أشرف الفلاحي- عربي21
كشف مصدر مقرب من قيادة جماعة الحوثيين باليمن عن تفاصيل المباحثات السرية التي تدور بين الجماعة والسعوديين منذ أسابيع.
وقال المصدر لـ"عربي21" شريطة عدم الإفصاح عن اسمه، إن المباحثات تجري الآن، بصورة مباشرة بين قيادات حوثية وأخرى سعودية، مهدت لها وساطة من عدة دول بينها سلطنة عمان.
وأضاف المصدر أن المباحثات تتم عبر دائرة تلفزيونية، بعد وصول وفد سعودي يضم عددا من الشخصيات معظمها عسكرية، إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، قبل أسبوعين تقريبا.
وأعقب ذلك، إرسال الحوثيين وفدا تابعا لهم إلى المملكة، كإحدى نقاط التفاهمات التي تقضي بتشكيل وفدين لمواصلة المباحثات بينهما.
وبحسب المصدر فإن هذه الجولة من المباحثات تركزت حول "وقف الحرب" الدائرة منذ 5 أعوام، مؤكدا أن سلطات الرياض أبدت مرونة واستعدادا لذلك، قبل أن تتراجع إلى طرح "تهدئة لمدة عام".
وأشار إلى أن الحركة الحوثية رفضت التهدئة المؤقتة، وردت "إما وقف شامل للحرب أو حرب شاملة".
وأوضح المصدر القريب جدا من القيادة الحوثية أن سقف المفاوضات تراجع بين الطرفين من وقف الحرب إلى ملفات أخرى لاتزال التباينات تعصف بها.
ومن تلك الملفات "فتح مطار صنعاء" و"رفع الحصار"، الذي يتمسك بها الحوثيون، في الوقت الذي توصلوا إلى تفاهمات بشأن إيقاف الضربات الجوية لطيران التحالف، وهو ما سرى فعليا في صنعاء.
المصدر ذاته، ذكر أن المباحثات انتقلت إلى "العمليات العسكرية على الحدود المشتركة بين البلدين"، حيث طرح الوفد السعودي "تهدئة على الحدود" إلا أن الحوثيين تحفظوا حولها، وأكدوا أن هجماتهم لن تتوقف هناك.
ولفت المصدر اليمني إلى أنه وبعد شد وجذب بين الطرفين، طرح السعوديون "وقف الهجمات الحوثية على المناطق الحدودية في الجزء الخاص بها وأبدوا حساسية إزاءها".
فيما تركوا الباب مفتوحا، وفقا للمصدر، لأي عمليات حوثية ضد قوات الجيش والتشكيلات العسكرية الأخرى المدعومة من المملكة على طول الشريط الحدودي مع محافظتي صعدة وحجة، شمال البلاد.
وتوقع المصدر المقرب من قيادة الحوثي أن تشهد هذه الجولة من المفاوضات تقاربا مع السعوديين، وربما تهيئ الأجواء لحوار رفيع المستوى بينهما.
وتجري هذه الجولة من المفاوضات بعيدا عن الحكومة اليمنية المعترف بها، وهو الأمر الذي دفع بنائب رئيس مجلس النواب، ومستشار الرئيس اليمني، عبد العزيز جباري، إلى التحذير منها.
وقال جباري في وقت سابق من الشهر الجاري إن السلطات السعودية لم تبلغ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشأن بدئها التفاوض مع الحوثيين، محذرا المملكة من إبرام اتفاق سيبقي العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق الرئيسة في البلاد تحت سيطرة الجماعة.