اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن سيطرة قوات خفر السواحل التابعة لجماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) على 3 سفن في البحر الأحمر، واحدة منها سعودية، جاء لصالح إيران، في إطار فرض معادلة استراتيجية جديدة بالمنطقة.
وذكرت الصحيفة، المقربة من "حزب الله"، في افتتاحيتها، الثلاثاء، أن الحوثيين أثبتوا أن يدهم طائلة في المنطقة، وأنهم رقم لا يمكن تجاهله في البحر الأحمر، و"هو ما سيقرؤه كثيرون في الإقليم جيداً، ولن يقتصر على حدود السعودية".
وأوضحت أن الرسالة الاستراتيجية من احتجاز السفن الثلاث مفادها أن الحوثيين بإمكانهم تكرار السيطرة على سفن تمرّ عبر الطرق المائية الحيوية، وهو ما يجب أن يُحسَب حسابه من الآن فصاعداً.
وأضافت أن الواقع الجديد يمثل معادلة استراتيجية جديدة، إذ إن اليمن، ورغم إطلالته الكبيرة على البحر الأحمر، لم يكن يوماً مؤثراً في معادلاته الأمنية ولو بصورة غير مباشرة.
وتابعت الصحيفة اللبنانية أن العملية الحوثية تذكر بحوادث التعرض للسفن في الخليج قرب حدود إيران، وبالتالي فإن توقيت احتجاز السفن الثلاث يصبّ في صالح طهران، ويشير إلى أن حدود المواجهة أكبر مما قد يتخيله البعض.
وأشارت إلى أن الإعلام السعودي نشر صوراً من طائرات تجسس للسفن الثلاث، تظهر اقتراب زورق يمني من قاطرة بحرية، وآخر من زورق لخدمات الحفار فيما يقف بينهما حفار بحري، واعتبرت ذلك دليلاً إضافياً على فشل الرياض في التدخل، رغم أن العملية جرت تحت أعين القوات السعودية.
وأعلن الحوثيون، الإثنين، احتجاز السفن الثلاث على بعد 3 أميال قبالة جزيرة عقبان في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، بدعوى خرق المياه الإقليمية اليمنية، وفقا لما أوردته قناة المسيرة.
وبينما اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين، في وقت سابق من الإثنين، باحتجاز سفينة كورية وزورقين تابعين لها في جزيرة كمران على الساحل الغربي للبلاد، اتهم متحدث عسكري يمني الحوثيين باحتجاز سفينة كورية جنوبية، وباخرة نفط سعودية في المياه الإقليمية، واقتيادها إلى سواحل جزيرة "كمران".
فيما وصف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية باليمن، العقيد ركن "تركي المالكي"، عملية احتجاز السفن بأنها "تهديد لحرية الملاحة الدولية وسابقة إجرامية لأمن مضيق باب المندب".