حصل موقع «عربي بوست» على معلومات سيتناولها فيلم وثائقي يحمل اسم «أحزمة الموت» تبثه قناة الجزيرة، تفيد بأن شخصاً كان يعمل وسيطاً بين شركة متخصصة بالاغتيالات والإمارات، رفع دعوى قضائية ضد أبوظبي، بسبب نسبة العمولة والأموال المتفق عليها والتي لم يحصل عليها.
وشركة الاغتيالات كانت مهمتها تنفيذ عمليات في مدينة عدن، جنوبي اليمن، ضد سياسيين وضباط وأئمة مساجد، كانوا يناوئون تحركات أبوظبي في اليمن، أو ينتمون لحزب الإصلاح اليمني.
الفيلم الذي سيبث مساء الأحد 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، سيعرض وثائق محكمة ودعاوى قضائية تنشر لأول مرة، يطالب فيها الوسيط بين شركة الاغتيالات والإماراتيين شخصياتٍ إماراتية بالالتزام بتنفيذ الاتفاق المالي.
وممّا سيذكره الفيلم، وفق جمال المليكي منتج الأفلام الاستقصائية الذي وافق على التصريح لـ «عربي بوست»، شهادات لمواطن سويدي أصوله كُردية، دخل السجون السرية التي تديرها الإمارات في عدن، وتحدث عمّا جرى معه، وكيفية التعذيب داخل السجون.
وتحدَّث المواطن السويدي عن توظيف الإمارات لأعضاء في تنظيم القاعدة بتنفيذ أجندة خاصة.
ويضيف جمال المليكي، منتج فيلم «أحزمة الموت» أنه اعتمد على محاضر تحقيقات لم تُنشر من قبل، وفيها حديث لأشخاص نفّذوا عمليات اغتيال لشخصيات محددة بطلب من الإمارات. وقال إن من هؤلاء القتلة الذين عملوا لحساب الإمارات عناصر في تنظيم القاعدة.
وكان موقع Buzzfeed News الأمريكي كشف في تحقيق خاص نشره نهاية 2018، أن طائرات عسكرية من دون طيار، صوَّرت مقطع فيديو يفضح مشاركة جنود مرتزقة أمريكيين مسلحين في عملية اغتيال رجل دين بارز في اليمن.
وبحسب صحيفة The Daily Mail البريطانية، ضمَّت فرقة المقاتلين عضوين سابقين من قوة Navy SEALs للعمليات الخاصة في البحرية الأمريكية، وكانت تعمل لحساب شركة Spear Operations Group الأمريكية الخاصة، التي استعانت بها الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ عملية اغتيال في اليمن، الذي دمرته الحرب، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2015.
وفي تلك الليلة، كان الهدف هو أنصاف علي مايو، الزعيم المحلي لحزب الإصلاح السياسي الإسلامي.
والإمارات العربية المتحدة ترفض أي تعاون مع «حزب الإصلاح» الذي يتواجد كل قياداته في الرياض ويشارك في الحكومة.
وكانت الخطة هي وضع قنبلة على باب مقر الحزب في مدينة عدن اليمنية، ولكنَّ بعض اللقطات التي أُخِذَت من طائرة من دون طيار، وتمكن موقع Buzzfeed من الحصول عليها، أظهرت أن الأمور لم تسِر على ما يرام.
فقبل أن يتمكن الجندي من زراعة القنبلة، أطلق أحد أفراد فريقه النارَ بطريقةٍ عشوائية، واضطر الفريق إلى الانسحاب دون إثبات وقوع عملية القتل.
وقال أبراهام غولان، المتعهد الأمني المجري الإسرائيلي، ومؤسس شركة Spear Operations Group لموقع Buzzfeed: «كان هناك برنامج اغتيال مستهدف في اليمن. كنت أعمل على إدارته، ولقد نفذناه، لقد أقرَّته الإمارات العربية المتحدة داخل التحالف».
وأوضح غولان أن فريقه كان مسؤولاً عن اغتيال عدد من الأسماء البارزة أثناء الحرب، لكنَّه امتنع عن ذكر مزيد من التفاصيل.
وأكد أن شروط الاتفاق نصَّت على أن يحصل الفريق على 1.5 مليون دولار أمريكي شهرياً، بالإضافة إلى مكافآت مدفوعة نظير نجاح عملية القتل.
وتمَّ الاتفاق في الأسابيع التي تلت مأدبة غداء أقيمت في مطعم إيطالي بقاعدة عسكرية إماراتية في أبوظبي، وجمعت بين إسحاق غيلمور الذي عمل سابقاً في القوات الخاصة في البحرية الأمريكية، ومحمد دحلان، رئيس الأمن السابق للسلطة الوطنية الفلسطينية، الذي تفيد التقارير بأنه مستشار مقربٌ من ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان.
وكان غيلمور وغولان جزءاً من المهمة التي استهدفت مايو.
وذكر موقع Buzzfeed أنَّ فريق المرتزقة ضم مقاتلاً آخر كان ما زال ملتحقاً بوحدة الجنود الاحتياطيين في البحرية الأمريكية، يحمل تصريحاً للاطلاع على أدق الأسرار، فضلاً عن أنه كان مقاتلاً مخضرماً في فرقة SEAL Team 6 (أفضل فريق قوات خاصة في العالم)، وهي وحدة النخبة المعروفة بقتل أسامة بن لادن.
وضمَّ الفريق مقاتلاً آخر عمل في قسم «الفرع الأرضي» التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، الذي يكافئ القوات الخاصة في الجيش، حسبما أخبرت ثلاثة مصادر Buzzfeed.
ومن بين المرتزقة أيضاً كان هناك مقاتلٌ عمل رقيباً في القوات الخاصة في جيش الحرس الوطني بميريلاند.
ووصف مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية المرتزقة بأنهم «شبه فرقة قتل».
وبحسب Buzzfeed، كان من الصادم أنَّ الأمريكيين المشاركين في المهمات قد عملوا في «منطقةٍ رمادية على الصعيدين السياسي والقانوني».
فمع أنَّ قانون الولايات المتحدة يحظر «التآمر للقتل والخطف» في بلد أجنبي، فإن الولايات المتحدة لم تحظر خدمة المرتزقة، ويمكن للأمريكيين العمل في الجيوش الأجنبية.
لكنَّ شركة Spear Operations Group أجبرت الإمارات على منح المرتزقة الأمريكيين رتباً عسكرية، مع ضمِّهم إلى صفوف القوات المسلحة الإماراتية.
وقال غولان إنَّه بهذه الطريقة ستحدد قلادات الهوية العسكرية والزي الرسمي «الفرق بين المرتزقة والرجل العسكري».