اليمن

شاهد.. مُسن يمني يحصل على "الثانوية العامة"، ويستعد لدخول الجامعة!

يضيء اليمن بأبنائه، الذين يبهرون العالم بقصصهم. أبطال من نوع آخر. يتحدون حياتهم الصعبة ويسعون إلى تحويل المستحيل إلى واقع معاش بإصرارهم على التقدم ورغبتهم في تحقيق أهدافهم وأحلامهم، مهما كانت صعوبة نيلها.

الأسبوع الماضي أدهشتنا الفتاة الصغيرة، التي علمت نفسها بنفسها اللغة اليابانية، ومن ثم بدأت بتدريسها للآخرين عبر قناة فتحتها على “اليوتيوب”.

أما هذا الأسبوع فقد نقلت لنا "بي بي سي" عربي عبر شاشتها، قصة مؤثرة بطلها الحاج حسن علي العرجلي، الذي تجاوز عمره 64 عاماً حين قرر العودة إلى مقاعد الدراسة.

رجل من محافظة حجة اليمنية شعاره "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

قست عليه الحياة فاضطر أن يترك دراسته في المرحلة الابتدائية، لكن شغفه بالعلم وطموحه أعاده إليها بعد ثلاثين سنة من الانقطاع.

هكذا، وبشغف كبير، عاد ليكمل دراسته ويحقق طموحه، الذي لم يتوقف عن النبض في داخله طيلة عمر مضى.

التحق بالمدرسة الإعدادية من جديد كطالب يجلس على المقعد الخشبي، مثله مثل تلاميذ من عمر أحفاده وأبنائه. يواظب على المذاكرة وكتابة الوظائف بانتظام. وفي الصف، يستمع بجدية لشرح المعلم ويشارك الطلاب بالتحليل واستنتاج القاعدة من الأمثلة المطروحة، كما يجيب باحترام كبير على الأسئلة ويصفق لزملائه في الصف حين يقدمون الإجابات الصحيحة.

أنهى بتفوق شهادة الإعدادية، وأكمل دراسته بعدها لمدة ثلاث سنوات، حتى حصل على الشهادة الثانوية وتخرج بمعدل يفوق 88 في المئة.

مدرسه علي الحجري، صرح لفريق "بي بي سي ترندينغ" أن الحاج حسن من طلابه من الصف السابع وحتى الثالث الثانوي، وهو من الطلبة البارزين والمجتهدين والمنضبطين أيضا، مؤكداً على أنه مثال يحتذى به.

أما الملفت في القصة فكان تعلق الطلاب الصغار الشديد بالحاج حسن. فقد اعتبروه مثل والدهم. أحبوه وقدروه واندمجوا معه، على الرغم من فارق العمر. وحين سأله مقدم البرنامج، الذي استضافه مباشرة على الهواء، عن شعوره بين زملائه الصغار، قال:

أنا مع الكبار كبير ومع الصغار صغير. يمكنني أن أجاري كل الأعمار.

وأضاف أن الأطفال يحترمونه وأنه لم يتعرض لأي نوع من التنمر، بسبب عمره، لا من الأطفال ولا من المجتمع المحيط به. بالعكس تماماً لقد شجعه الجميع على التقدم وتحقيق أحلامه والاستمرار في الدراسة.

هذا ما يؤكد على الوعي العالي للشعب اليمني وتكاتف الأفراد ودعمهم لبعضهم البعض ليرتفعوا معاً عن الواقع المرير، الذي ما انفك يكبلهم.

أحلام الحاج لم تتوقف عند المرحلة الثانوية، بل يسعى الآن لدخول الجامعة والتخصص في علوم الحاسوب، اعتقاداً منه أن التكنولوجيا هي ما يستند عليها العالم في زمننا الحالي.

إنه رمز للأمل والتقدم والاستمرار. الحاج حسن علي العرجلي، مثال لرجل عربي شامخ يواجه كل الحواجز ويتخطاها بعزيمة وإرادة صلبة. مثله مثل الكثيرين من أهل اليمن الحبيب.

إن هذا الشعب، الذي يملك كل هذا الذكاء والطموح يباد في حروب، لا يد له فيها، ويعاني الفقر والمرض مرغما.

متى ستكف يد الظلم عن عالمنا المبتلى؟