مسؤول سعودي ”لدينا قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ 2016. ونواصل هذه الاتصالات لإقرار السلام في اليمن“.
وأكد مسؤول من الحوثيين طلب عدم نشر اسمه أن الجماعة تبحث ”وقف إطلاق نار موسع“ مع الرياض وأضاف ”لكن صبرنا يوشك على النفاد“.
وتأمل الأمم المتحدة كذلك أن تُستأنف المفاوضات بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وبين الحوثيين لإنهاء ما يُعتقد على نطاق واسع أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن إنه يأمل في إنهاء الصراع خلال الأشهر الأولى من عام 2020.
وتدخل التحالف العربي في اليمن في مارس آذار 2015 بعد أن أخرج الحوثيون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء. لكن مؤخرا تتحمل الرياض بمفردها مسؤولية الجهود العسكرية للتحالف بعد خروج الإمارات حليفتها الرئيسية.
وأودت الحرب بحياة نحو مئة ألف شخص ودفعت الملايين إلى شفا مجاعة وفقا لمشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة وهو منظمة غير حكومية.
ويقول الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء وأغلب المدن إنهم يقاتلون نظاما فاسدا.
طريق شاق يتعين قطعه
قال دبلوماسيون إن الرياض تأمل في الاستفادة من نجاح اتفاق توسطت فيه هذا الشهر بين حكومة هادي وانفصاليين جنوبيين مدعومين من الإمارات لإنهاء صراع على السلطة في عدن ومحافظات جنوبية أخرى تعتبر معقل التحالف.
ويهدف الاتفاق إلى منع فتح جبهة جديدة في الحرب وتوحيد صفوف أعضاء التحالف الذين انقلبوا على بعضهم البعض. وسيضمن الاتفاق انضمام الانفصاليين الجنوبيين لحكومة هادي.
وقال دبلوماسي غربي ”تريد الرياض في نهاية الأمر صياغة اتفاق مع الحوثيين إلى جانب الاتفاق مع الجنوبيين... لحشد الزخم للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب“.
وسيطرت القوات السعودية على ميناء عدن وأبين ومحافظتي شبوة وحضرموت المنتجتين للنفط في حين انسحبت قوات الإمارات.
ونأت أبوظبي بنفسها عن الصراع وسط تزايد الضغوط الغربية وتصاعد التوترات مع إيران مما أثار مخاوف من اندلاع حرب خليجية. لكن مصادر عسكرية قالت إن القوات الإماراتية ما زالت في ميناء للغاز الطبيعي المسال في بلحاف بمحافظة شبوة وميناء الضبة النفطي في حضرموت وفي المكلا.
وقال جراهام جريفيث المحلل في منظمة كونترول ريسك ميدل إيست ”أعتقد أن أكثر النتائج تفاؤلا التي يمكن التوصل إليها هي وقف للقتال يمكن الحفاظ عليه ومجموعات من المفاوضات المطولة المستبعد أن تقود إلى تسوية واضحة وشاملة“.