أشعلت صورة لوباء حمى الضنك الذي يجتاح مناطق واسعة في محافظتي الحديدة وتعز، في ظل وضع معيشي مزرٍ جراء الحرب، موجة غضب وسخط كبيرين تجاه الإهمال المتعمد من قبل الحكومة والحوثيين في مكافحة الوباء.
وتداول رواد التواصل الاجتماعي صورا تظهر العشرات من الأطفال والنساء وبشكل مخيف مصابون بحمى الضنك يرقدون داخل المستشفيات وعلى الأرصفة وخارج المشافي.
يدفع اليمنيون ثمنا باهظا جراء الحرب التي يعيشونها منذ مارس/آذار 2015، تحمل الثقل الأكبر منه الأطفال، برغم أنهم لم يتسببوا بإشعال فتيل الصراع.
ويعاني أطفال اليمن طوال سنوات الحرب وحتى الآن من مختلف أشكال العنف، وتعرضوا لتجارب مريرة نسي الكثير منهم معها طفولتهم، ومن لم تقتله الحرب اختطفته الأوبئة.
وانتشرت خلال فترة الحرب بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية المختلفة، الكثير من الأمراض والأوبئة أبرزها الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك والحميات التي حصدت أرواح العشرات.
وكان لمحافظة الحديدة وتعز النصيب الأكبر من الحميات وحمى الضنك إذ يجتاح الوباء حاليا المحافظتين بقوة، وتسجيل المئات من الإصابات.
ففي محافظة الحديدة أعلنت مصادر طبية عن وفاة 33 مصابا بحمى الضنك منذ بدأت موجة الوباء في الخامس من أكتوبر الماضي.
وتعاني محافظة الحديدة من انتشار حمى الضنك والكوليرا، خاصة بين أوساط النازحين في المدينة والمديريات الواقعة جنوبي المحافظة.
وكانت عدد من المستشفيات والمراكز الطبية في الحديدة قد ناشدت المنظمات الدولية بسرعة تقديم الدعم لمواجهة الأوبئة التي تسببت بوفاة العشرات من المدنيين.
وفي السياق، علق سفير اليمن لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان على تفشي حمى الضنك بالحديدة بالقول: "هذه الصورة من تهامة تكفي ليدرك الحوثيون حجم المأساة التي صنعوها في اليمن".
وأضاف: "طبعاً هذا إذا كان هناك من لم تقتل الصفاقة ما يمكن أن يصيبه من ألم وهو يشاهد هذه المأساة".
من جانبه علق الإعلامي أمين دبوان قائلا: "ترى في قدميها حكاية الدولة والرئيس وفي ملابسها مشاريع الحكومة، وعلل وزارة الصحة والمنظمات أثقل كاهلها".
وأضاف: "المشي حافياً موضة وحمل المغذيات مشروع حياة، يحدث فقط عندما يمرض الجوع، ويستوطن الحرمان، ويصبح البحث عن سنوات عمر إضافية حُلم".
وتابع: "حياتهم قد تتوقف في أي لحظة، يترقبون الإشارة الحمراء بعد أن رفعوا الصفراء في وجه المسؤولين في مقعد القيادة، لكن وللأسف السائق في حالة سكر أو أحمق أو لا يجيد قواعد السير".
في حين اكتفى الصحفي والناشط بسيم جناني الذي ينتمي لمدينة الحديدة بالقول: "صورة بألف وجع".
من جهتها قالت الصحفية والناشطة ربا إبراهيم: "الأمراض تجتاح المدن المحاصرة بسبب فساد السلطات المحلية فيها".
وأضافت: "الكوارث الصحية وغيرها الحاصلة في المدن المحاصرة من قبل المليشيات الإمامية السلالية إضافة إلى الفساد المنتشر داخل هذه المدن من قبل حكومة الشرعية نتائج تتحملها حكومتي الانقلاب والشرعية معا".
وأردفت: "الشعب كذلك شريك أساسي لهذه الكوارث بسبب صمته على الحصار والفساد من قبل حكومتي الشرعية والانقلاب".
وكتب الصحفي خليل العمري: "وجوه شاحبة وأجساد نحيلة وطفولة تموت وهي تصارع الأمراض".
وأضاف: "صورة تغني عن آلاف المقالات.. هذه اليمن باختصار".
أما الصحفي أحمد الصباحي فقال: "حافية القدمين تحمل ما تبقى من أمل بعد أن أنهكت الحمى جسدها، خلفها آخرون يحملون نفس الوجع".
وأردف: "لا أحد يلتفت لهؤلاء، إنه الوجع القادم من الحديدة".
فيما الإعلامي توفيق الشرعبي قال: "تهامة.. وليمة وجع".
المصدر: الموقع بوست