تظاهرة في التربة بالسلاح

مظاهرة مسلحة جنوب "تعز".. ما هي مطالبهم، وما علاقة اتفاق الرياض (شاهد)

شهدت مدينة التربة جنوبي محافظة تعز تظاهرة صغيرة السبت قادها مسلحون للمطالبة بـ"حل مشكلات المحافظة" وتحريرها من جماعة الحوثيين ومحاسبة مسؤولين في السلطة المحلية وقيادات عسكرية.


ورفع المتظاهرون بينهم عشرات المسلحين لافتات وشعارات تطالب بـ"إعادة هيكلة الجيش والأمن وفق مخرجات الحوار الوطني"، وسط اتهامات لمنظمي المسيرة بالسعي لتفجير الأوضاع في المدينة والعمل ضمن أجندة خارجية في ظل توتر تشهده المدينة منذ أشهر.


وطبق مصادر محلية فقد قاد التظاهرة مدير أمن الشمايتين المقال عبدالكريم السامعي المتهم بقيادة تمرد مسلح أدى لمقتل جنديين قبل أشهر، ومطلوبين امنيا وأصحاب سوابق، بالإضافة الى القيادي الموالي للرئيس السابق عادل الزغير الأصبحي.
 


وكان الزغير قاتل مع الحوثيين وصالح طيلة فترة الحرب حتى تصفية الحوثيين لحليفهم صالح في ديسمبر 2017 وعاد الى المنطقة، وقتها، واشتهر بإقامة فعالية تأبين في التربة، لزعيمه بعد مقتله، أثارت استفزاز الأهالي وهو مادفع اطقم تابعة للواء 35 لملاحقته، قبل أن يعود الى المنطقة لتوزيع الأسلحة.

 
ويتهم قائد اللواء 35 عدنان الحمادي بحمايته بالاتفاق مع الاماراتيين وطارق عفاش، وظهر الى جانبه مرارا في عديد فعاليات محلية.


أما "السامعي" فيواجه أوامر قهريه بالقبض عليه على خلفية تنفيذ تمرد مسلح في مدينة التربة في أغسطس الماضي ورفضا لقرار إقالته من منصبة وتسببه بمقتل اثنين من رجال الأمن وفقا لمذكرة صادرة عن نيابة أمن تعز أواخر اكتوبر الماضي.


وتقول مصادر محلية إن السامعي بات على صلة وثيقة بمجاميع طارق صالح المدعوم من الامارات.


صورة السامعي خلال المظاهرة - مواقع التواصل

وطالب البيان الصادر عن التظاهرة، بإقالة قائد محور تعز وتقديمه للمحاكمة "لرفضه سحب مجاميعه المسلحة من مدينة التربة وعدم تنفيذ قرارات وزارة الدفاع".


وكانت قيادة اللجنة الأمنية أرسلت قوات في أغسطس الماضي من عدد من الوحدات العسكرية والأمنية وكلفتها بضبط الأوضاع في التربة بعد ما قالت السلطات ان هناك تحركات مشبوهة تقوم بها عناصر من خارج المحافظة حصلت على تسهيلات من قيادات أمنية وعسكرية محسوبة على الشرعية.


وتشهد التربة توترا منذ أشهر عندما دفعت السلطات بقوات عسكرية تتبع اللجنة الأمنية لمواجهة تمرد مدير الأمن المقال السامعي، عقب تدفق عشرات العسكريين التابعين لطارق صالح الى المدينة الريفية، وتضاعف التوتر مع انقلاب 10 أغسطس في عدن الذي دبرته الإمارات ضد السلطة الشرعية.


وطوال الفترة الماضية توالت المعلومات الميدانية بشأن تحركات عسكرية وعمليات تحشيد واسعة في الأرياف الجنوبية لتعز تقوم بها عناصر تتبع طارق صالح فضلا عن كتائب ابي العباس المدعومة من الإمارات مسنودة باللواء 35، حيث جرى توزيع أسلحة وأموال واستحداث مواقع عسكرية وفقا لمعلومات نشرها الحرف 28 تباعا.


وتقول مصادر محلية إن الإمارات سعت الى تفجير الأوضاع في تعز ونقل الفوضى التي أشعلتها بانقلاب أغسطس في عدن الى أرياف المحافظة الجنوبية بهدف خنقها لتعزيز سلطة حليفها طارق صالح في الساحل الغربي وتجهيزه لوضع اليد على تلك المديريات بما يؤدي الى تقويض الشرعية بتعز، تحت غطاء مواجهة حزب الإصلاح.


وكان لافتا في تظاهرة التربة السبت مطالبة من صاغوا البيان بتفعيل ما اسموه اتفاقية " جدة 2" في إشارة الى اتفاق الرياض الذي منح المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا شراكة مع الشرعية بعد انقلابه عليها في 10 أغسطس الفائت.


وقال البيان ان اتفاقية جدة 2 التي يطالب بها المتظاهرون المسلحون "لحل مشكلات تعز وتحريرها من ما وصفها بـ " سلطة القوى الظلامية وهوامير الفساد والإجرام".


وأهاب البيان الصادر عن "الهيئة الشعبية للدفاع عن الحجرية"، و"اللجنة المجتمعية لأبناء الشمايتين"؛ بقيادة الشرعية والتحالف رفع يد علي محسن (نائب رئيس الجمهورية) عن الحجرية والشمايتين.


ويقول ناشطون محليون في تصريحات للحرف 28 إن هذه التحركات" تريد التغطية على ارتباط هذه العناصر بطارق صالح والإمارات، في محاولة تأليب الناس مناطقيا، في الوقت الذي تعمل على تنفيذ أجندة خارجية لضرب النسيج الاجتماعي في المحافظة وتمرير مخططات أنصار الرئيس السابق وعائلته الناقمة على تعز".