الشعوذة

اليمن.. فتيات يبحثن عن الزواج في طلاسم السحرة!

إبراهيم المنعي- المشاهد

بعد تأخرها عن الزواج، ذهبت منال أحمد (30 عاماً) إلى العديد من المشعوذين، معتقدة أن الحرز (ورقة يضع عليها المشعوذ كتابات ورسوماً غير مفهومة) سيبعد عنها الحظ السيئ، بخاصة أنها كلما تقدم أحد لخطبتها، يتم فسخها بعد تخرجها من الجامعة، قبل 5 سنوات، دون أسباب تذكر، كما تقول، مضيفة: “تم فسخ خطوبتي للمرة الثالثة”.
وتمثل النساء نسبة 70% من اليمنيين الذين يذهبون إلى المشعوذين، طلباً للزواج وفك العقدة (السحر)، كما يقال، وفق إحصائية صادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاجتماعية اليمني، عام 2014، مشيرة إلى أن أعداد اليمنيين الذين يذهبون للسحرة والمشعوذين تتراوح ما بين 250 و300 ألف.

تمثل النساء نسبة 70% من اليمنيين الذين يذهبون إلى المشعوذين، طلباً للزواج وفك العقدة (السحر)، كما يقال، وفق إحصائية صادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاجتماعية اليمني، عام 2014، مشيرة إلى أن أعداد اليمنيين الذين يذهبون للسحرة والمشعوذين تتراوح ما بين 250 و300 ألف. 


ويعود سبب ذهاب الفتيات للسحرة إلى اعتقادهن بوجود أعمال سحر لهن من أجل إيقاف زواجهن، وخصوصاً مع تقدمهن في السن، ما يدفعهن إلى الذهاب إلى السحرة والمشعوذين، طلباً للزواج، ورغبة في بناء أسرة سعيدة، بحسب الدراسة التي أكدت أن الفتيات يتعرضن لعمليات نصب واحتيال من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة للمشعوذين.

اعتقاد خاطئ

ويلجأ السحرة إلى كثير من أنواع السحر، منها السحر الأبيض والأسود، فمثلاً السحر الأبيض يكون بالتقريب بين الزوجين وحل الخلافات، أو فك ما تسمى عقدة الزواج، وغيرها، وهذه كلها حرام، بحسب محمد الصلاحي، المعالج بالرقية الشرعية، لافتاً إلى أن السحر الأسود يعتمد على الإضرار بالمسحور، حيث يتم استخدام المتعلقات الشخصية به مثل ملابسه أو أي شيء منه، مثل الشعر، واستخدامها في السحر، بهدف إلحاق الضرر به، ويتم وضع هذه المتعلقات بعد عمل الأسحار عليها، في مكان قريب من البيت، أو وضعها في المقابر أو في البحر، ويستخدم في هذا السحر الجن بهدف إلحاق الضرر بالمسحور.
وقال الصلاحي إن السحر حرام شرعاً، سواء كان من أجل الزواج، أو لشيء آخر، مضيفاً أن الدين الإسلامي يدعو إلى الابتعاد عن السحرة والمشعوذين، لأنهم يدعون الغيب وجلب العرسان وتطويع الزوج، ويقومون بعمل طلاسم سحرية بهدف الاحتيال على الناس من أجل تصديقهم.
وأضاف أن أكثر الحالات تأتي من الريف بحثاً عن المشعوذين، بسبب تفشي الأمية في المناطق الريفية، والاعتقاد بالخرافات القديمة، داعياً إلى ضرورة قيام رجال الدين بالتوعية بأخطار السحر والشعوذة على المجتمع.
وأسهم الإعلام في نشر السحر والشعوذة من خلال القنوات الفضائية المتخصصة في السحر والأبراج، والتي تلقى رواجاً كبيراً في مختلف الدول العربية، والهدف الرئيسي لها هو تحقيق أرباح مالية كبيرة نظير بيع الوهم للناس، كما يقول الصحفي بسام الأشموري، مضيفاً أن الفئة المستهدفة هي النساء بشكل كبير، حيث إن أكثر المتصلات لهذه القنوات هن من النساء.
ويدعو الأشموري إلى ضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها في نشر التوعية من هذه الظاهرة التي تؤثر في المجتمعات العربية، والتي تؤدي إلى تدمير الأسر ونشر المشاكل. مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي يستغلها السحرة والمشعوذون في الترويج لأفكارهم المسمومة وتعليم السحر وتحميل كتب خاصة بالسحر.

الإحجام عن الذهاب إلى الأطباء

يفضل البعض الذهاب إلى السحرة، بدلاً من زيارة الأطباء لعلاج الأمراض التي يعانون منها، باعتبار أنها سحر أو عين، وهذا يعود إلى ضعف الإيمان، والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، بحسب الصلاحي.

الدكتور احمد سلطان : هناك حالات تعاني من الضيق والهلوسة وصداع في الرأس، ويظن المرضى أنها أسحار، ولكن في الحقيقة هذه الأعمال غير حقيقية، وهي مجرد خيال في ذهن المريض، 


وقال الدكتور أحمد سلطان، أخصائي أمراض عصبية ونفسية، لـ”المشاهد” إن حالات تأتي إليه وهي تعاني من الضيق والهلوسة وصداع في الرأس، ويظن المرضى أنها أسحار، ولكن في الحقيقة هذه الأعمال غير حقيقية، وهي مجرد خيال في ذهن المريض، تعود إلى الضغوط النفسية للمريض بسبب الظروف المحيطة به من حرب وأوضاع اقتصادية سيئة، مضيفاً أن الذهاب بالمريض إلى السحرة والمشعوذين يزيد الحالة سوءاً، خصوصاً في مجتمعنا اليمني الذي يعتبر من يذهب للطبيب النفسي أنه مختل عقلياً.
وبعد الجلسات النفسية معهم، واستخدام العلاجات بشكل منتظم، تتحسن حالتهم النفسية، وتنتهي تلك الأعراض، بحسب الدكتور سلطان.
ورغم تعرض الناس للنصب والاحتيال من قبل السحرة والمشعوذين، إلا أن القانون اليمني لا يعاقب من يقوم بأعمال السحر والشعوذة، ولم يذكر عقوبة السحر، وإنما يتم اعتبارها من ضمن عمليات النصب والاحتيال على المواطنين، وفق المحامي هشام الذماري.