العمارة الإسلامية في اليمن

"العمارة الإسلامية في اليمن.. كيف فرضت الجغرافيا هذا التنوع الساحر (شاهد)

تتسم العمارة اليمنية بمجموعة خصائص أساسية ميّزتها خلال أكثر من ألفي عام، في مقدّمتها الطراز العمودي للبناء الشائع في المدن والأرياف، وارتفاعها إلى عدّة طوابق تصل عادة بين خمسة وتسعة، وتحقيق الخصوصية المطلقة للساكن، على الرغم من تلاصقها وتقاربها وتباين ارتفاعاتها.

 

رغم وجود هذه المشتركات العديدة إلا أن هناك فوارق كبيرة بين منطقة وأخرى نشأت بسبب اختلاف ظروف المناخ والعوامل الطبيعية وكذلك المواد الخام التي تتمايز بين السهول والجبال والصحراء والساحل، كما تباين التأثير الثقافي بالمحيط.

ضمن الحلقة الثالثة من "سيمنار الآثار الإسلامية والقبطية" (رواق) الذي ينظّمه "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة بالتعاون مع "جامعة عين شمس"، يلقي أستاذ الآثار أسامة طلعت عند الخامسة من مساء السبت المقبل، محاضرة بعنوان "التنوع الجغرافي وأثره على العمارة الإسلامية في اليمن".

 

ينطلق المحاضِر من المنشآت التي عرفتها العمارة اليمنية في العصر الإسلامي ولم تكن معروفة من قبل، وأهمها عمارة المساجد والمساجد الجامعة والمدارس، كما استوعبت وحدات وعناصر معمارية شاعت في أرجاء العالم الإسلامي مثل المآذن والواجهات المزخرفة والقباب الضريحية.

يوضّح صاحب دراسة "العمارة الطينية في وادي حضرموت، مزارات قرية نبي الله هود نموذجاً" أن "خصوصية فرضتها جغرافية المكان وتأثيرها على التضاريس والمناخ وطبيعة السكان وتكيفهم الموروث مع طبيعة بلدهم"، لافتاً إلى أن "التنوع في العمارة اليمنية الإسلامية الذي ارتبط أول ما ارتبط بالمكان، فهناك عمارة المناطق الجبلية في شمال اليمن ووسطه حيث العاصمة صنعاء وأب وتعز وغيرهم".

 

ويضيف "هناك عمارة مناطق السهل الساحلي الغربي في زبيد وبيت الفقيه في الجنوب الغربي وحتى عدن في الجنوب ووصولاً إلى المكلا والشحر على البحر العربي في الجنوب الشرقي، واخيراً عمارة الداخل أو وادي حضرموت حيث العمارة الطينية في سيئون وشبام حضرموت تريم ووصولاً إلى قرية نبي الله هود في الشرق".

 

يبيّن صاحب دراسة "الحليات والزخارف المعمارية بواجهات بيوت عدن التقليدية" "أن "لكل منطقة من هذه المناطق خصائصها المعمارية"، حيث يلقي الضوء على هذه الخصائص وأسبابها وتأثير جغرافية المكان من حيث التضاريس والمواد الخام والمناخ والسكان على عمائر هذه المناطق.